شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
يعاني قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007، من أزمة اقتصادية حادة، أدت إلى انهيار الكثير من القطاعات، و جعلت البقية بحالة متهالكة يفصلها عن الانهيار القليل من الوقت.
ومع اشتداد الخناق الاقتصادي على القطاع، جاءت جائحة "كورونا" لتلقي بظلالها على كافة القطاعات الاقتصادية، ولتصبح التهديد المستجد الذي قد يسرع من انهيار الاقتصاد بشكل كامل.
إجراءات مواجهة الفيروس، والتي كان آخرها الإغلاق الشامل ليومين بالأسبوع، و حظر التجوال المبكر، دقت ناقوس الخطر بالنسبة للتجار الذين أطلقوا حملات تخفيض على أسعار بضائعهم، هروبًا من تكدس البضائع وبحثًا عن السيولة النقدية.
تخفيضات
يقول العاملون في مجال الملابس لمراسل "شمس نيوز" إنهم قاموا بتخفيض أسعار بضائعهم، وذلك في محاولة للتخفيف من خسائرهم المتزايدة.
محمد أبو إسلام، وهو أحد أصحاب متاجر بيع الملابس، يوضح أنه يتجه إلى هذه التخفيضات والتي تصل لسعر التكلفة، وذلك ليتمكن من دفع مستحقات العمال وسداد أقساط أجار المحل المتراكمة منذ عدة أشهر نتيجة هذه الجائحة.
من ناحيته، يقول نضال جميل وهو صاحب أحد المحال المختصة ببيع الملابس الرجالية والشبابية، يقول إنه ورغم التخفيضات إلا أن إقبال ضعيف من قبل المواطنين على شراء الملابس، عازيًا ذلك إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها الناس بسبب الجائحة.
وأعرب جميل، عن أمله بأن يكون للجهات المختصة خطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا القطاع قبل الوصول للانهيار الشامل.
ما ينطبق على تجار الملابس ينطبق أيضاً على تجار الأحذية والإكسسوارات المختلفة، الذين تأثروا من وباء كورونا وما تبعه من تشديد للإجراءات في سبيل المواجهة.
ويقول أبو العبد صاحب أحد محلات الإكسسوارات في سوق عمر المختار وسط مدينة غزة، إن جائحة كورونا أثرت بالسلب على حركة السوق منذ بداية وصولها إلى غزة، إذ استمر الإغلاق لنحو شهر كامل، ما راكم الديون على أصحاب المحلات.
ويتابع أبو العبد" بعد مطالبات ومظاهرات قررت اللجان الحكومية فتح السوق بشكل جزئي لمدة ثلاثة أيام بالأسبوع، وبدأت حركة السوق ولكن ليس بالصورة المطلوبة، مؤكدًا أن الباعة يتجهون للبيع بالخسارة لتسديد بعض الديون المتراكمة عليهم.
أما ياسر الذي يعمل بائعًا للأحذية فيروي: "منذ شهر مارس الماضي ونحن ما نقوم ببيعه بالكاد يكفي لسد بعض احتياجات الأسرة، جائحة كورونا أودت بعدة مواسم هذا العام، أهمها موسم الأفراح خلال فصل الصيف والذي أدى لتراكم البضائع في المحلات وهو ما دفعه للقيام بوضع خصومات وعروض عليها دون أي إقبال من قبل المواطنين".
كساد
من ناحيته يرى المختص الاقتصادي معين رجب أن هذه التخفيضات والعروض تأتي في ظل حالة من الكساد تسود بعض الأنشطة الاقتصادية في الأسواق، سيما مع تدني الدخول لدى المواطنين وضعف القدرة الشرائية لديهم.
وأشار رجب خلال حديث مع "شمس نيوز"، إلى، أن المواطنين يتجهون إلى تفضيل بعض السلع على الأخرى، أي أن السلع الغذائية تأخذ اهتمام المواطنين أكثر من الملابس والأحذية بصورة نسبية.
وتابع "جائحة كورونا قلبت كل الموازين وأضرت بمختلف مناحي الحياة خاصة ما ترتب على الإغلاق والحظر من وقت لآخر وتضييق ساعات العمل، كل هذه الظروف ساهمت بتكدس البضائع لدى التجار وأدت لضياع العديد من المواسم".
وبين رجب، أن هذه الظروف أجبرت التجار على اتخاذ العروض والتخفيضات لتوفير سيولة نقدية لتغطية احتياجاتهم وسداد إيجارات المحلات أو شراء بضائع جديدة.
ولفت إلى أن نقصان السيولة لدى التجار دفعتهم للاتجاه إلى أقل قدر من الأضرار من خلال بيع سلعهم بأسعار قد تكون أقل من التكلفة لتوفير السيولة.
ووفق المختص الاقتصادي فإن هذه وسيلة تجارية تتناسب مع الظروف التي نعيشها، مشيرًا إلى، أن المستهلك غير مجبر على الشراء لكن قد تشجعه الأسعار المعلنة على الشراء وبالتالي يحدث مصلحة متبادلة.