شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
من جديد تتجه "اسرائيل" إلى انتخابات ستكون هذه المرة مغايرة عن سابقاتها فيما يتعلق بإمكانية إنشاء بنيامين نتنياهو حكومة جديدة في حال فوزه فيها، في ظل الانشقاقات المتواصلة من حزب الليكود وارتفاع الأصوات التي تنادي بضرورة عدم مشاركة نتنياهو في هذه الانتخابات.
وبالعودة إلى الوراء قليلًا فإن هذه الانتخابات تعدُ الرابعة في غضون العامين، بسبب الأزمة السياسية بين نتنياهو ومنافسه زعيم حزب أزرق - أبيض بيني غانتس، وهذه المرة تم حل الحكومة نتيجة عدم المصادقة على الميزانية.
حظوظ نتنياهو بالفوز وتشكيل حكومة جديدة يرى فيها المختص بالشأن الإسرائيلي جهاد ملكة ضعيفة جدًا في ظل أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين لم تعد ترى شرعية لزعامة نتنياهو الذي يتربع على عرش الحكم منذ عقود، وقد خرجت ضده سلسلة طويلة من الاحتجاجات، والتي بدأت قبل أكثر من عام، وما زالت مستمرة.
يقول ملكة في تصريح لـ"شمس نيوز": " نتيجة لأزمة الثقة التي يواجهها نتنياهو، انشق قطب الليكود القوي جدعون ساعر، ومعه خمسة من أعضاء الكنيست الليكوديين، بالإضافة إلى وزير المياه والتعليم العالي المستقيل، زئيف إلكين اللذان انشقا عن الحزب قبل شهر، وأعلنوا تشكيل حزب خاص بهم اسموه "الأمل الجديد"، كل ذلك يضعف من فرص نتنياهو بالفوز برئاسة الوزراء في الحكومة القادمة.
وأضاف "استطلاعات الرأي التي تجري بين الفينة والأخرى داخل الكيان تؤكد أن نتنياهو لن يستطيع الحصول على أغلبية تشكيل الحكومة في الانتخابات القادمة، كونها تمنح استطلاعات حزب ساعر 19 مقعدًا محتملًا، ما يعني أنه فيما لو التزم ساعر بما تعهد به من عدم الانضمام إلى حكومة يترأسها نتنياهو".
إلى ذلك يوضح ملكة أن نتنياهو أمامه الآن صورة سوداوية تتمثل في استحالة أن يشكّل الليكود حكومة كالتي استند إليها خلال السنوات الماضية، خصوصًا أن دعم "يمينا" غير مضمون إلى الآن، بينما أعلن ساعر أنه لن ينضمّ لحكومة يرأسها نتنياهو.
حزب ساعر يحظى بدعم الناخبين من المركز وحتى من اليسار اليهودي رغم تشدده، كما يرى ملكة، موضحًا أن استطلاعات الرأي تكشف عن أن نصف ناخبيه على الأقل دعموا من قبل حزب أزرق وأبيض أو أحزاب يسار الوسط، ما يعطيه مزيدًا من الأصوات ويقويه على "الثعلب العجوز" نتنياهو.
ولفت المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن كل ما سبق يعتبر تهديد ليس فقط لمكانة نتنياهو الشخصية والسياسية، وربما يسرّع محاكمته وزجته خلف القضبان بتهم الفساد الكبيرة المتهم بها.
ومن المقرر أن يمثل نتنياهو أمام القضاء في الـ17 آذار/مارس الحالي وتستمر شهرين متتاليين، إلا أن محامو الدفاع عنه وشركائه في قضايا الرشوة تقدموا أمس بمذكرة للمحكمة المركزية في القدس يشككون فيها بالإجراءات القانونية التي شابت عمليتي التحقيق وإعداد لوائح الاتهام، يرى ملكة ان الهدف من هذا الطلب هو تأجيل محاكمته ليتمكن من كسب مزيدًا من الوقت.
واستدرك ملكة حديثه "نتنياهو يبقى رجل المفاجآت التي لم تكن في الحسبان، وربما يخرج من هذه الأزمات ويصبح رئيسًا للوزراء مجددًا في ظل المزيد من الوقت الذي يملكه الرجل من خلال طلب تأجيل محاكمته في قضايا الفساد".
ومن المقرر أن تجري في الانتخابات المبكرة في "إسرائيل" بتاريخ 23 مارس/آذار المقبل، بعد فشل الكنيست الإسرائيلي في الوفاء بالموعد النهائي لإقرار الميزانية، وهو ما استدعى حله.
وتعد هذه الانتخابات الرابعة في "إسرائيل" خلال عامين، وجاءت بعدما فشل حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشريكه في الائتلاف الحاكم "أزرق-أبيض" برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس؛ في تمرير قانون لتأجيل إقرار الميزانية لمدة أسبوعين.