لا يروق للمواطن أحمد حسان أن يستذكر تفاصيل ليلته المشؤومة، بعد أن هاجمه قطيع كلاب سائبة في حي تل الهوى، أثناء عودته من عمله ليلاً، وهو ما أصابه بالفزع.
الشاب حسان (33 عاماً) طوّقته مجموعة من الكلاب السائبة في زقاق مظلم، ومن ثم بدأت بالنباح عليه، مما دفعه إلى الركض هارباً، ليثيرها بصورة أكبر، وبدأت بملاحقته، وهو مشهد يتكرر غالباً معه أثناء عودته إلى منزله مساءً.
شكوى الشاب حسان لا تختلف كثيراً عن شكاوى مواطنين من فئات عمرية مختلفة، إذ أشتكى أحد المواطنين في حي الزهراء، من أنَّ مجموعة من الكلاب تعرضتْ لابنته أثناء ذهابها إلى البقالة، وهو ما أصابها بفزعٍ شديد.
وقد يصاب الإنسان بداء الكَلَب نتيجة العض، وهو مرض فيروسي يسبب التهاب حاد في الدماغ ويصيب الحيوانات ذات الدم الحار، وهو مرض حيواني المنشأ أي أنه ينتقل من فصيلة إلى أخرى، من الكلاب إلى الإنسان مثلاً وينتقل غالباً عن طريق عضة من الحيوان المصاب.
الانتشار الواسع للكلاب في الشوارع وارهابهم للمارة، يرافقه إزعاج للمواطنين جراء نباحها المتواصل في ساعات الليل المتأخرة.
ولاحظ المواطنون انتشار هذه الكلاب في الآونة الأخيرة، خاصة بعد دخول ساعات حظر التجوال في القطاع حيز التنفيذ.
بلدية غزة الجهة المسؤولة عن ضبط الكلاب الضالة السائبة في الشوارع، بدأت منذ حوالي 8 أشهر بجمع الكلاب من مختلف المناطق في المدينة، والعمل على وضعها في المحمية التي خصصتها لهذا الأمر بالتعاون مع جمعية سلالة.
وأشار رئيس قسم الصحة الوقائية في البلدية م. محمد العشي، إلى أن الفرق المختصة بالبلدية تعمل على اصطياد هذه الكلاب من المناطق من خلال أقفاص مخصصة لذلك، موضحًا أن الأولوية تكون للمناطق الساخنة، والتي ترد إليهم شكاوى متكررة منها.
وذكر في حديث مع "شمس نيوز" أن طواقم البلدية تعمل على جمع هذ الكلاب وتضعها بالمحمية، ومن ثم يتم فصل الذكور عن الإناث في المحمية، وبالتالي يقل التكاثر وزيادة هذه الكلاب في أنحاء المدينة، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع في طريقه للحل رغم كثرة الأعداد والتكاثر المستمر والسريع للكلاب.
وأوضح أن عمليات جمع الكلاب الضالة ورعايتها بحاجة إلى جهود كبيرة من قبل جميع الطواقم، بالإضافة إلى تكاليف مختلفة تصرف خلال فترة الرعاية داخل المحمية، لافتًا إلى أن البلدية تلقت وعود عدة من جهات مختلفة لتنفيذ مشاريع للدعم في هذا الإطار.