شمس نيوز/عمان
لم يستمع قاهر الضباع وصيادها راضي العوض، إلى التحذيرات التي يطلقها محبوه بين الفينة والأخرى من خطورة المهنة التي يمارسها، والمتعلقة باصطياد الضباع، بل على العكس، انتقل إلى ما هو أخطر من ذلك عندما قرر أيضا امتهان اصطياد الذئاب المعروفة بشراستها ومكرها وخداعها.
العوض الذي يقطن في مدينة كفرنجة بمحافظة عجلون، وسبق لمراسل “الغد” أن رافقه في رحلة مثيرة صورت بالفيديو اقتحام العوضي وكر الضباع، لم يعد هذا العمل يشفي غليله، بعد أن بات اصطياد الضباع والتعايش معها أمرا عاديا، لدرجة أن هذه الحيوانات المفترسة التي يصطادها، أصبحت تشاركه العيش في المنزل، بل إن جميع أفراد أسرته باتوا على علاقة صداقة مع الضباع التي تعيش معهم بعد أن تعلم أفراد العائلة كيفية التعامل مع هذا الضيف (غير مأمون الجانب) الذي يشارك حتى في الطعام في كثير من الأحيان، حتى أن الضبع الذي اصطاده العوض مؤخرا أدمن التهام “الشيبس” بعدما تذوقه مرة واحدة ليصبح مطلبه الدائم.
آخر مغامرات صائد الضباع، تجلت في الانتقال لاصطياد الذئاب التي تتواجد في جبال عجلون والجبال القريبة من الأغوار، ومناطق عديدة في المملكة؛ حيث نجح في الأيام الأخيرة في اصطياد أكثر من ذئب اصطحبها جميعا لمكان أعد خصيصا لاستقبال هذا الضيف “ثقيل الظل”، والذي يشكل خطرا على من حوله لشراسته.
ويروي العوض قصة انتقاله لاصطياد الذئاب، والتي بدأت مع صرخة استغاثة أطلقها أحد مواطني مادبا ممن عانوا من سطو الحيوانات المفترسة على أغنامهم. وقال “قبل أيام اتصل بي أحد الأشخاص من مادبا، واستغاث بي لأخلصه من سطو الضباع على أغنامه، حيث لبيت النداء برفقة مساعدي، وتوجهت إلى الجبال المحيطة، لأكتشف أن هذه الأوكار هي أوكار للذئاب وليست للضباع، لتبدأ بعدها عملية الاقتحام التي تتصف بالخطورة والمغامرة، خاصة وأن الذئب معروف بالشراسة والمكر”.
“فيديو الغد” الذي زار العوض في منزله بعدما نجح قبل أيام قليلة من الظفر بذئب متوحش، اكتشف أن العيش مع الضباع بات أمرا عاديا بالنسبة لعائلة راضي؛ حيث تم منح هذه الحيوانات حرية التنقل واللعب داخل المنزل وخارجه وكأنه حيوان أليف، في حين ما يزال أفراد العائلة يشعرون بالرهبة من الزائر الجديد “الذئب” الذي أخرجه العوض من وكره في الجبل، ليصطحبه إلى مكانه المخصص في المنزل، بدون أن يتمكن أحد من الاختلاط به أو الاقتراب منه باستثناء العوض نفسه.
ويرى العوض أن الانتقال لاصطياد الذئاب “فيه نوع من الخطورة تفوق خطورة اصطياد الضباع”، ولكن رغم ذلك قرر قبول التحدي والشروع في هذه المغامرة الخطيرة.
ويقول: “الذئب يعد أخطر بكثير من الضبع؛ حيث يتصف بالخداع والمكر والافتراس والشراسة، ولكن رغم كل هذا نجحت في الأيام الأخيرة في اصطياد أكثر من واحد، بعد أن اقتحمت أوكارها، ونجحت في القبض عليها رغم شراسة المقاومة”.
ويشير العوض إلى أن آخر ذئب أسره، كان يعاني من شدة الجوع، ما رفع من وتيرة شراسته، وبالتالي التعامل معه بحذر، إلى أن قام بإطعامه من خلال توفير الوجبات اليومية التي تتمثل بأرجل ورؤوس الدجاج التي يحصل عليها من محال النتافات.
وعن سر زوال الرهبة من مثل هذه الأعمال الخطرة، يرى صائد الذئاب أن قلبه “لم يعد يعرف الخوف من هذه المهنة الخطيرة”؛ حيث يدخل إلى أوكار الحيوانات المفترسة وكأنه في “نزهة وليس في مغامرة محفوفة بالمخاطر”، وفق وصفه.
وعن مصير الضباع والذئاب التي يصطادها، كشف العوض عن إقبال شديد على شرائها من قبل مواطنين من بلدان عربية أبرزها المغرب والعراق؛ حيث يستخدمونها لأغراض مختلفة، إضافة إلى بعض المشترين المحليين الذين يسعون إلى تزيين مزارعهم وحدائقهم بالحيوانات المفترسة الموضوعة داخل الأقفاص.
وينوه إلى أن بعض المشترين لا يجيدون التعامل مع هذه الضباع من خلال وضعها في أقفاص عادية لا تستطيع مقاومة أسنان الضبع القوية والفتاكة التي تقضمها ومن ثم تهرب عائدة إلى أوكارها.