اهتمت بعض الصحف الغربية باتفاق المصالحة الفلسطينية وتداعيات ذلك على محادثات سلام الشرق الأوسط
ففي صحيفة إندبندنت البريطانية كتب مراسلها بالقدس بن لينفيلد أن اتفاق المصالحة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح يزيد الشكوك في محادثات السلام مع إسرائيل.
وأشار الكاتب إلى تشكيك المحللين في تنفيذ الاتفاق الأخير، منوهين بأن اتفاقات مماثلة وضعت على الرف وسط خلافات مستمرة حول تقاسم السلطة والنهج تجاه إسرائيل، التي ردت على الاتفاق بشنّ غارة جوية في شمال قطاع غزة، أصيب إثرها أربعة أشخاص، بحسب مصادر طبية.
ويرى لينفيلد أن اهتمام حماس باتفاق مصالحة جديد في هذا الوقت جاء لتعزيز موقفها السياسي بعد أن فقدت حليفها الرئيسي في مصر عندما أُطيح بحكومة الإخوان المسلمين.
وأشار الكاتب إلى رأي بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اختار الاتفاق بسبب الإحباط من الموقف الإسرائيلي في المفاوضات، وقال إن اتفاق المصالحة يمكن أن يؤدي إلى وقف المفاوضات بين السلطة الوطنية وإسرائيل، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان صراحة في تصريح له.
وفي الاتجاه نفسه، سارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية قائلة إن اتفاق المصالحة المفاجئ بين فتح وحماس يمكن أن يهدد محادثات سلام الشرق الأوسط، وهو ما حدث بالفعل عندما سارعت إسرائيل بإدانة الاتفاق وألغت جلسة مفاوضات مع ممثلي السلطة الفلسطينية كانت مقررة مساء أمس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، التي يبدو أنها أُخذت على حين غرة، اعتبرت هذا التطور مخيبا للآمال، وعقبة خطيرة أمام محادثات السلام المستمرة منذ تسعة أشهر، والتي بذل فيها وزير خارجيتها جون كيري جهدا دبلوماسيا كبيرا.
وكانت لجنة المصالحة الفلسطينية أعلنت أمس الأربعاء التوصل إلى اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس بعد يومين من الاجتماعات في غزة.
واتفق الطرفان على جملة من الخطوات التي ينبغي اتخاذها من أجل التوصل إلى مصالحة فلسطينية حقيقية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، ولا سيما بعد تعثر مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.