رأى عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) د. محمود الزهار أنَّ خوض حركته مع حركة "فتح" الانتخابات التشريعي بـ"قائمة مشتركة" يضرُ بمشروع المُقاومة وحركة (حماس)، كون هناك تناقض كبير بين حماس وفتح بالبرامج، متسائلاً: على أي برنامجٍ سنتفق؟!
وقال الزهار في حديثٍ لـ"شمس نيوز": "أي اتفاق شراكة يكون على برنامج، وبعد ذلك تأتي تفصيلات كثيرة مثل الاتفاق على النسب والآليات والشخصيات، ولكنْ ما هو حاصل بين حركتي فتح وحماس وهو تناقض جذري في البرامج وليس اختلاف في التكتيك، والتناقض يكمن في اربع نقاط أساسية، وهي الأرض، والانسان، المقدسات، والعقيدة".
د. الزهار: هناك اختلاف جذري بالبرامج بيننا وبين حركة فتح ودخول حماس القائمة المشتركة قد يجعلها عرضة لاشتراطات الرباعية الدولية التي تتمثل بالاعتراف بإسرائيل ونبذ ما يسمى بـ"الإرهاب" والاعتراف بالاتفاقيات الدولية الموقعة من السلطة الفلسطينية
وأضاف الزهار: "هناك اختلاف كبير بين برنامج السلطة وبرنامج حركة (حماس)، بالنسبة للنقطة الأولى هناك اختلاف بشأن الأرض، إذ أنَّ الأرض بالنسبة لنا هي الأرض المحتلة عام 1948، بينما حركة فتح ترى أنها الأرض المحتلة عام 1967، والنقطة الثانية الإنسان، إذ أنَّ السلطة ترى أن الفلسطينيين هم من يقطنْ غزة والضفة، بينما حماس ترى أن الفلسطينيين هم كل أبناء غزة والضفة والداخل المحتل واللاجئين وفي الشتات".
وتابع: النقطة الثالثة تتمثل في الاختلاف على المقدسات، عند السلطة الآن القدس مثلاً هي القدس الشرقية، بينما حماس لا تفرق بين غربية وشرقية، والاختلاف الرابع يتجلى في العقيدة، إذ ان فتح تنسق أمنياً مع الاحتلال وهو مخالف للدين الإسلامي بنص قرآني، إذ يقول تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم".
وأشار إلى أنَّ الشعب الفلسطيني اختار حماس في انتخابات البلديات عام 2005، والمجلس التشريعي 2006، بناءً على برنامجها وليس لشيءٍ آخر، قائلاً: "الناس اختارت حماس لأنها كانت مشروع مقاومة، ولأنها كانت تمثل البرنامج القادر على مواجهة إسرائيل، وليس لأن عيوننا زرقاء".
ولفت إلى انَّ تداعيات سلبية قد تلحق بمشروع حماس إذا دخلتْ قائمة موحدة، في ظل أنَّ السلطة تمارس التعاون الأمني وتقيم علاقة مع العدو الصهيوني، كون التعاون الأمني موجه ضد المقاومة، مستدركاً "إذ كنا في قائمة موحدة واستمر التعاون الأمني سيتم اعتقال كل المقاومين، أو التبليغ عنهم، لذلك قبل الحديث عن الآليات نريد ان يقولوا لنا ما هو المشروع؟ وما هي ملامح تلك الشراكة؟ حتى نقول رأينا".
وأشار إلى انَّ دخول حماس القائمة المشتركة قد يجعلها عرضة لاشتراطات الرباعية الدولية التي تتمثل بالاعتراف بإسرائيل ونبذ ما يسمى "الإرهاب" والاعتراف بالاتفاقيات الدولية الموقعة من السلطة الفلسطينية، متسائلاً: هل ستوافق تلك الجهات لحماس أن تدخل في برنامجها أو جزء من برنامجها، وهل سيسحموا بوضع حماس لبرنامجها ورؤيتها على الطاولة؟!
وكَثُرَ في الآونة الأخيرة وفق تصريحات لمسؤولين من حركتي فتح ٍوحماس الحديث عن نيتهما دخول الانتخابات التشريعية بقائمة مشتركة، وهو ما فاجأ جميع المراقبين، إذ تأتي تلك الإشارات بعد انقسامٍ دام حوالي 15 عاماً.
اقر أيضاً: "القائمة المشتركة" بين فتح وحماس.. فهلوة أم عبط سياسي؟
فكرة خوض حركتي فتح وحماس الانتخابات التشريعية بقائمة مشتركة، لاقتْ ترحيباً وانتقادٍ من قبل مراقبين ومسؤولين سياسيين، كما أثارت تلك المفاجأة السياسية كثيرٍ من التساؤلات المنطقية منها، هل وجود مثل تلك القائمة لفتح وحماس يؤثر في نزاهة الانتخابات أو يتعارض مع أسسها؟، أو يحرم فئات أخرى من ممارسة الديمقراطية؟ وهل هذه الفكرة مجدية سياسيًا؟ وما عوامل نجاح تلك القائمة في التخلص من الانقسام؟
ومن المقرر أن يصدر الرئيس محمود عباس مراسيم الانتخابات في موعد أقصاه 20 كانون الثاني/يناير الجاري، يتبعها حوار بين الفصائل حول العملية الانتخابية.
وتشير التسريبات التي أعقبت لقاء قيادات فتح وحماس الأخير في العاصمة اسطنبول، إلى أن الحركتين تتجهان نحو خوض الانتخابات القادمة، في قائمة مشتركة تضم مرشحين من الفصيلين الأكبرين.
تسريبات رجّحت مصداقيتها التسجيل الصوتي المنسوب للرجل الثاني في حركة حماس صالح العاروري، والذي يشرح فيه أهمية دخول الحركتين في قائمة متفق عليها دون حاجة للتنافس، ودون خوف من الفشل.
وأعقب هذا التسجيل، تصريح آخر أدلى به رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الاثنين، خلال حوار أجراه مع الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، والذي أشار فيه إلى أن حماس وفتح تفكران بخوض الانتخابات بقائمة مشتركة.