في 25 نوفمبر (تشرين الأول) الماضي، بدأ جيش العدو الإسرائيلي تنفيذ مناورة ضخمة على مدى خمسة أيام سمّاها «السهم الفتّاك»، حاكت حرباً متعدّدة الجبهات، خصوصاً على «الجبهة الشمالية» مع لبنان وسوريا، ومن بين أهدافها الرئيسية «هزيمة حزب الله»، ورافقت المناورة حركة نشطة للطائرات الحربية والمروحية الإسرائيلية.
وفي اليوم الثاني من المناورة التي كان بين أهدافها أيضاً «منع منظومات طائرات الدرونز من أي نوع وأي حجم من تجاوز الحدود»، وفي ذروة استنفار العدو، تمكنت طائرة استطلاع تابعة للمقاومة من اختراق الأجواء الفلسطينية المحتلة فوق منطقة الجليل، قبل أن تعود إلى قاعدتها في لبنان من دون أن تكتشفها رادارات الجيش الإسرائيلي.
اختراق الطائرة التابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان لأجواء فلسطين المحتلة ورصدها للمناورات الإسرائيلية يشكل فضيحة مدوية لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ونجاح كبير للمقاومة، وفقاً لما يراه الخبير والمحلل العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات.
أوضح عريقات في حديثٍ مع "شمس نيوز" أنَّ الأجهزة الأمنية الصهيونية والاستخباراتية لم تعد كالسابق في قوتها وقدرتها، وأنه أصبح من السهل اختراقها، من قبل المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
وقال عريقات: "النجاحات والخبرات المتراكمة لدى حزب الله والمقاومة الفلسطينية باتت تدل على مقدرتهم في مواجهة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، وانَّ المنظومة الأمنية الإسرائيلية ليست بمنأى عن الاختراق"، مضيفاً: "اخترقت المنظومة الأمنية بالسابق وها هي تُخترق الآن، وقادم الأيام أعتقد أنَّ هناك تطور أكثر واختراق أكبر".
وأشار عريقات أن هناك حرب خفية بين المقاومة اللبنانية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، تتعلق بالسباق على تطوير القدرات والإمكانيات والاستفادة من الخبرات والعقول، واستخدام الوسائل التقنية والتكنلوجية، لافتًا إلى أنَّ المقاومة باتت تطور من امكانياتها على الرغم من الفارق الكبير في موازين القوى.
وأوضح عريقات، أنها ليست المرة الأولى التي تخترق فيها طائرات مسيرة تابعة لحزب الله اللبناني الأجواء الفلسطينية، وفي كل مرة تصل إلى أهدافها المتمثلة بالتحصُّلِ على معلومات وأماكن، وهو ما يعترف به العدو الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنَّ الصراع تطور بين حزب الله وإسرائيل، فلم يعد صراعاً تقليدياً بقدر ما أصبح معلوماتي وتقني.
ويمتلك حزب الله اللبناني سرباً من طائرات أطلق عليها اسم (ايوب) وطائرات أخرى باسم (مرصاد) وهو امر بات يشكل إزعاجاً للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، لاسيما أن طائرات مرصاد وأيوب استطاعتا اختراق أجواء فلسطين المحتلة أكثر من مرة، وهو ما أقر به قادة في "اسرائيل".