قائمة الموقع

هل سترد إيران على اغتيال زاده؟

2020-11-28T21:09:00+02:00
الدكتور محمد مشتهى

الكاتب: د. محمد مشتهى

بات واضحا أن العدو الصهيوني اغتال العالم محسن فخري زادة لتحقيق هدف استراتيجي في هذه المرحلة او للحفاظ على هدف استراتيجي قد حققه سابقا، عنوانه الأبرز هو إضافة المزيد من العراقيل أمام إدارة بايدن الجديدة وإيران بهدف الحيلولة دون ابرام أي اتفاق نووي مستقبلي مع ايران وهذا ما سعى إليه نتنياهو ونجح في تحقيقه في عهد ترامب.

الثلاثي ترامب، نتنياهو وبن سلمان مع ضابط الإيقاع بومبيو حاولوا البحث عن بديل للضربة العسكرية التي كان ينوي ترامب توجيهها لبعض أهداف المفاعلات النووية في ايران والتي جوبهت بالرفض الشديد من كبار المسؤولين الأمريكيين، فكانت فكرة الاغتيال هي أقرب البدائل، وإن اسراع نتنياهو للتعبير والايحاء للرأي العام بمسؤولية الكيان الصهيوني عن الاغتيال كان مقصودا وتأت خدمة للهدف نفسه ولم تأت في سياق اعلان الانتصارات كما ظن البعض، حيث أن العدو الصهيوني ليس معتادا للإعلان عن الاغتيالات "خصوصا الخارجية منها" أو حتى التلميح بمسؤوليته عنها الا بعد سنوات من تنفيذها، حتى تسريب لقاء نتنياهو مع محمد بن سلمان قبيل الاغتيال أيضا كان مقصودا بهدف استجلاب رد فعل إيراني في هذه المرحلة، وهنا نقرأ من تصريحات الرئيس روحاني عقب مقتل زادة بأن إيران لن تنجر وراء مؤامرات "إسرائيل" وأهدافها لزرع الفتنة في المنطقة، "إسرائيل" معنية بتوقيت الاغتيال أكثر من الاغتيال نفسه، و "اسرائيل" متأكدة أن اغتيال زادة لن يوقف البرنامج النووي، لكنها أرادت من توقيت الاغتيال استثمار فترة وجود ترامب أفضل استثمار بأن تستدرج ايران لصدام ولمعركة أعدت "إسرائيل" نفسها لها جيدا، والكل يعلم بأن المعركة التي يخطط لها ويبدأها العدو تكون عادة في صالحه، وفي المقابل سياسة ايران من المعلوم أنها ذات نفس طويل ولا تحكمها الانفعالات في الردود، ودوما ايران تستفيد من الأحداث الجارية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، لذلك ايران ليس بمقدورها خوض معركة أرادتها "إسرائيل"، وهذا ما صرح به العديد من المسؤولين الإيرانيين، ومن هنا تأت أهمية دعوة مدير الاستخبارات المركزية السابق جون برينان لإيران التي أتت أيضا في نفس السياق، حيث دعا ايران لمقاومة الرغبة في الانتقام وانتظار الإدارة الأمريكية الجديدة، تلك هي الحسابات المتوقع حدوثها والتي تنسجم مع كافة التصريحات الإيرانية، لكن يبقى اغتيال العالم فخري زادة والذي يشغل منصب رفيع في وزارة الدفاع الإيرانية هو إعتداء صريح على الجيش الإيراني، تلك أيضا لها حسابات أخرى، ورغبة ايران بوقف حلقة الاغتيالات الجارية أيضا مهمة، فالموساد الصهيوني ليست هي المرة الأولى التي يغتال فيها علماء إيرانيون، فقد اغتال اثنين من العلماء الايرانيين في عام 2010 وأخر في عام 2011 ومثله في عام 2012، وان عدم رد ايران يفتح شهية العدو الصهيوني لاغتيالات قريبة مماثلة ليست فقط في ايران وانما في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، لذلك لا أحد يضمن بألا ترد ايران على اغتيال زادة حيث دوما عامل التوقيت وعامل المتغيرات الإقليمية يلعبان دور مهم في الردود الايرانية السياسية فما بال الردود ذات الطابع الأمني أو العسكري!، وان هناك سابقة إيرانية قريبة حيث ردت إيران عسكريا على حادثة اغتيال سليماني بقصف قاعدة أمريكية، لذلك يبقى رد ايران على الكيان الصهيوني أهون بكثير من ردها على أمريكا نفسها، وما يحكم رد ايران الآن هو الإجابة على هذا السؤال: هل الرد على جريمة الاغتيال في هذا التوقيت يخدم أهداف ايران الاستراتيجية أم يخدم أهداف "إسرائيل" الاستراتيجية؟

اخبار ذات صلة