شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
بطريقة مختلفة عن سابقاتها، تبدأ المغرب "شهر العسل" مع "إسرائيل"، إذ قررت وزارة التربية المغربية، تدريس التاريخ اليهودي بمدارسها، في خطوة تعكس مدى انحطاط المطبعين وتفننهم بإرضاء كيان الاحتلال.
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة النجاح د. نظام العباسي يرى أن قرار التعليم المغربي، بأنه محاولة لتسويق الأكاذيب، وسط اعتقاد بأن الشعب المغربي سينسى التاريخ والحضارة العربية في فلسطين.
وقال العباسي في حديث لـ"شمس نيوز"، إن شعب الأردن ومصر رفض العلاقة مع "إسرائيل" ما جعل الاتفاقيات معزولة، هناك ضغط أمريكي على الدول المطبعة مؤخرًا حتى تقنع شعوبها بفوائد علاقاتها مع الاحتلال".
وأضاف العباسي "يبدو أن هناك نهجًا خطيرًا من خلال إدراج التاريخ اليهودي في المناهج"، متسائلًا إن كانوا يريدون تعليم أهل المغرب تاريخ اليهود ويزوروا تاريخ فلسطين؟.
وتابع بالقول: إذا كان هناك نظرة أخرى لليهود فهي موجودة سابقًا من خلال العلاقات السرية بين المغرب والاحتلال، أما إذا أرادوا إدخال التاريخ اليهودي وتزوير التاريخ العربي، فهذا لن تقبله لا الأجيال الحالية ولا اللاحقة ولن تفلح كل عمليات تجميل الوجه القبيح لإسرائيل".
وتساءل أستاذ التاريخ المعاصر عما ستقوله وزارة التربية المغربية، "هل ستقول إن اليهود كانوا في فلسطين منذ ألفين عام وتمحي الحضارات السابقة لوجودهم".
وشدد العباسي على، أن الحقائق الموجودة على الأرض ستثبت عكس ما يريد أصحاب هذه الفكرة، كون الوقائع التي سيُجنى ثمارها هي فقط المبنية على الواقع وذات بعد تاريخي وحضاري أصيل.
وأردف بالقول إن " عمليات التزوير لن يُكتب لها النجاح إلا على بعض الأغبياء ولفترة من الزمن ومع الوقت ستنتهي".
وذكَّر العباسي ببطولات أهل المغرب الذين حموا القدس في القرن الثاني عشر عندما حررها صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين، و أنشؤوا فيها حارة أسموها حارة المغاربة.
وأشار العباسي إلى، أن التجارب المغربية حتى في العصر الحالي تؤكد وجود قوى حية وصادقة وفاعلة، وعند ذكر اسم فلسطين يقدسونه ويقدسون الفلسطينيين أينما يرونهم.
ولفت إلى، أن المراد من اتساع رقعة التطبيع بين الدول العربية إيصال "إسرائيل" لتكون قوة إقليمية بدعم خليجي مغربي ، في مواجهة القوتين الإقليميتين الموجودتين في المنطقة حاليًا وهما إيران وتركيا.
ومضى العباسي يقول "الدول المطبعة لا يمكن لها أن تشكل دولة إقليمية بالنسبة لـ"إسرائيل" فهي ليس لها أي عمق لا إنساني ولا إقليمي ولا جغرافي ولا تاريخي".