غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الميول القلبية لدى المسؤول في التنظيم

الدكتور محمد مشتهى
بقلم د. محمد مشتهى
هناك عقدة تحدث أحيانا لدى التنظيمات عامة عند اختيار الأشخاص لبعض المناصب القيادية ألا وهي: عقدة الخوف من نتائج اختيارهم، فيلجأ المسؤول الى توجيه وتحديد الاختيار حتى يضمن له ولاءات (وهنا ليس بالضرورة أن تكون ولاءات شخصية) أقرب لأن تكون ولاءات تنظيمية، لكن يبقى هذا الاختيار فيه عوار تنظيمي وغير سليم تنظيمياً، لأن أبناء التنظيم من المفترض أن يكونوا جميعهم لديهم ولاء تنظيمي، وكلهم ثقات، وكلهم عدول ولديهم انتماء للتنظيم، وصحيح أن الكفاءة المهنية والادارية تختلف من شخص لآخر، لكن في الانتماء مطلوب أن يتم معاملة أبناء التنظيم سواسية، والمطلوب ألا يتم اختيار وترقية الشخص بناء على درجة انتمائه.
يصير أحيانا في التنظيم الاختيار على أساس الحرص على المشروع أو الفكرة، وإن مَنْ يتم اختيارهم يُطلق عليهم: *أنهم الأحرص والأضمن لقيادة المشروع والاقدر لحماية الفكرة*، ومثل هذا المعيار أيضاً غير سليم، فالمطلوب أن يكون الكل مؤتمن بنفس الدرجة، والكل ثقة وإخوة بنفس الدرجة، والكل حريص على المشروع بنفس الدرجة، لكن الاختلاف يحدث في العطاء، الاختلاف يحدث بالعقل، الاختلاف بالدرجة، لذلك من المهم أن يحدث التفاضل بين أبناء التنظيم ليس على درجة الإنتماء ولكن على درجة العطاء، لأنه بالأساس لو يوجد مشكلة في الإنتماء لدى ابن التنظيم، عندها مطلوب طرده من التنظيم وليس تصعيده، والأصل أن يتعوّد التنظيم أن يلفظ الشخص الغير منتمي من صفوفه، وفي مثل هذه الحالات يحدث التطوير في جميع مفاصل التنظيم...أما الحكم أن فلان من "عظم الرقبة"، وعلان "ابن السيد" وفلان "حصتنا"....هذا الكلام مرفوض بالتنظيم ومرفوض بالإدارة ومرفوض بالأخلاق....نعم يحدث بين الأفراد بعض الميول القلبية والمحبة، هذا الامر ما في مشكلة، وانت أيها القائد أو المسؤول حُب "مثل ما بدَّك"، لكن على مستوى التنظيم لا يجوز تطبيق ميولك القلبية على الترقيات والمواقع التنظيمية.
مطلوب من التنظيم أن يمارس العمل الديمقراطي من الألف الى الياء، والتنظيمات الشورية مطلوب أن تُصعّد كوادرها بصورة صحيحة وسليمة، عندها سيشعر الكادر عند صعوده أنه مُمثِّل للقاعدة بصورة حقيقية، وليس نازل عليهم ب"الباراشوت"، في النهاية مطلوب من التنظيم أن يقف على مسافة واحدة من أبنائه، وهذا يُعد من بديهيات بناء التنظيمات القوية.
"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".