غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ناشطة حقوقية.. ولكـن ما خفي أعظم!

لبنان وفلسطين.jpg

قلم: ندى درغام         إعلامية لبنانية وناشطة مدافعة عن حقوق الحيوان

تلفت انتباهك بعض الأحيان حسابات لناشطين حقوقيين في لبنان والعالم العربي، تأخذك بحسن النوايا، خاصة من يهتمون بحقوق الحيوانات، ومن يقومون ليلاً نهاراً بالعناية بمخلوقات ضعيفة تركت لمصيرها في الشوارع..

بين الحين والآخر، ومع اشتداد الظروف الاقتصادية، وصعوبة الاوضاع المعيشية، يطرح البعض أسئلة كـ"أليس البشر أولى بالمساعدة؟ " ويتجدد الجدل في كل مرة يطرح هكذا سؤال، بين موافق، وبين مبرر بأن للبشر حيلة لا تملكها الحيوانات المشردة، خاصة تلك التي اعتادت على التواجد في بيوت، وتخلّص منها أصحابها غدراً بحجة الاوضاع المعيشية!

بالعودة إلى موضوعنا، نشاط البعض في رعاية الحيوانات الأليفة والمشردة، والاهتمام المستمر والعمل الدؤوب، قد يدفع بك احياناً إلى الاقتراب من ذاك الشخص، والتعرف عليه عن كثب.. لمتابعة كل ما يقوم به من أنشطة، وتقديم يد العون والمساعدة إن أمكن، ودائماً تحت شعار: من يحبّ الحيوانات هو لطيف من الداخل، فلا خوف ولا قلق من التعرف على شخص لطيف..

هكذا كان الحال مع ناشطة لن أذكر اسمها قرفاً!!، اكتشفت أن ما تنشره بالعلن على صفحتها على فيسبوك، يختلف بعض الشيء عمّا تنشره بالخفاء وما توجّهه لدائرتها الخاصة من الأصدقاء والمقرّبين، أعترف.. مختلف كثيراً وليس بعض الشيء! اتضح لي أن الأخيرة في منشوراتها الخاصة تكره البشر! تتمنى موتهم وتصفهم بأقبح الأوصاف! وهنا لم اتمكن إلّا أن اطرح هذا السؤال في رأسي: كيف لمن يمتلك كل هذا الحب والحنان تجاه الحيوانات أن يمتلك كل هذا الحقد على بشر مظلومين، ظلموا قبل ان يولدوا، ولا حول لهم ولا قوة في ذلك؟! كيف لمن يمتلك كل هذا الاهتمام بالحيوانات الاليفة، ان يكون غير مبالٍ إن عاش مليون فلسطينيّ في غزّة أو "انقبروا " على حد تعبيرها!!

مقالي هذا جاء بعد انتقاد سخيف من ناشطة في حقوق الحيوان وجهته لوزارة التربية والتعليم في لبنان، في أعقاب دعوة الأخيرة للتضامن مع القضية الفلسطينية.

هذه السخافة من تلك الناشطة جعلتني أدرك ان ليس كلّ ما يلمع ذهباً.. هذا ما اكتشفته.. اقتضى التوضيح..

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".