غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"

جزائريون لـ "شمس نيوز": أرض المليون شهيد لا تخذل أختها و "المطبعون خونة"!

مثقفون جزائريون.jpg
شمس نيوز/ علاء الهجين

"لو لم أكنْ جزائرياً لكنتُ فلسطينياً".. عبارة تنطلق من أفئدة الجزائريين تعبيراً عن محبتهم لفلسطين قضية وشعباً، لاسيما أنَّ الجزائر كانت دائما الأقرب إلى فلسطين، سواءً على الصعيد الرسمي أو الصعيد الشعبي.

ولا يمكن لأحد أن ينكر مدى عمق العلاقة بين فلسطين والجزائر على مر التاريخ، ومدى حب الجزائريين لأرض فلسطين، ومدى تعلق فلسطين ببلد المليون شهيد، ويكفينا منهم موقفهم الخالد من فلسطين الذي عبر عنه الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، عندما قال "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".

صحفيون ونشطاء ومثقفون جزائريون عبروا في أحاديث منفصلة مع "شمس نيوز"، عن مدى حبهم وتعلقهم بفلسطين أرضاً وشعباً، رافضين التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويشدد الجزائريون على أنَّ فلسطين هي مركز وحدة الأمة، والمقاومة الشريفة، والقضية السامية، والفكرة الثابتة، على الرغم من اختلاف التوجهات والتيارات الفكرية السياسية.

الصحفي الجزائري سمير تلايلف، أكد أنَّ فلسطين بالنسبة لهم القضية التي لم ولن يتخلوا عنها مطلقاً، قائلاً: "نحن مع أرض المرابطين ظالمة أو مظلومة".

واضاف الصحفي تلايلف: "الاحتلال الإسرائيلي سلب من فلسطين عطرها وجمالها" مشبهًا إياها "بالطفلة البريئة التي تُغتصب أمام أنظار العالم، ولا أحد يحرك ساكنًا، كما إنها تلقت طعنات غادرة من أخواتها العرب".

وتابع: "ما يحدث وما نراه اليوم من تطبيع عربي مع الاحتلال الإسرائيلي وكان أخرها المملكة المغربية، يُعد للعرض وليس للأرض فقط، فهذا دليل قاطع وصارخ على أن العرب تخلوا عن فلسطين، لاهثين وراء السراب".

وأكَّد أن الجزائر شعبًا ونظامًا ثابتين على مواقفهم من القضية الفلسطينية، وهو ما يؤكده الرئيس عبد المجيد تبون، عندما قال في

"إن الجزائر كبيرها وصغيرها مع فلسطين".

وأما عن نية "إسرائيل" اختراق الشعوب، تابع الصحفي الجزائري :"الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهدًا إلى جعل الشعوب تطبع معه، لكنه لن ينجح في ذلك، كون إرادة الشعوب العربية عصية على الانكسار".

بدوره، أكد الناشط والأستاذ معمر عيساني، أن فلسطين هي زنبقة العالم الإسلامي والعربي، مضيف: "لو لاحظنا سلم التاريخ لوجدناها محور حركة القادة الفاتحين ومسار همم الرجال، فالمساس بها لا ينفك أن يكون مساسا بمكة!".

وعبر عيساني عن أسفه لما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات ومحاولات لتصفيتها من العالم وبعض الأنظمة العربية التي وقعت مؤخرًا اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: "الأنظمة العربية التي كانت تخجل من المجاهرة بتخليها عن دعم المقاومة في فلسطين، بل حتى دعم الجانب الإنساني في القضية، وجدت فرصة للمجاهرة بعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، خاصة وأن هذه الأنظمة تستمد شرعيتها من دعم الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعلها دمية في يد من يتوالون على كرسي رئاسة البيت الأبيض".

وعن إمكانية تطبيع الجزائر مع الاحتلال، أوضح "كقناعة شخصية، الجزائر مستهدفة في أمنها وسيادتها، خاصة مع اللااستقرار الذي تعرفه منذ الحراك الشعبي، والغموض الذي يكتنف الملف الصحي للرئيس عبد المجيد تبون، وما يُحاك من طرف أعدائها في الداخل والخارج، وتغييب الشعب عن حقيقة ما يحدث، ولكن لا أعتقد أن "تل أبيب" مهتمة بأن تكون لها علاقات مباشرة مع الجزائر، لأن الأرضية الجماهرية متيمة بحب فلسطين، وهي رافضة ذلك جملة وتفصيلًا".

من جهته، أكد الناشط الثقافي الجزائري شريف الدين جواد، أن نهضة فلسطين تعني نهضة الأمتين العربية والإسلامية، فهي الأمل لجميع الشعوب، كما إنها العضو الذي بشفائه تنهض الحضارة وتزدهر من جديد.

وأكد الناشط الثقافي جواد، أن الأنظمة العربية التي وقعت اتفاقيات مع "إسرائيل" العنصرية، عاداً أن مصطلح التطبيع يضفي جوًا رومنسيًا على فظاعة الجريمة التي ارتكبتها.

وقال: "هذه الأنظمة أسستْ على ضفاف الأيديولوجيات الغربية المتوحشة، أيديولوجيات توهم الأنظمة وشعوبها بشعارات الرجل الخارق وبلوغ حلم العم سام وصداقة كلبه الأزرق تنجيهم وتطورهم".

وأضاف: "اقتنع أصحاب القرار في بعض الدول التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل أن الأموال والمناصب يتحققان بمسح حذاء الكيان المسعور".

وشدد على أن التغيرات السياسية في الجزائر على مدار العقود الماضية، لم تغيير من واقع القضية الفلسطينية في نفوس الجزائريين.

وتابع قائلا: "أعلى المناصب السياسية والعسكرية بالدولة الجزائرية أعلنت صراحة معارضتها التطبيع وخيانة القضية الفلسطينية، هذا يجعلنا نأمل في ثبات الجزائر سلطة وشعبا باختلاف توجهه، وأن موقف المساعدة والنصرة لن يتغير".

الناشط الجزائري معروف خريف، اتفق مع سابقيه، بأن الجزائر مع فلسطين وشعبها وأرضها، ظالمة أو مظلومة، معبراً عن محبته لأرض الرباط، ومدى ارتباطه روحياً في فلسطين.

وشدد معروف على رفضه بشكل قاطع التطبيع مع الاحتلال بجميع أشكاله، مضيف: " أرفض التطبيع قطعًا، وعلى شان خاطر فلسطين أقاطع كل البلدان إذا ألزم الأمر، فهي بلدي الثاني الذي أنتمي إليه".