شمس نيوز / عبدالله عبيد
ما أن سمعت الحاجة أم أسامة أبو العسل، والدة الأسير أسامة المحكوم بالسجن 22 عاماً، بدخول منخفض قطبي على بلاد الشام لا سيما فلسطين، حتى بدأت علامات القلق والخوف تظهر على تقاسيم وجهها.
وتشير الحاجة الستينية في حديثها لـ"شمس نيوز"، إلى أن ابنها "أسامة" مصاب بمرض ارتفاع الكولسترول في الدم إضافة إلى الضغط، ويعاني من آلام شديدة أثناء فصل الشتاء داخل سجون الاحتلال، لافتة إلى أنه يعاني من إهمال طبي من إدارة السجون، التي تمنع إدخال الملابس الشتوية والأغطية للأسرى.
وتقول أم أسامة: نحن عانينا من أجواء هذا المنخفض الآن، فكيف حال الأسرى الذين يقبعون في داخل السجون التي لا يوجد فيها تدفئة ولا أغطية ولا حتى ملابس تقيهم البرد"، منوهة إلى أن ابنها أسامة يقبع في سجن نفحة الصحراوي، والذي يشهد انخفاضا في درجات الحرارة .
وتشتكي "أبو العسل" من سوء المعاملة التي يتلقاها الأسرى خاصة المرضى على يد أطباء إدارة السجون، إذ تمارس بحقهم إهمالا طبيا متعمدا، مناشدة أحرار وشرفاء العالم بضرورة العمل على حماية وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.
وأعرب أهالي الأسرى عن تخوفهم وقلقهم الشديد من دخول المنخفض الجوي المرتقب، خصوصاً وأن سجون الاحتلال تخلو من أي وسيلة تدفئة، بل تجتمع فيها مسببات اشتداد البرد، وحرمان الأسرى من اقتناء الملابس الشتوية والأغطية.
لا ملابس شتوية
ولا يختلف حال أم أسامة عن والدة الأسيرين ضياء ومحمد الأغا والتي تشير وعلامات الحزن باتت ظاهرة على تقاسيم وجهها، إلى أن هذا المنخفض سيؤثر على الأسرى داخل سجون الاحتلال، وخصوصاً الأسرى في سجني النقب ونفحة الصحراويين.
وقالت أم ضياء خلال حديثها لـ"شمس نيوز": إن سلطات الاحتلال تمنع إدخال الملابس الشتوية إلى أبنائي وبقية الأسرى في سجون الاحتلال دون إبداء الأسباب"، مناشدة الصليب الأحمر بضرورة إدخال ملابس للأسرى، "لأن الأجواء باردة جداً، فكيف حال الأسرى الذين يقطنون دون ملابس ولا أغطية؟".
وأكدت أن الأسرى القابعين خلف القضبان يعانون أشد ألوان المعاناة، وتزداد معاناتهم في فصل شتاء لعدم توفير الأغطية والملابس، والأدوات الكهربائية الخاصة بالتدفئة التي تقيهم من برد الشتاء القارص.
ودعت السيدة الخمسينية، كافة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية والمعنية بقضايا الأسرى للتحرك الفوري والعاجل، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، والسماح بإدخال احتياجات الأسرى من ملابس وأغطية ومأكل ومشرب وغيرها.
وكان منخفض "اليكسا" الذي ضرب الأراضي الفلسطينية العام الماضي ورافقته رياح شديدة وأمطار غزيرة أدى إلى اقتلاع خيام الأسرى في السجون الصحراوية وبقائهم في العراء تحت المطر لساعات طويلة حتى قيام الاحتلال بتوفير خيام بديلة، في الوقت الذي يخشون فيه من تكرار هذا الأمر خلال المنخفض الجديد.
حالة ترقب
من جهته، أكد فؤاد الخفش، مدير مركز أحرار للدراسات، أن هناك حالة من الترقب والقلق تسودان أوساط الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في ظل الحديث عن تأثر المنطقة بمنخفض قوي وعميق خلال الساعات القليلة القادمة.
وأشار الخفش في حديثه مع "شمس نيوز" إلى أن معظم السجون غير مهيأة لاستقبال ظروف مناخية قاسية، حيث تتسرب إليها الأمطار من النوافذ غير المغلقة بشكل جيد، أو من شقوق في أسقف الغرف وخاصة في السجون القديمة، موضحاً أن السجون تعانى من نقص حاد في الأغطية والملابس الخاصة بفصل الشتاء, "إذ يتم استقبال الأسير بالملابس التي تكون عليه ولا يتم تزويده بملابس شتوية أو داخلية أو أغطية كافية تقيه برد الشتاء القارص".
ولفت الخفش إلى أن الإجراءات القاسية التي تتخذها إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى من تعطيل إدخال مستلزماتهم والأسعار العالية داخل " الكانتينا " تهدف إلى مزيد من التضييق والتنكيل بهم، وهو ما يجعل ظروف الحياة داخل هذه السجون تزداد سوءا يوما بعد يوم, موضحا أن أسرى سجن شطة مازالوا يطالبون بإدخال الأغطية والملابس لتقيهم البرد القارص لكن لا يوجد استجابة من قبل مصلحة السجون.
وبيّن الخفش أن الدور الأكبر للتخفيف عن معاناة الأسرى يقع على عاتق منظمة الصليب الأحمر بتزويدهم بما يحتاجونه، ولكنها لا تقوم بواجبها تجاههم، بحسب قوله، مشدداً على ضرورة وضع خطة وطنية للدفاع عن الأسرى والابتعاد عن لغة الاستنكار والمطالبة والقيام بإجراءات فعلية على أرض الواقع .
ويعاني الأسرى في سجون الاحتلال ظروفا صعبة ومريرة وفصول معاناتهم تتكرر كل عام مع فصل الشتاء في ظل شدة البرد، خصوصاً مع وصول منخفض جوي بارد وماطر، في ظل النقص الشديد بالملابس والأغطية الشتوية ووسائل التدفئة، الأمر الذي يعرضهم إلى الإصابة بأمراض تلازمهم سنوات بعد انتهاء الشتاء.