شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
وصل صباح اليوم الثلاثاء، رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي إلى غزة عبر حاجز بيت حانون شمال القطاع.
وتهدف هذه الزيارة وفق وسائل إعلام محلية دولية، إلى التضامن مع أهالي قطاع غزة، والاطلاع على التطورات الأخيرة المتعلقة بجائحة كورونا والآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنها.
وبحسب الوسائل، فإنه من المقرر أن يعقد رؤساء البعثات المشاريع الأوروبية في القطاع، لقاءات مع ممثلي المجتمع المدني في غزة.
الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني يشير إلى أن هذه الزيارة تأتي ضمن الزيارات الدورية التي ينظمها الاتحاد الأوروبي إلى الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة على وجه الخصوص، والتي تهدف لتقييم المشاريع التي نفذت والاطلاع على المشاريع القائمة، ومعرفة المشاريع التي سيتم تقديمها خلال العام المقبل.
وأوضح الدجني في حديثه مع "شمس نيوز"، "أنَّ هذه الزيارة إنسانية بحتة وأهم أولوياتها هي الاطلاع على الأوضاع في قطاع غزة في ظل تفشي فيروس كورونا من خلال لقاء وكيل وزارة الصحة ومعرفة احتياجات القطاع لمواجهة هذه الجائحة"، لافتًا إلى الضغط الأوروبي لدعم القطاع وتحذيرات منظمة الصحة العالمية من الوصول لكارثة إنسانية في ظل زيادة أعداد الإصابات بالقطاع ونقص الأكسجين ومعدات العناية المركزة بغزة.
ويرى الدجني أن السفراء مهمتهم رفع التوصيات لدولهم، ولا يمكنهم تحديد الرؤى السياسية لهذه الدول خاصة فيما يتعلق بالشأن السياسي والموقف الأوروبي الذي يرى أن فصائل المقاومة في غزة "منظمات إرهابية"، مشددًا على أن الشارع الفلسطيني يأمل بأن يعيد الاتحاد الأوروبي تموضعه ويعيد تقييمه من حركات المقاومة في قطاع غزة، ويتعاطى بشكل مباشر مع الحكومة في غزة بكافة أركانها ومع حركتي حماس والجهاد الإسلامي على وجه التحديد والانفتاح عليهما.
وأضاف أن من ضمن أجندة الزيارة لقاء مؤسسات المجتمع المدني التي تشرف بشكل مباشر على المشاريع التي يتم تنفيذها من قبلهم، مستبعدًا لقاء أي من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أو إذا تم هذا اللقاء يكون بشكل سري.
واستدرك حديثه أي دعم وتمويل من قبل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص في ظل جائحة كورونا وما ترتب عليها من أوضاع اقتصادية وصحية وإنسانية في قطاع غزة يساهم في مواجهة الوباء.
واستبعد الكاتب والمحلل السياسي أن يتم البناء على مثل هذه الزيارات، مضيفًا أنه لو كان هناك مجال للبناء لتم البناء على الزيارات التي جرت خلال الأعوام السابقة.
من ناحيته يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم أن أهمية هذا الوفد تنبع من ضمه لجميع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي خاصة في ظل الأوضاع الصحية الصعبة التي يمر بها القطاع، مشددًا على أن هذه الزيارة تأتي في السياق الإنساني والاستكشافي دون البعد السياسي، وإن كانت ذات شكل سياسي.
ولفت خلال حديث مع "شمس نيوز" إلى أن حركة حماس رحبت بهذا الوفد فور بدء الحديث عنه في وسائل الإعلام، نظرًا لأهمية هذه الزيارة في الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من أوضاع كارثية، وأهمها استمرار الحصار الإسرائيلي وتفشي فيروس كورونا.
وتوقع إبراهيم أن يكون لهذه الزيارة أثراً كبيراً خاصة عند سماعهم ورؤيتهم للمشاكل التي تعاني منها غزة وهشاشة النظام الصحي مقابل الأزمة التي تتفشى بشكل خطير جدًا وزيادة الأوضاع سوءًا.
وأضاف "الاتحاد الأوروبي يساهم في تبرعات ودعم السلطة وتمويل عدة مشاريع في قطاع غزة يتم تنفيذها من قبل المؤسسات المختلفة في البنى التحتية والقطاع الصحي ومختلف القطاعات".
وعن ما تحمله هذه الزيارة من الناحية السياسية قال إبراهيم "هم كل مرة يطالبوا بإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات، وموقف الاتحاد الأوروبي من حل الدولتين ومن المستوطنات واضح، وأيضًا الموقف من عودة السلطة علاقاتها مع "إسرائيل" واضح"، مشيرًا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تؤيد ذلك وتنادي بحل الدولتين والعودة للمفاوضات.
وفي ختام الجولة التي نفذها ممثلوا الدول الأوروبية قالوا إنهم سيحاولوا إيصال اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، إلى العاملين في القطاع الصحي الفلسطيني، وللفئات التي تحتاج إليه، حال توفره.
وأعرب ممثل الاتحاد الأوروبي، في أراضي السلطة الفلسطينية، سفين كون فون بورغسدورف عن أمله بالنجاح في تمكين السلطة الفلسطينية من الوصول للقاح، رغم الصعوبة التي تواجه ذلك والتعقيد الذي يرافقه.
وبيّن أنه بمجرد "توفر اللقاح، سيتواصل الاتحاد مع الأمم المتحدة، لإيصاله لمن يعملون في الخط الأول في القطاع الصحي الفلسطيني، ولمن يستحق ذلك من مرضى وغيرهم". وأشار إلى أن الاتحاد "أجرى تقييما لاحتياجات قطاع غزة ومصابي كورونا"، لافتا إلى أنهم يعملون مع "منظمة الصحة العالمية، ومؤسسات دولية أخرى، لتقديم دعم لمستشفى الوبائيات بغزة، ولوزارة الصحة الفلسطينية".
من جانب آخر، قال بورغسدورف، إن الوفد أجرى زيارة ميدانية لمشروع محطة تحلية المياه (غرب مدينة دير البلح، وسط القطاع)، المموّل من الاتحاد، مشيرًا إلى أنه سيتم توسعة هذا المشروع منتصف العام المقبل.
وتابع "خلال شهر يونيو/حزيران، أو يوليو/تموز القادم، سيتم توسعة المحطة، وإيصال المياه العذبة، الصالحة للشرب، لنحو ٢٠٠ ألف شخص".