غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

Happy New year

الدكتور محمد مشتهى

قلم: د. محمد مشتهى

غير المتفقهين من الأفضل لهم الامتناع عن الإفتاء في قضايا الحلال والحرام، الحلال والحرام ليس نقاش لعامة الناس، من الممكن للعامة أن تبدي رأيها وتناقش وتضع تساؤلات حول قضية معينة، لكن في مسألة الحلال والحرام هي للفقهاء فقط، هذا اولاً، أما ثانيا: فإن نفس الفئة التي تعترض على الإحتفال والتهنئة بمولد سيدنا عيسى عليه السلام هي ذاتها تعترض على الإحتفال والتهنئة بمولد سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم، ويصفونها بالبدعة، فهل هناك مشكلة في الاحتفال والتهنئة بمولد نبي أو رسول؟ وهل هناك مشكلة في تعظيم هذا اليوم؟ فالأنبياء جاءوا للبشرية من أجل هدايتها، فهل من يقول Happy New year مثلاً هو نطق كفراً؟ أم اقترف جريمة سياسية؟

بالنسبة للفتاوى في هذا النطاق ممكن لمن يريد أن يبحث أن يجد آلاف الفتاوى لآلاف العلماء المسلمين، منها ما يجيز الاحتفالات والتهنئة ومنها ما لا يجيزها.

أحد الأصدقاء ركب البحر وتعرض للمخاطر كي يهاجر الى السويد ليحصل على الجنسية للعمل هناك، وبعد سنوات من الإقامة فيها يأتي ليسأل: هل حلال أم حرام أن نقول للمسيحيين Happy New year؟ يعني يا صديقي انت قاطع كل هذه المسافات ثم تأكل وتشرب عند المسيحيين وسعيت جاهدا ومتمنيا لأن تأخذ جنسيتهم وتتعلم عندهم ويحترمونك، ثم تستكثر القول لهم Happy New year!!

هناك شخص يسأل شيخ، ويقول له: يا شيخ يوجد عندنا في الشّرع والدّين موجود أنه عندما تجد مسيحي يمشي بالشارع مفروض أن تضيِّق عليه الطريق، واذا مرَّ المسيحي عن المسلم وكان يركب الحمار، احتراما للمسلم يجب عليه أن ينزل عن حماره.... فأجابه الشيخ اجابة المستَفِز قائلاً: هذا كلام صحيح كان يحدث فيما مضى، كان المسيحي ينزل عن حماره احتراما للمسلم، لكن المسيحيين الآن هم يركبون الكثير من المسلمين...للأسف!!!

ألم تشاهد يا هذا دولا اسلامية بكاملها تخضع وتركع للأمريكان، ألم تشاهد يا هذا بأن طابور من علماء المسلمين يتاجرون بالدين ويُفتون لملوكهم ورؤسائهم بخلاف ما أنزل الله من آيات محكمات!! فهل أنت تعيش في كوكب المريخ؟!!

المسيحيين بالقدس، ألم يفتحوا الكنائس للآذان عندما منع العدو رفعه في المسجد الأقصى؟!

قال الله عز وجل: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، وقال عز وجل: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}

كل إنسان بدينه مبسوط، المسلم بدينه مبسوط وكذلك المسيحي بدينه مبسوط....وإن ديننا الإسلامي حدَّد وفرّق في معاملة أهل الأديان، فليست معاملتهم سواء، فمعاملة المسيحي الذي يقاتل المسلم ليس كالمسيحي الذي لا يقاتل المسلم وكذلك اليهودي، فقال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، لاحظ هنا كلمة تبرّوهم وتقسطوا اليهم}، وقال الله تعالى في موضع آخر: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، لاحظ هنا كلمة أن تولَّوْهم في الآية الأولى، ثم في الآية التي بعظها كلمة تبرّوهم ، إذن معاملة المسيحي أو اليهودي الذي يقاتل المسلم ويُخرجه من دياره ليست كمعاملة المسيحي أو اليهودي الذي لم يقاتل المسلم ولم يخرجه من دياره.

نحن الآن في مرحلة من يقاتلنا، مَنْ هو الذي يقاتلنا؟ بالتأكيد هو العدو الصهيوني، لذلك مطلوب منا أن نقاتله حتى لو كان من أهل الكتاب، هذا اليهودي بالتفصيل الديني هو قاتلنا وأخرجنا من ديارنا وظاهَرَ على اخراجنا.

هذه ليست دائرة غيرة على الدِّين، هذه دائرة مرض، وهذا ليس فائضا بالدِّين، مَن كان لديه فائض بالدِّين يعرف تماما أين يتم تفريغه، فائض الدِّين وفائض الهمِّة وفائض الغِيرة مكانهم معروف وهو الاحتلال الذي يحتل أولى القبلتين ويَسخَر من ديننا وهو الذي أخرجنا من ديارنا وظاهَرَ على إخراجنا، هذا هو مكان التفريغ الحقيقي لأي فائض بالدين.

المسيحي الموجود في بلدك هو يعتبر ابن مجتمعك، وابن مجتمعك سواء كان نصراني أو يهودي، انت ليس لك علاقة فيما يعتقد لأن لديه حرية الاعتقاد وله حق المواطنة مثلك تماما.

ففكرة التهنئة عندما تُطرح للنقاش لا أعتقد أنها صائبة فهي تجرح أكثر مما تُداوي، وبالذات فلسطينيا مثل هكذا قضايا تُطرح للنقاش برأيي هذا معيب، المسيحي الفلسطيني متضرر من الاحتلال كما المسلم الفلسطيني تماما، ومن لديه فائض من غيرةٍ فليفرِغها في العدو الذي يحتل أرض المسلم وأرض المسيحي، حتى أنه ليس من اللياقة القول عن المسيحيين أنهم أقليَّات، فوجودهم بيننا يسمى تنوُّع وليس أقليَّة، المسيحي مواطن وليس أقليّة، هو مواطن لديه كل الحقوق، أما مناقشة وحوار الأديان فهذا موجود، ولا يجوز النقاش حول المواطنين وكأنهم رعايا، فحقوق المواطَنَة واحدة، والمواطنين لديهم تنوع ديني وهذا طبيعي.

مسموح للمسلم أن يتزوج من مسيحية، أليس كذلك؟ اذن؛ يوم مولد المسيح هل هذا المسلم غير مسموح أن يقول لزوجته Happy New year ؟ : )

ألا تعلم أن هذا المسلم مفروض أن يأخذ زوجته المسيحية من يدها وأن يوصلها الى الكنيسة بنفسه كي تصلي صلاتها، اذن أنت كمسلم توصل زوجتك بسيارتك على الكنيسة وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تقول لها Happy New year ؟!! : )

أليست هذه الزوجة المسيحية هي التي ستعمل على تربية أبناء المسلم؟ فمَنْ أخطر أن تأتمن زوجتك المسيحية على تربية أبنائك أم أن تقول لها Happy New year  : )

يعني لو قلت انت للمسيحي كل عام وانت بخير.... أين المشكلة؟

يا سيدي لو قلت له كل يوم وانت بخير ... أين المشكلة؟

أليس كل يوم الناس تقول لبعضها البعض "صباح الخير"؟، ومنهم من يقول "صباح الخيرات" وآخرين يقولون "أسعد الله صباحكم بكل خير"، بمعنى أنها دعوة بأن يتصبَّح بالخير، اذن هناك بعض العبارات مسموح تداولها بين الناس، فلماذا يتحسس البعض من القول للمسيحي Happy New year ؟

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".