قائمة الموقع

تصفية الخطوط الجوية الفلسطينية جريمة وطنية

2021-01-04T15:32:00+02:00
د. هاني العقاد

بقلم/ د. هاني العقاد

نحارب كفلسطينيين على أكثر من جبهة من اجل الدولة الفلسطينية ذات السيادة، نسعى لدي كل عواصم العالم ليرتفع علم فلسطين فوق ممثليات فلسطينية تمثل الدولة، نتحدى الطاغوت الصهيوني والامريكي ونبني بأجسادنا ودماء شهدائنا المجبولة بتراب الوطن اسوار هذه الدولة لبنة، نتعذب ونجوع لنؤسس ونبني ونشيد مؤسسات من شانها ان تحقق السيادة لفلسطين كدولة مستقلة يرفرف علمها فوق العواصم ومؤسسات المجتمع الدولي كالأمم المتحدة التي قبلت بان يرفع علم فلسطين في باحتها بنيويورك. يبني الفلسطيني داخل ترابه ويحمي هذا البناء بدمة ولحمه وكل ما يملك وغالباً ما يأتي المحتل ويهدم ما بني ويقلب كل شيء بجرافاته وبلدوزراته الحاقدة. نزرع ونسقي ما زرعنا من زيتون وبرتقال وليمون بعرقنا لنقول للعالم هذه ارضنا التي ولدنا عليها وورثناها عن ابائنا واجدادنا، هذه ارضنا الفلسطينية منها خلقنا وهي هويتنا الخالدة دونها لا نعيش وبلاها لا كرامة لنا. تخشي اسرائيل ان نملك الارض فتحاربنا عليها وتزج بمستوطنيها ليقتلعوا اشجارنا وزيتوننا، وتخشي ان نمتلك البحر فتطلق الرصاص على من يشق بقواربه عرض البحر ليأتي بالخير للأبناء الوطن، وتخشي اسرائيل ان نمتلك الهواء حتى ولو بطائرة ورقية تحلق فوق سفوح وتلال فلسطين.

قاتل ياسر عرفات بكل الاسلحة وطار بين العواصم لتكون للفلسطينيين دولة، صارع الزمن وصارع المحتل وضرب بسيفة كل جدار يقف بينه وبين تحقيق الحلم الوطني , جعل من الثورة دولة لها ما للدولة من مؤسسات، اسس القوة ( 14) للطيران في لبنان، بعث برجال الثورة في كل مكان ليكونوا طيارين مهرة بل انه عمد الي تنويع الخبرات والتخصصات الجوية برجال تخرجوا من كبري كليات الطيران بالعالم، عملوا بخطوط المالديف في العام 1978 والعام 1979 ومن ثم غينيا 1988 والعام 1992 وطار الرجال الي كل مكان بطائرات تملكها م ت ف , خدموا في سلاح الجو الليبي واكملوا تدريباتهم هناك وكانت اليمن احدي اهم محطات تدريب طيارينا الفلسطينيين . يعرف ياسر عرفات تماما ما الذي يفعله ولماذا يدفع بهؤلاء الرجال ليتعلموها في كل قسم من اقسام الطيران بالدول الشقيقة. في العام 1992 اوعز لرجاله بإنشاء وتأسيس هيئة الطيران المدني الفلسطيني وبدأ العمل منذ ذلك اليوم على ان يكون لفلسطين خطوط جوية ومطار دولي كأحد اهم عناصر السيادة على الارض.

في العام 1996وضع حجر الاساس لمطار غزة الدولي بعد عامين من وصولة ارض الوطن واعطي التعليمات ان يكون المطار حسب مواصفات المطارات الكبرى بعواصم العالم واقيم المطار في رفح وكان مدرج المطار بطول 3300 متر وعرض 60 مترا، احتوي المطار على كل الخدمات الرئيسية لخدمة الطائرات العملاقة وكل اجهزة الملاحة الجوية والاقلاع بالإضافة لمحطة وقود كامله تحتوي على معمل لتحليل الوقود وهجر صيانة يتسع لثلاث طائرات بتمويل اسباني. اتجه ابو عمار للصديقة مصر للبدء بأول خطوة عملية ليحلق طيارونا الي عنان السماء بطائرات فلسطينية ترفع علم فلسطين وطلب من الراحل (حسني مبارك) شهادة الكفاءة الدولية (AOC) ولم تبخل القاهرة على فلسطين وهذا اتاح لفلسطين ان تكون عضو في منظمة الطيران العالمي ICOA، وعضو في اتحاد النقل الجوي العالمي IATA، وعضو في اتحاد النقل باليورو متوسطي، هذا حقيقة يمثل سيادة وطنية فلسطينية لدولة فلسطين وهذه الرخصة تجدد سنويا بناء على طلب السلطة الفلسطينية.

علمنا مؤخرا وبنهاية عام 2020 ان احدهم في وزارة المواصلات الفلسطينية كتب للقاهرة طلب رسمي بعدم رغبة فلسطين تجديد هذه الشهادة التي ناضل من اجلها ياسر عرفات، وابدت مصر استغرابها لهذا الطلب وفضلت اعطاء فلسطين مهلة للتفكير لان هذه الشهادة تعني السيادة لفلسطين من خلالها يستمر تحليق طائراتنا الفلسطينية لكل عواصم العالم، يبدو ان هناك مخطط لتصفية الخطوط الجوية الفلسطينية وخاصة بعد الغاء هيئة الطيران المدني الفلسطيني ونقل الصلاحيات لوزارة المواصلات وبذلك يبدو أن مخطط تصفية كل ما يتعلق بالطيران المدني الفلسطيني يجري الان تحت زريعة انه مكلف ولا يدر أي أموال للسلطة مع العلم ان هذا كلام عار عن الصحة وحتي لو كان فانه يتوجب علي السلطة تخفيض مصروفاتها الغير ضرورية لتبقي الخطوط الجوية الفلسطينية وتحافظ علي الكادر المهني من مهندسين وطيارين وملاحين وكل الطواقم بل تناضل رئاسة الوزراء من اجل زيادة عدد الطائرات العاملة علي الخطوط من خلال المساعدات الدولية والاصدقاء وتخصيص ميزانية خاصة لإنشاء اسطول ملاحي فلسطيني يعزز السيادة الوطنية الفلسطينية في كل العالم .

لا اعرف لصالح من يتم تصفية الخطوط الجوية الآن، ولصالح من يتم تجميد شهادة الكفاءة( AOC) والغائها وبالتالي فقدان فلسطين اهم عناصر السيادة لتتساوي فلسطين بدول العالم، لا يعقل ايها السادة ان يناضل الرئيس ابو مازن علي مصات العالم لتحصل فلسطين علي عضو كامل العضوية بالأمم المتحدة ويناضل من اجل اعتراف المزيد من دول العالم بدولة فلسطين ويطل علينا نفر من وزارة الواصلات ويسعي عن جهل او عن دراية لتصفية كل ما يتعلق بالطيران المدني الفلسطيني وبالتالي يحقق لإسرائيل ما كانت تريد ويكمل دائرة تدمير مطار غزة الدولي الذي ندمت اسرائيل علي انشائه، انها جريمة بحق الوطن وجريمة يسجلها الشعب في سجل اسود تستدعي من سيادة الرئيس ابو مازن الاسراع في تشكيل لجنه تحقيق متخصصة للتحقيق مع كل من شارك في هذه الجريمة وتحولهم للمحاكمة والايعاز بإعادة تشكيل سلطة الطيران المدني فوراً وتطوير الكادر الملاحي وشراء طائرات حديثة للحفاظ علي الخطوط الجوية الفلسطينية تطير لكل بلاد العالم تحط بمطارات أوروبا وامريكا التي رأت بنفسي في العام 1999 علي بورد مطار نيويورك اسم (مطار غزة الدولي) فلسطين والطائرات المتوجهة الي هناك وكانت طائرة (الخطوط الجوية المغربية) التي اخبرني قبطانها انهم يأتوا اللى فلسطين لأجل سيادة دولة فلسطين مع ان الرحلة لا تغطي تكلفتها.

اخبار ذات صلة