قائمة الموقع

"حين يصبح التنظيم تنظيماً آخر والعضو ليس إبناً لتنظيمه"

2020-12-11T22:25:00+02:00
الدكتور محمد مشتهى

بقلم/ د. محمد مشتهى

لا يجب من أي تنظيم أن يرمي أوراقه أو تفاصيله في أحضان أوراق أو تفاصيل تنظيم آخر، ومطلوب منه كذلك ألا يبني استراتيجيته على استراتيجية تنظيم آخر، على أهمية أن يكون هناك تحالفات بين التنظيمات، لكن لا يجب على التنظيم أن يرهن حضوره بحضور الآخرين مهما علا شأن الآخرين، لأن التنظيم يضمن نفسه لكنه لا يضمن أي تنظيم آخر، وربما في أي لحظة هذا التنظيم الآخر يُغيّر من أهدافه وبالتالي يُغيّر من وجهة حضوره، وعلى أهمية التوافق والالتقاء في أبسط المواقف بين التنظيمات، لكن من المهم للتنظيم أن يكون له دور متمايز عن الآخرين في الميدان بكافة اختصاصاته، ولا يُقصَد هنا بالتمايز بمعنى مناكفة الآخر، على أهمية التطلع لبناء علاقات كفاحية ونضالية وأخوية مع الآخرين دون أن يكون حضور التنظيم مبني على حضور أي أحد منهم.

هذا على مستوى التنظيم، أما على مستوى أعضاء التنظيم فمطلوب من عضو التنظيم ألا يرتمي بأحضان تنظيم آخر على حساب تنظيمه أو حتى على حساب تنظيم آخر، وفي نفس الوقت مطلوب أن تكون لغته وخطه السياسي واضح ويعبر عن الخط السياسي لتنظيمه وليس عن الخط السياسي لتنظيم آخر، مع أهمية الالتقاء في بعض المواقف السياسية مع التنظيمات الأخرى، وعلى عضو التنظيم أن يتخلّص من 《عقدة إثبات حسن النوايا》 لهذا التنظيم أو ذاك، أو لهذا المسؤول أو ذاك، وأن يبتعد عن خوض أي معركة حزبية تخص تنظيم بعينه، بل واجب عليه أن يخوض معارك الفلسطينيين وأن يتبنى القضايا الوطنية، وأن يُنزّه نفسه عن القضايا الحزبية، لأنه في المقابل لا يمكن لأحد من تنظيم غير تنظيمه أن ينتفض ليخوض معركته الحزبية، ومطلوب من عضو التنظيم كذلك ألا يتبارى لتقديم الحلول والولاءات لشخصيات من تنظيم آخر على حساب سياسة تنظيمه، أو على حساب أبناء تنظيمه، أو على حساب تنظيم آخر، أو على حساب القضايا الوطنية الفلسطينية.

أما في حال رهن التنظيم حضوره بحضور تنظيم آخر فإنه سيصبح تنظيما آخر وهو لا يدري، والتنظيم الذي يقع في مثل هكذا مشاكل، هو يصبح أسير لأفكار وعقول الآخرين ومستقبلا سيجد نفسه لا يستطيع إلا ان يكون في نفس سياق تنظيم آخر، وعقله يصبح مغلق وفهمه مغلق وسلوكه مغلق، وسيصبح من الصعب أن يُنتج فكرة أو فهم أو سلوك خارج سياق هذا التنظيم الآخر.

اخبار ذات صلة