غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الغزية بانياس أبو حرب.. تكسر رتابة التعليم عن بُعد بعروض الماريونيت

بانياس جواد أبو حرب

شمس نيوز/ توفيق المصري

تتجه الشابة بانياس جواد أبو حرب إلى غرفة الأدوات في منزلها بمدينة غزة، وتبدأ بانتشال دمى كانت مهجورة منذ مدة، بدافع قوي داخلها لكسر الملل والروتين عبر التعليم الإلكتروني.

تمسك أبو حرب الدمى المتحركة أو الماريونيت التي يتحكم في حركاتها الشخص، والتي كانت تستخدم في مسرح الدّمى الذي يعتبر فناً شعبياً قديماً، وتعود أصوله إلى الثقافات الآسيوية القديمة، ثم ازدهر في البلاد العربية بعد القرن الثالث عشرة.

مسرح الدمى كان وسيلة لتسلية الناس ولسرد القصص ذات الدلالات القيمية، والإنسانية أو سياسية دون الاحتكاك مع الحكام. وكانت تتقمص هذه الدمى أدواراً في مسرحيات تعرف باسم عروض العرائس.

خلال عروض مسرح الدّمى يختبئ "المخرج" خلف لوح خشبي ويُدخل يديه في الدمى ويحركها بأصابعه فوق لوح الخشب ويتكلم عن لسانها بأصوات مختلفة حيث يضع في فمه جهازا يُغير الصوت.

EdZn58-WsAA55ND.jpg

كما هي العادة في العالم كله، عروض مسرح الدّمى تكون في الشوارع والميادين والحدائق.

وبغزة، اتجهت مدرسة لغة لإنجليزية الشابة بانياس أبو حرب التي تعمل في قسم التعليم المستمر بالجامعة الإسلامية، لتطويع ذلك الفن لعرض المواد التعليمية ولتضمن وصول المعلومات إلى الأطفال، في ظل ملاحظتها لعدم احتواء التعليم المدرسي عبر الأون لاين لأي ابتكارات أو ابداع من قبل المدرسين، وبالتالي أصبح التعليم عن بعد مملاً لدى الأطفال، وباتوا يرفضونه.

126224967_5462354013790266_7289564979758962520_o.jpg

وألقت جائحة كورونا التي تقترب من دخول عامها الأول بظلالها على مختلف مناحي الحياة في الأراضي الفلسطينية، حيث تسببت بتعطيل المؤسسات التعليمية، الأمر الذي أجبر الطلبة على المكوث في منازلهم.

ولجأت المؤسسات التعليمية في فلسطين إلى اعتماد أساليب التعليم الإلكتروني في محاولة للتغلب على غياب الطلبة، وضياع آلاف الحصص المدرسية، وتأخر طلبة الجامعات عن التخرج، وسط جدل واضح بجدوى وإمكانية توفر البيئة التحتية للتعليم عن بعد.

ولذلك قررت العشرينية أبو حرب كما ذكرت لـ"شمس نيوز"، أن تبحث عن طرق جديدة ومواد وألعاب، بعد عملية بحث متواصلة وتلقي الدورات الجديدة، لتطوير فكرة الصفوف الافتراضية، إذ تنظر إلى أن الطفل يمل من الشاشة حينما يكون متلقياً فقط، وعلى الوجه الآخر فإنه بالتفاعل والحركة تضمن جذبه للحصة.

تتجهز بانياس لحصة صفية ضمن عمل فردي عبر الأون لاين لتعليم 4 طلبة، في ارتداء الدمى بيديها وتبدأ بتحريها مع نص المادة التعليمية من خلف شاشة الحاسوب، وقبل هؤلاء الطلاب انتهت من تعليم مجموعة أطفال.

"مس انا زهقت منك!"

مشروعها الذي انطلقت به مؤخراً يوفر لها دخلاً جيد تقول، لاسيما بعد فترة توقف عملها في التعليم الوجاهي بسبب الإغلاق في بداية الجائحة، فاضطرت للبحث والتفكير عن بديل بسبب توقف مصدر دخلها من المراكز التعليمية. فاستثمرت مهاراتها في التعامل مع الأطفال وقررت الدخول لمجال تعليم الإلكتروني، بعد تلقيها دورة مع القنصلية الأمريكية في أدوات التعلم عن بعد لتذهب لتطبيق ما تعلمته مع طلابها.

تجربتها تعتبرها "ناجحة بشكل كبير" لكونها تقوم بتغيير طريقة عرض التعليم عن بُعد، فيما تقول إن "العالم كله يُدرس عن بُعد بطريقة مختلفة عما هو في غزة، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تكون على اطلاع دائم بما يجد على عالم التعليم".

وبسعادة غامرة تبدأ دروسها التعليمية للأطفال بعد نقل التجربة الأمريكية في التعليم عن بُعد إلى داخل قطاع غزة، بالدمى التي كانت تستخدمها مسبقاً في التعليم الوجاهي، لتجعل من الصفوف الافتراضية أكثر فعالية.

82303432_4085913111434370_1565085069050118144_o.jpg

إلى جانب التعليم تعمل المدرسة على التأثير على سلوك الأطفال بإدخال القيم والمبادئ والأخلاق من خلال حصصها بشكل غير مباشر، وتوجه أيضاً نصائح للأهالي بكيفية التعامل مع أطفالهم.

وما دفعها للتأثير على سلوك الأطفال ولهذا الأسلوب الجديد، بسبب مشاهدتها لمقطع فيديو لطفل وهو يقول لمدرسته عبر التعليم عن بُعد: "مس انا زهقت منك".