قائمة الموقع

ماذا بعد الغزل الفتحاوي – الحمساوي.. مصالحة ظرفية أم نهائية؟!

2021-01-03T10:36:00+02:00
هنية وعباس

شمس نيوز/ محمد أبو شريعة

أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التزامه بالمصالحة الفلسطينية وتحقيق الشراكة الوطنية مع حركة (حماس)، ونيته إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني مترابطة ومتتابعة.

تصريحات الرئاسة الفلسطينية جاءت بعد رسالةِ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية التي نقلها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب.

وكان هنية كشف النقاب عن وجود مساعٍ جديدة لاستئناف الحوار الوطني من أجل إنجاز المصالحة لتحقيق الوحدة الوطنية، مضيفًا "نجري اتصالات داخلية وخارجية من أجل إنجاح هذه الجهود والتحركات لاستكمال ما بدأناه من خطوات في حوارنا مع الإخوة في حركة فتح والفصائل الوطنية والإسلامية لإنجاز متطلبات الوحدة على قاعدة الشراكة والتوافقات الوطنية".

هذه التحركات يرى فيها أستاذ العلوم السياسية د. عبد الستار قاسم "أنها غير مجدية ولن يكتب لها النجاح، كون التجارب السابقة تؤكد ذلك".

مضيعة للوقت

وأوضح قاسم خلال حديث مع "شمس نيوز" أن ما سيجري "عبارة عن مضيعة للوقت من قبل الطرفين وتسلية جديدة سيخوضها الطرفين كون تلك المرحلة تشبه أخواتها تماماً"، مستبعدً أن يتم التعامل بإيجابية مع هذا الملف خلال الفترة المقبلة، أو تنجز المصالحة بالسرعة المطلوبة.

ولفت إلى أن "التجارب السابقة تؤكد أنه من الصعب الوصول إلى المصالحة الفلسطينية، كون عباس غير معني بذلك"، قائلاً: "الرئيس عباس غير معني بمصالحة أو وحدة وطنية، هو يريد أن يبقى متفردًا بالشؤون الفلسطينية ومحتكرًا للقرار والمال دون مشاركة أحد"، على حد قوله.

وعاد قاسم بالتاريخ إلى ما قبل أحداث قطاع غزة 2007 قائلًا "في العام 2005 توصلوا لاتفاق يقضي بإعادة بناء "م ت ف"، ومجالس المنظمة أقرت بضرورة إعادة بنائها وإجراء انتخابات والتوقف عن التنسيق الأمني مع الكيان، إلا أن عباس لم يستجيب لهذه الدعوات وبقي في مساره دون عودة.

وأشار إلى أنه وبعد مناورات "الركن الشديد" التي نفذتها فصائل المقاومة في قطاع غزة انهال سيل من الشتائم والامتعاض على المقاومة من قبل بعض قيادات السلطة، مشدداً على ان بعض قيادات السلطة تريد من فصائل غزة أن تبقى ضعيفة كما هو الحال في الضفة.

جدل في ملف المصالحة

الجدل في ملف المصالحة وعودته إلى الدائرة الأولى أمر غير مستبعد بالنسبة لقاسم، كون المماطلة التي سيجريها الرئيس عباس في هذا الملف سيكون لها خطوات موازية من معارضي الاتفاق داخل حركة حماس.

ويتابع "معارضو رسالة هنية داخل حماس يرون فيها عودة إلى التجارب السابقة والتي فشلت جميعها"، مشيرينَ أن عباس سيتخذها كرسالة بطريقته الخاصة لا وفق مصلحة وطنية.

وأضاف "هم يقولون كيف نعود إلى الحوارات وما الجدوى منها بعد الطعنة التي وجهها لحماس والفصائل من خلال عودته إلى التنسيق الأمني وإعادة علاقاته مع إسرائيل؟!، في وقت كان من المفترض أن المصالحة قد وصلت إلى آخر مراحلها في مصر".

وعن ما إذا كانت رسالة هنية لعباس تأتي في سياق الحملة الانتخابية التي يقودها مع اقتراب الانتخابات الداخلية لحماس قال قاسم "هذه الخطوة ستقلل من أسهم هنية بالفوز بالانتخابات الداخلية، ومن المحتمل أن تلحق به ضررًا، وليس من المؤكد أنها ستفيده في أي عملية انتخابية داخلية".

بشريات 2021

عدَّ النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة ردَ الرئيس محمود عباس الإيجابي على رسالة خطية تلقاها من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هينة، بشأن انهاء الانقسام الفلسطيني وإجراء الانتخابات بشائر خير للعام الجديد 2021.

وطالب د. خريشة في حديث لـ "شمس نيوز"، القوى والجماهير الفلسطينية بالضغط على حركتي فتح وحماس لإتمام المصالحة الفلسطينية؛ مشدداً على أنَّ قوة الفلسطينيين واثبات وجودهم مرتبط بوحدتهم.

وأعرب النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي عن أمله أن تتحقق المصالحة الفلسطينية هذا العام، وأن تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.

توفير ضمانات لإنجاح ملف المصالحة

وقال خريشة: "في حال كانوا صادقين على انهاء الانقسام واجراء الانتخابات، فعلى الرئيس عباس أن يصدر مرسوماً رئاسيًا يحدد موعد الانتخابات، والاتفاق على الشراكة الحقيقية في جميع المسائل العالقة"، مشدداً على ضرورة توفير ضمانات لتلك الجولة من المصالحة.

وأضاف: "الأصل أن نبدأ بالعنوان الأساسي وهو منظمة التحرير، وبعدها نتوجه لانتخابات مجلس وطني ثم مجلس تشريعي ثم رئاسي، هكذا تصير الأمور، من رأس الهرم إلى أسفله".

وتابع: "من المفترض أن تكون منظمة التحرير بداية أي تحرك فلسطينيي لتحقيق وحدة وطنية عبر صندوق الاقتراع أو عبر الشراكة الحقيقية"، معرباً عن أمله أن تنضم حركتي حماس والجهاد إلى منظمة التحرير، نت أجل خدمة المشروع الوطني الفلسطيني.

ويعتقد خريشة أن مصطلح الترابط الذي ورد في المرسوم الرئاسي يقصد فيه إجراء الانتخابات في المؤسسات الثلاثة (التشريعي، والرئاسي، والمجلس الوطني) بسقف زمني ستة شهور، مشيراً إلى انَّ حماس في البداية وافقت على التتابع، بعد ذلك نقلوا رسالتهم إلى عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب إلى القاهرة، أن قواعد ومؤسسات الحركة تريد الانتخابات تزامنية.

وشدد على أن أي طرف يتنازل للآخر في سبيل المصلحة العامة، لا يعد تنازلا، وإنما قوة يراد بها انهاء الانقسام الذي دام أكثر من 14 عامًا.

تقارب مهم

في السياق، علَّق الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور على تحركات المصالحة الفلسطينية قائلاً: "نفس الوسيط الذي سلَّم رسالة ابو مازن لجو بايدن عن ضرورة العودة للمفاوضات، سلم ابو مازن رسالة حماس بخصوص الانتخابات."

وضاف: "وبالتالي التقارب والتحرك حدث على قاعدة مهمة جداً لا اعتراض ومن التمكين إلى التفويض.. المهم الانتخابات اي انتخابات".

ومؤخرا، تبادل قادة من الحركتين، الاتهامات حول الجهة المتسببة في تعطيل جهود المصالحة الوطنية.

ففي تغريدة على حسابه بتويتر، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، الثلاثاء الماضي، إن حركة حماس "تتهرب" من استحقاقات المصالحة، عبر توجيه الاتهامات لحركته.

وأضاف الشيخ "حماس تعمدت إفشال الجولة الأخيرة في القاهرة، وإن العودة من جديد لموجة التضليل والخداع من قبل قيادات حماس، تُدلّل على الهروب من استحقاق المصالحة الوطنية، والتنصل من تفاهمات إسطنبول والتراجع عنها".

وكان الشيخ يرد على تصريحات لعضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، خلال لقاء عقده في مدينة غزة، الثلاثاء الماضي، قال فيه إن استئناف السلطة الفلسطينية للعلاقات مع إسرائيل، عطّل المصالحة.

وقال الحية في اللقاء أيضا، إن حركة فتح لا تريد إحياء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وإنها تراهن على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، مضيفا إن هذا الرهان "مصيره الفشل، وإن العودة إلى مسار المفاوضات والعمل مع الاحتلال، رهان خاسر يضرب الوحدة الوطنية، ويضرب مشروع الشراكة بقوة".

وفي 17 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، أعلنت السلطة الفلسطينية عن عودة العلاقات الأمنية والمدنية مع الاحتلال كما كانت، بعد عدة شهور على قطعها.

وبعد فوز المرشح الديمقراطي جو باين برئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات التي جرت يوم 3 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، أبدى مسؤولون فلسطينيون استعدادهم لاستئناف المفاوضات (المتوقفة منذ 2014) مع "إسرائيل" وفق قرارات الشرعية الدولية.

وفي 16 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عقدت الحركتان في القاهرة لقاءات ضمن إطار بحث جهود تحقيق المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام.

وخلال سبتمبر/ أيلول الماضي، أجرى وفدان من الحركتين لقاء في مدينة إسطنبول، اتفقا خلاله على "رؤية" ستُقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية.

لكن حركة "فتح"، قالت في 25 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، إن حوارات المصالحة الفلسطينية، "لم تنجح" بسبب خلافات مع "حماس" حول مواعيد إجراء الانتخابات.

وتطالب "فتح" بإجراء انتخابات "المجلس التشريعي" (خاص بالضفة وغزة فقط) أولا، ثم التوجّه لانتخابات رئاسية، ومن ثم انتخابات المجلس الوطني (يمثل الفلسطينيين بالخارج).

وكانت حركة حماس تتمسك وتطالب بإجراء جولات الانتخابات الثلاثة بالتزامن.

اخبار ذات صلة