شمس نيوز/ علاء الهجين
احتشدَ 81 ألف ربّ أسرة من مستفيدي "شيكات الشؤون الاجتماعية" أمام البنوك في قطاع غزة، لاستلام الدفعة الثالثة من المخصصات المالية التي تصرفها وزارة التنمية الاجتماعية، في محاولةٍ منهم للإسراع في تلقي الأموال لسداد ديونهم التي تراكمتْ عليهم منذ أشهر عدة.
ومن المُفترض أن تصرف هذه الدفعة قبل نحو شهرين، لكن تأخير صرفها جاء بدعوى "الأزمة المالية" التي كانت تُعاني منها السلطة، إذ كان يفترض صرف الدفعة الرابعة نهاية الشهر الحالي.
وتصرف الدفعة الحالية من مستحقات الشؤون لـ 116ألف أسرة ستستفيد، منها 81 ألف أسرة في قطاع غزة، و35 ألف أسرة في الضفة الغربية، وفق تصريحات سابقة وزير التنمية الاجتماعية د. أحمد مجدلاني لـ"شمس نيوز".
ووفق مجدلاني فإن قيمة الدفعة المخصصة لهذه الأسر بلغت حوالي 128 مليون شيكل، منها 94 مليون لصالح أسر قطاع غزة.
وتصل الدفعة الواحد ما بين 700 شيكل إلى 1800 شيكل لكل أسرة كل 3 أشهر، إلا أنَّ السلطة لا تلتزم بمواعيد صرف الدفعات المالية لتلك الأسر، وهو ما يزيد من معاناتها، كون "شيك الشؤون" أصبح مصدراً وحيداً بالنسبة لهم.
أموال هذه الدفعة بالكاد تكفي لسد احتياجات ومستلزمات بيوت الأسر المتعففة في القطاع لأيام معدودة، نتيجة تراكم الأزمات، بفعل تأخير موعد صرف الدفعات واستلامها منقوصة.
معاناة كبيرة!
المواطن أيمن محمد (45 عامًا) واحدٌ من المستفيدين من "مخصصات التنمية"، ويعيلُ أسرة مكونة من 7 أفراد، ولا يتلقى أي مساعدات مالية غير تلك المخصصات، التي يعتمدُ عليها في تدبير شؤون حياته وحياة عائلته.
ويقول ايمن: "أتلقى مخصصات الشؤون الاجتماعية، ولكنْ للأسف لا تكفي لسد احتياجات العائلة، لاسيما في ظل تأخير الدفعات المالية"، مضيفاً: "احتار عندما أتلقى المخصصات أي ثغرة أسد من ديوني، إذ تراكم عليَّ ايجار البيت، ورسوم جامعة ابنتي الاثنتين".
المواطن أيمن ليس الحالة الوحيدة التي تشتكي من تأخير وتقليص صرف الدفعات المالية، وإنما هناك الآلاف من العائلات الفقيرة التي لا تكفي لسداد ايجار منازلهم التي تراكمت عليهم منذ أشهر، أو حتى لتلبية أدنى الاحتياجات.
يقول: "لا أستطيع توفير أدنى احتياجات أفراد أسرتي من مأكل وملبس وأمور أخرى، وخاصة بعد أن تعطلت عن العمل نتيجة جائحة كورونا، وما يزيد الطين بلة تأخر صرف الدفعات التي لا تكف لسد أدنى احتياجات منزلي".
ويشير إلى أن قيمة الدفعة الواحدة التي يتقاضاها من مستحقات الشؤون 1500 شيكل، لافتًا إلى أن هذا المبلغ لا يكف لسداد إيجار المنزل، إذ يتراكم عليه أكثر من 2500 شيكل، وهو مُهدد بالطرد منه، ولا سبيل أخر لديه.
تأثيرات سلبية للتأخير
من جانبها، تؤكد الستينية أم نضال، أن تأثيرات سلبية انعكست على أسرتها، بفعل تقليص عدد دفعات شيكات الشؤون من 4 إلى 3 دفعات سنويًا، إضافة إلى تعطل أبنائها عن العمل بسبب حالة الطوارئ الناتجة عن أزمة كورونا والتي تسببت بتسريح آلاف العمال.
وتسعى أم نضال التي تتلقى 700 شيكل عن قيمة الدفعة الواحد، جاهدة لتوفير أدنى احتياجات عائلتها بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها، وخاصة أنها تُساعد أبنائها المتعطلين عن العمل ولو بشيء قليل.
لا تغني ولا تسمن من جوع
المختص في الشأن الاقتصادي الدكتور معين رجب يرى أن مخصصات الشؤون لا تُغطي جميع احتياجات الأسر المتعففة وبالذات ذات الأعداد الكثيرة.
واستدرك د. رجب في حديث لـ "شمس نيوز"، أن الدفعات المالية التي تتلقاها الأسر المهمشة، تُخفف شيئاً بسيطاً من معاناتها، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع جلب كل مستلزمات البيوت المستورة، خاصة للذين يعانون من أوضاع صحية، ومستأجري البيوت، ومن لديهم أبناء في المدارس والجامعات.
وطالب د. رجب السلطة بتوفير الدفعات الأربعة للمنتفعين من الشؤون بشكل منتظم؛ لكي يستطيعوا تلبية حاجات بسيطة من احتياجاتهم المتراكمة.