ما أن أُعلن، الأسبوع الماضي، عن تلقي الرئيس محمود عباس، رسالة خطية من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حول موافقة حركته على إجراء الانتخابات بالتتالي، سُلطت الأضواء مجددًا على هذا الملف، الذي ظلت تغطيه الغبار على طاولة الرئيس لسنوات.
والغريب بالأمر، أنه وبالرغم من الاهتمام الكبير الذي بدا واضحًا من قبل وسائل الإعلام والمسئولين وقادة الرأي، إلا أن المواطنين لم يلتفتوا بالقدر المتوقع لهذه التطورات، حتى بعد الاجتماع الذي جمع الرئيس عباس برئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر، أمس السبت.
فالأضواء بقيت خافتة بـ"الفضاء الأزرق، والذي أصبح الساحة الأولى للمواطنين كي يعبروا عن آرائهم وتوقعاتهم، فلم يتفاعل مع الموضوع سوى القليل من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وانحصرت التعليقات في تداول الخبر فقط.
فقدان الأمل
يرى المواطن مصعب عبد القادر، أن خيبات الأمل السابقة التي عاشها الشارع الفلسطيني، فيما يتعلق بانجاز المصالحة، جعلته لا يتفاعل كثيرًا مع هكذا أخبار، بل ينظر لها بأنها "أكاذيب".
ويقول عبد القادر لـ"شمس نيوز"، : في كل مرة يقولون إن هناك مصالحة وانتخابات، وبالنهاية نكتشف أنها أكاذيب وتضييع للوقت، وممكن أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب بفعل تصريح من أي مسؤول".
ويستذكر عبد القادر مشاهد قدوم حكومة الحمد الله إلى قطاع غزة عام 2017، قائلًا: حين شاهدت مشاهد قدوم الحكومة لغزة والاجتماعات واللقاءات، قلت أن لا رجعة عن المصالحة لكنهم خيبوا آمالنا وعادوا للمربع الأول".
ويتفق الشاب أجمد حسين مع عبد القادر على أن خيبات الأمل السابقة ولدت مشاعر الإحباط لدى المواطنين، قائلاً: سمعنا كثيرًا عن المصالحة ولم نر منها أي شيء على أرض الواقع، حنا ناصر جاء لغزة وجلس مع هنية ولم تحدث انتخابات".
متى نصدق؟
وفي إجابة لسؤال مراسل "شمس نيوز" حول الشيء الذي يمكن أن يجعل المواطن يصدق أن هناك مصالحة حقيقية، قال حسين:" عن نفسي لا اصدق مهما جرى حتى لو رأيت أبو مازن في غزة، صعب تصديق هؤلاء، أو خليني أحكيلك شو دخلنا هما المستفيدين".
أما المواطن محمد عوض، يرى أن ما يجري يأتي في إطار المراوغة وكسب الوقت، لذلك هو لا يفكر مجرد التفكير بتصديق أو تكذيب حقيقة حصول انتخابات في فلسطين، حد قوله.
ويضيف عوض لمراسل "شمس نيوز": أنا لا التفت لأخبار المصالحة بشكل قاطع، لا يوجد من يمكن تصديقه، حتى أنهم توافقوا مع الفصائل وثم اختلفوا ثم عاودوا اتفقوا بدون الرجوع للفصائل، لا يريدون شهود يخرجون لتكذيبهم لاحقًا".
من ناحيته، يجيب المواطن ربيع جاد الحق على سؤال مراسل "شمس نيوز" بالقول: ممكن أن تصل الأمور إلى يوم الانتخابات و تفوز قائمة ما سواء فتح أو حماس، لكن السؤال هل سيتم الإقرار بالنتائج؟".
ويكمل" المسألة الفلسطينية معقدة، لا يمكن تصديق شيء لا أحد لديه نية حقيقية بالمصالحة وإنهاء الانقسام الأسود".
" شعور طبيعي"
بدوره، يرى نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم "أبو ليلى"، إن حالة الإحباط التي يعيشها المواطن الفلسطيني "طبيعية" نتيجة الإخفاقات السابقة التي حصلت في قضية المصالحة الفلسطينية".
وقال "أبو ليلى" لـ"شمس نيوز" : " بسبب الاخفاقات السابقة في ملف المصالحة، تولد شعور الإحباط لدى المواطن"، معربًا عن أمله بان تسير الأمور في طريقها الصحيح هذه المرة وأن تُحقق المصالحة.
وأشار "أبو ليلى" إلى أن الديمقراطية تعتبر الانتخابات حق من حقوق المواطن غير قابلة للنقاش، وطالبت على مدار السنوات الماضية بهذا الموضوع، لافتًا إلى استمرار المشاورات لإنجاز ملف الانتخابات.
وأضاف" ننتظر إصدار المراسيم المتعلقة بالانتخابات، ثم إطلاق حوار وطني لتحديد الآليات، ونتمنى الخروج من مأزق الانقسام".