يرى الباحث في الشؤون الأمنية محمد أبو هربيد في مناورة "الركن الشديد" النوعية التي تضم جميع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، مقدمة حقيقة لتشكيل الجيش الوطني.
وأوضح أبو هربيد أنَّ مناورة "الركن الشديد" أخرجت العمل المقاوم من العباءة الحزبية للعباءة الوطنية الجامعة، مشيراً إلى انَّ المناورة ستحاكي أداء وسلوك جيش دولة في مواجهة العدو، وهو ما سيؤهل المقاومة في قطاع غزة لتشكيل نواة جيش التحرير الوطني.
وأشار الخبير الأمني إلى أنَّ المناورة ستأخذ طابع المحاكاة للتصدي لهجوم عسكري اسرائيلي على غزة، لافتاً إلى انَّ سلوك المقاومة داخل المناورة مبني على معلومات وتقديرات بهدف افشال أي مخطط لهجوم إسرائيلي، موضحاً أن المناورة ستتضمن عدة أنشطة برية وبحرية وربما جوية، إلى جانب أن استخدام أسلحة متنوعة، قد تربك الوحدات القتالية لدى العدو.
وقال: "المقاومة تسعى من خلال فحص الجهوزية لإفشال أي مخطط للهجوم على غزة عبر محاكاة ذلك في المناورة"، مضيفاً "أنَّ المناورة تأتي جزءًا من عملية إشغال الاحتلال واشعاره بالقلق على مدار اللحظة وسحب عنصر المبادرة منه".
وقال: في المناورة سيبرز الجهد والاحتراف القتالي لدى المقاتل، كونه الأساس التي تعتمد عليه المقاومة، مشدداً على أنَّ "المقاومة لن تفصح عن كل الأساليب التي يمكن أن تطبقها في أي معركة قادمة، وستحرص على إخفاء الكثير من الأنشطة حتى يتم الافصاح عنها وقت المعركة".
وذكر أنَّ الاحتلال سيحرص على تقييم المناورة بمقابل سيمنع تسلل أخبارها لمجتمعه الداخلي تجنبا لأي تأثير على جبهته الداخلية.
ورأى أبو هربيد في تصريحات سابقة لـ"شمس نيوز" أن تكثيف طائرات الاستطلاع الإسرائيلي لطلعاتها مرتبط بشكل وثيق بمراقبة مناورة "الركن الشديد" المزمع تنفيذها الثلاثاء المقبل.
وتوقع أبو هربيد "ان يكون الهدف من وراء التحليق المكثف هو تقييم قدرات المقاومة، وفهم سلوكها، ومعرفة رسائلها، وأساليبها القتالية إن كانت هجومية أم دفاعية.
وذكر أبو هربيد أنَّ الاحتلال يسعى للاستفادة من كل معلومة ومن كلٍ شاردة أو واردة، غير أنه أشار إلى أنّ المقاومة تدرك تلك النقطة الأمنية.
وأوضح أن الاحتلال يعاني من مأزقٍ أمنيٍ حقيقيٍ في قطاع غزة، يتمثل في عدم قدرته الحصول على معلومات ذات كفاءة، أو معلومات تمكنه من تغيير قواعد الاشتباك والتأثير على الخصم.
وأشار إلى أنَّ الأشهر الأخيرة، لاسيما مع تصاعد فيروس كورونا لوحظ وجود تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، لافتاً إلى انَّ تحليقها يفهم في ثلاثة سياقات الأول: هو أن الاحتلال يعتمد بشكل كبير على طيران الاستطلاع في جمع المعلومات وتحديث بنك أهدافه، والثاني أن هناك علاقة بين تكثيف تحليق تلك الطائرات وتفشي فيروس كورونا في المجتمع الغزي، وإمكانية انعكاس ذلك على الحالة الميدانية، والثالث، هو أن نشاط طائرات الاستطلاع مرتبطة بنشاط له علاقة بمتابعة المعلومات الواردة من العملاء ومعاينتها وفحصها.