قائمة الموقع

"يَأْخُذُ كلَ سَفِينَةٍ غَصْبا".. شباكُ صيادي غزة تقطر دماً!

2020-12-28T20:59:00+02:00
الصيادين.jpg

شمس نيوز/ علاء الهجين

لم يمر يوم دون أن تلاحق زوارق بحرية الاحتلال الإسرائيلية الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، فلم تسلم أرواحهم، ولا شباكهم، ولا قواربهم، ولا لقمةِ عيشهم من العدوان الإسرائيلي.

وعلى الرغم من الاعتداءات المهولة التي يتعرض لها الصيَّاد الفلسطيني المكلوم، إلا انه يواصل هتافه في وجه "الفرقاطات" الإسرائيلية العسكرية قائلاً بأعلى صوته "هذا البحر لي.. هذا الهواء الرطب لي"، وهو شطرٌ شعريٌ للراحل محمود درويش.

مسؤول لجان الصيادين زكريا بكر ذكر أنَّ عام 2020 شَهِدَ 322 عملية إطلاق نار على الصيادين بشكلٍ مباشر، ما نتج عنه إصابة 13 صيادًا بجروح مختلفة، إلى جانب اعتقال تسعة صيادين، ومصادرة أربعة قوارب، وتخريب آلاف الأمتار من شباك الصيد.

وشهد عام 2020 عشر عمليات تلاعب بالمساحات البحرية للصيادين كان أطولها في شهر 8 أغسطس الماضي، التي قاربت 16 يومًا، وهو أمرٌ ليس جديدًا على جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يلاحق الصيادين منذ احتلاله للأرض الفلسطينية، كما يشير بكر.

وأوضح بكر أن الانتهاكات غير المرصودة بحق الصيادين، أضعاف ما رُصدت خلال عام 2020، مشيراً إلى أنَّ الاحتلال تذرع بـ"جائحة كورونا" لإغلاق البحر، وحرم عشرات الصيادين من استرجاع شباكهم من البحر، ما كبدهم خسائر مالية كبيرة.

وذكر أنَّ الاحتلال كان يُطلق النار متعمداً على محركات القوارب بهدف اعطابها، مع علم الاحتلال أن تلك المحركات ليس لها بديلاً في قطاع غزة، بسبب منع دخول معدات الصيد إلى قطاع غزة منذ سنوات، ما يعني أنَّ الاحتلال كان يستهدف لقمة الصيادين الأبرياء، ويتفنن ويتلذذ على معاناتهم.

وأضاف: " يوجد 100 قاربٍ كبير يعملون دون محرك بحري نتيجة منع الاحتلال إدخالها للقطاع"، مشيرًا إلى أنها تعمل بمحركات الشاحنات ذات الوزن الثقيل، ويطرأ عليها تعديلاً لتصبح موائمة للعمل في البحر.

وشدد على أن تحويل المحرك البري للبحري، يُكلف الصياد كثيرًا، كما أن عمرها الافتراضي قصير جدًا يتراوح من عامين إلى ثلاثة، إضافة إلى أنها تستهلك وقودًا بشكل كبير، ومعظم رحلات الصيد يتكبد الصياد خسائر فادحة، لافتًا إلى أن قطاع الصيد يحتاج 300 محرك، ولا يوجد واحد منها في الأسواق الغزية.

ووفق بكر وهو ناشط مدني في شؤون الصيادين فإنَّ قطاع الصيد يُعدُ أحد أهم المهن التي يعمل بها سكان غزة، مشيرًا إلى أن نحو 4 آلاف صياد في القطاع يعيلون أكثر من 50 ألف شخص يعيشون الفقر المدقع، ولا يمكنهم تلبية أدنى احتياجات أفراد أسرهم، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحقهم.

وذكر، أن جرائم الاحتلال المتواصلة يوميًا بحق الصيادين من ملاحقة وتمدير الشباك، وإطلاق الرصاص، أدت إلى انخفاض مستوى دخل الصياد من 1500 شيكل شهريًا إلى 500 شيكل فقط، لافتًا إلى أن 2020 يعد الأسوأ على الصيادين.

وقال: "90% من الصيادين يعيشون تحت خط الفقر المدقع، وأنَّ معظمهم إنْ عمل بمهنته أطعم عائلته، وإن لم يعمل لا يجد ما يجلبه لهم من طعام وشراب".

وذكر أنّ نحو 1050 قارباً يشتغلون بمحرك ومثلهم يعملون بمجداف، والأنواع الأخيرة يمتلكها صغار الصيادين.

وأكد بكر، أنه منذ عام 2012 لم يُصنع أي قارب صيد في قطاع غزة، كون مواد تصنيعها غير متوفرة في الأسواق.

اخبار ذات صلة