قائمة الموقع

انتخابات رابعة في كيان أوهن من بيت العنكبوت وأقرب إلى جمهورية موز

2020-12-28T14:53:00+02:00
انتخابات الكنيست

بقلم/ إبراهيم محمد الصالحي.

يتجه الكيان نحو انتخابات عامة للمرة الرابعة في أقل من عامين، والسبب الرئيسي في ذلك هو رغبةً من نتنياهو للحفاظ على الحماية والحصانة القضائية التي يتمتع بها لتعطيل محاكمته في قضايا الفساد، طالما بقي على رأس الحكومة الصهيونية، فقد أصبح الكيان حالياً ألعوبة وأضحوكة بيد شخص فاسد مرتشي يجير كيانهم لمصالحه الضيقة بعكس سابقيه الذين كان أهم اهتماماتهم مشروع (إسرائيل الكبرى) فيما هو إختزل الكيان بشخصه ويأخذ جميع منافسيه من الطبقة السياسية الصهيونية المهترئة رهينة ذلك، كيف لا وهو على سبيل المثال مؤخراً قام بإقرار الإغلاق الشامل للكيان لمدة 25 يوماً ظاهرياً بحجة مكافحة إنتشار جائحة كورونا، ولكن في حقيقة الأمر هو لكي يتفادى الإغلاق المقتصر على المستوطنات التي ينتشر فيها الوباء بنسب عالية والتي يقطن غالبيتها حلفاؤه من المتشددين الدينيين "الحريديم" لكي لا يغضب مرجعياتهم الدينية لأنه عندما يغلق عليهم وحدهم وهم أقل الصهاينة إلتزاماً بالإجراءات الوقائية ومتهمون بالوقوف وراء زيادة حدة إنتشار الفايروس في الكيان بسبب إستهتارهم سوف يثير حفيظتهم ويفسد ود العلاقة بينه وبينهم وحينها تضيع عليه أصواتهم المضمونة حتى الآن، وعليه فإن دولة الكيان نتيجة هذا السلوك الصبياني من المؤسسة السياسية الحاكمة فيها تستحق وبجدارة أن توصف بجمهورية موز، نتيجة حالة اللاإستقرار السياسي الحاصل حالياً.

الثالث والعشرون من شهر آذار/مارس 2021م، موعد جديد لإجراء انتخابات الكنيست الصهيوني الرابع والعشرون، من الآن وحتى وصولهم إلى صناديق الاقتراع سنشهد حرباً ضروساً من التصريحات المحتدمة والمواقف السياسية والأمنية المتضاربة والمليئة بنكهة المزايدة والتطاول، بين أفرقاء الساحة السياسية الصهيونية، صحيحٌ أن كل هذه الصيحات الانتخابية لن تتجاوز مربع المزايدات الإفتراضية دون تحقيق شيء منها كما حصل سابقاً في تصريحات غانتس وليبرمان وغيرهم حينما كانوا يستهجنون على المؤسسة الأمنية كيف لهم الصمت أمام المقاومة في فلسطين وغزة بالتحديد وجنوب لبنان وتعاظم القوة الإيرانية في سوريا ووجودها على حدود فلسطين المحتلة وكلهم بلا استثناء أثبتوا عجزهم أمام تغيير الوضع القائم الذي يتجه لصالح قوة المقاومة ومحورها الممتد من طهران إلى العراق واليمن ومروراً بسورية ولبنان وغزة بفلسطين وصولاً إلى قلب المحور في القدس المحتلة التي بات تحريرها أقرب من أي زمن مضى.

وحتى موعد الانتخابات ستشهد الساحة الصهيونية تأسيس أحزاب جديدة، فمنذ حل الكنيست قبل أيام شهدنا ولادة حزبين جديدين، الأول لجدعون ساعر وتأسيسه حزب "تيكفا حدشا" (أمل جديد) لخوض الانتخابات الصهيونية المزمع إجراءها في مارس/آذار 2021م، وعزمه منافسة نتنياهو حتى على تشكيل الحكومة المقبلة، مصوباً نحو هدفه من ذلك وهو ما أعلنه بكل وضوح "الإطاحة بنتنياهو مع الإبقاء على معسكر اليمين بالحكم"، خاصة أنه إنضم إليه أيضاً أحد أبرز المقربين من نتنياهو المنشق عن الليكود زئيف إلكين، والثاني لعوفر شيلح المنشق عن حزب يش عتيد الذي يتزعمه اليميني المتطرف يئير لابيد، ولا يزال الحبل على الجرار في طريق رسم الخارطة السياسية الصهيونية من هنا حتى عشية الإنتخابات.

ونحن أمام هذه المشهدية الجديدة نصل إلى قناعة أننا أمام انتخابات أشبه بحلبة مصارعة بين جمع من "الضعفاء" ستبلغ أشدها، وسنسمع خلالها شعارات إنتخابية وبرامج سياسية وأمنية غير واقعية كثيرة ومزدحمة وسنكون أيضاً أمام فضائح ومخالفات يحاول كل طرف نشرها عن الآخر في محاولة من الجميع النيل من الآخر.

وقد يجد بعض هؤلاء الضعفاء ضالتهم في تهديد أحد أقطاب محور المقاومة كغزة أو حزبُ الله في لبنان أو حتى الجمهورية الإسلامية في إيران أو كلاهم مجتمعين، ولكن بتقديري كل هذه التهديدات لن تتجاوز النعرات الانتخابية ولن تترجم على الأرض وستبقى كسراب في صحراء، لأنهم في داخلهم يعلمون أن تهديداتهم هذه لو فكروا مجرد تفكير أن يترجموها عملياً سوف لن يقابلوا بالورود وسوف تكون وبالاً وناراً وجحيماً عليهم.

ما ذكرته أعلاه لربما يخص معسكر اليمين ونتنياهو وحلفاءه الطبيعيين، أما بخصوص بيني غانتس فهناك معطيات تتحدث عن تفكك لحزبه أزرق أبيض خاصة أنه من المتوقع أن يستقيل عدد كبير من أعضاء الحزب، أبرز المتوقع إستقالتهم لربما أشكنازي ونيسنكورن وغيرهم الكثير، لذلك تبقى حظوظ غانتس في ترأس كتلة برلمانية وازنة وقوية ومنافسة في الكنيست المقبل محدودة، ولكن يبقى له ما نستطيع وصفه بـ "الفرصة الحلم" في حال حصلت انتخابات خامسة قبل شهر نوفمبر 2021م، وهذا بالمناسبة سيناريو لم يعد بعيداً أو غير واقعي أو مبالغ فيه، بل في ظل حالة التفكك والتشظي الواقعة في الوسط السياسي الصهيوني الحالي تؤشر وبقوة إلى إحتمالية كبيرة لحصول انتخابات صهيونية خامسة، حينها وبشكل قانوني لربما يصبح بيني غانتس رئيساً للحكومة الصهيونية ولكن بشرط أن يكون في حينها أي بعد ظهور نتائج الانتخابات الخامسة عضواً منتخباً في الكنيست الـ 25 المفترض في حينها، لذلك أميل إلى أن بيني غانتس رغم أن مستقبل حزبه السياسي مهدد وبشكل جذري ووجودي إلا أنه سوف يسعى بأي صورة من الصور إلى البقاء في الكنيست على أمل أن تتوافر الظروف ليصبح رئيساً للحكومة ولو بالصدفة.

ختاماً، فإننا نشهد وللمرة الأولى في عمر الكيان تجري انتخابات دون تنافس يتعلق بالمواقف السياسية من القضايا الإستراتيجية والتكتيكية الكبرى أيضاً تكاد تغيب عنها أي قضية أخرى من التي كانت تتصدر برامج الأحزاب وتتصدر الدعايات الانتخابية، حيث تتسم هذه الانتخابات بالخلافات الشخصية بين الأفرقاء السياسيين الصهاينة والمزايدات على بعضهم البعض كإتهام البعض للآخر بعدم إحترام القوانين وسيادة الدولة وبسوء إستخدام الصلاحيات والمسئوليات والإمكانيات التي بين أيديهم، الانتخابات القادمة سيحكمها عالم الأرقام، وبعد إنتهائها كل الأفرقاء سيبحثون عمن يستطيع تحصيل رقم 61 عضو كنيست حتى يتمكن من تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة، حينها سينكشف للناخب الصهيوني أنه مجرد أداة وجسر عند جشع سياسييه وأنهم إستخدموه كمطية للوصول إلى السلطة والنفوذ وأن كلامهم الإنتخابي كان فقط من أجل الإستهلاك وأن المهم الآن هو على كم من مقعد إستحوذ وعدد الأعضاء الذين يميلون لتكتله السياسي.

كل هذا وبلا شك يدفعنا للربط بين التطبيع الخياني بين الأعراب الخلجان وغيرهم، مع الصهاينة وحالة الفوضى السياسية القائمة داخل الكيان فهم أصبحوا كما أصدقاءهم العرب مفتتين مختلفين متصدعين متصارعين، وهذا يؤكد قناعتنا بقرب زوال كيان العدو الغاصب ويحقق لنا الصلاة في القدس محررين بإذن الله.

اخبار ذات صلة