شمس نيوز/ القدس المحتلة
يواصل المستوطنون استفزاز مشاعر ملايين المسلمين، بتخطيط وتنفيذ مقترحات تهدف لمزيد من الاستيلاء على مدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص، كان آخرها العرض المقدم لحكومة الاحتلال حول هدم قبة الصخرة.
واقترحت "جماعات الهيكل" علی حكومة الاحتلال، مؤخرًا، تقديم عرض لأوقاف القدس والأردن لتفكيك مسجد قبة الصخرة وإقامة الهيكل، الذي يزعم الصهاينة أنه يقع تحت مسجد القبة، إلا أن علماء التاريخ والآثار أكدوا عدم وجود أي أثر أو دليل يشير إلي وجود الهيكل المزعوم.
وفي خطوة غير مسبوقة، أجرت سلطات الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، أعمال مسح وأخذت قياسات في باحات المسجد الأقصى وفي صحن قبة الصخرة، ما يطرح السؤال حول ما إذا كان الاحتلال قد بدأ فعليًا بتلبية رغبة المستوطنين بهدم مسجد القبة؟
مرفوضة ومستغربة
مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى محمد حسين، قال إن ما قامت به سلطات الاحتلال من أعمال مسح وأخذ قياسات في باحات المسجد الأقصى وصحن قبة الصخرة، أمر مرفوض ومستغرب.
وأضاف حسين في حديث لـ"شمس نيوز" أن أي تصرف داخل المسجد الأقصى هو مرفوض، لأن إدارة المسجد الأقصى هو من اختصاص دائرة الأوقاف الإسلامية المخولة برعاية المسجد".
وأكد حسين، أن أي إجراء بالأقصى يرفضه كل مسلم، كما يرفض أي اعتداء على الأقصى سواء معنوي أو فعلي على الأرض، والتي تأتي ففي إطار إدعاءهم بوجود هيكلهم المزعوم ، مشددًا على أن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي بكل مرافقه.
وأشار المفتي إلى، آن الاحتلال يزعم أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الاحتياطات الأمنية، مضيفًا " لسنا على اطلاع بأهداف الاحتلال، ونستبعد أن يكون الاحتلال قد اطلع الأوقاف على أهدافه من اخذ القياسات".
هجمات غير مسبوقة
مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، أكد أن ما تسمى جماعة الهيكل المتطرفة تخطط لتفكيك مسجد قبة الصخرة المشرفة ، من أجل بناء "الهيكل المزعوم"، مشيرًا إلى أن القدس تواجه هجمات غير مسبوقة.
وشدد الشيخ الكسواني في حديث مع "شمس نيوز"، على أن مخططات الجماعات المتطرفة لتفكيك وتهويد الأماكن المقدسة في القدس، من شأنه أن يشعل المنطقة برمتها.
وحمّل الشيخ الكسواني، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة، لما سيحدث بالأقصى والمنطقة في حال نفذت تلك المخططات، وعليها أن تتحمل النتائج عن تلك الأفعال.
وطالب الجميع بشد الرحال إلى المسجد الأقصى في كل وقت وحين، لحماية المسجد من المتطرفين وجنود الاحتلال.
لن تتوقف يومًا
وكان خطيب المسجد الأقصى المبارك، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري، قد حذر من مخطط استيطاني إسرائيلي "لتفكيك مسجد قبة الصخرة المشرفة بالمسجد"، تمهيدًا لإقامة "الهيكل" المزعوم مكانه، واصفًا إياه بالأمر الخطير.
وقال الشيخ صبري في تصريح إن الاقتراح الذي عرضته ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم على حكومة الاحتلال بهدف "تفكيك مسجد قبة الصخرة بمثابة مؤشر خطير يؤكد على أطماع اليهود غير المحدود، والتي لم تتوقف يومًا في المسجد الأقصى".
ووصف هذا المخطط بأنه إجرامي وعنصري، لافتًا إلى أن الإسرائيليين يحاولون بين فترة وأخرى طرح مشروع بشأن الأقصى، حتى يشاهدوا ردود الفعل تجاه ذلك، وهذا أمر خطير.
وأضاف أن اليهود يحلمون بوجود "هيكل سليمان" المزعوم مكان الأقصى، لكنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا ولو دليل واحد على وجوده بالتاريخ العبري القديم أثناء عمليات الحفريات والتنقيب.
وبين صبري أن الرواية الإسرائيلية وهمية غير قائمة على أي دليل مادي ولا حتى دليل مقنع بشأن وجود "الهيكل".
وأكد أن سلطات الاحتلال لديها مخطط واضح للهيمنة وفرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى، وتتحين الفرصة بين الفينة والأخرى لتحقيق خطوة إلى الأمام في مخططها العدواني تجاه المسجد المبارك.
وأوضح أن "الاحتلال يريد أن نستسلم أو نقول له دعونا نتفاوض للسماح لكم بالصلاة في الأقصى أو الزيارة العلنية، وما في ذلك من مطالبات تمس بالأقصى".
وتابع "موقفنا بشأن المسجد الأقصى واضح واستراتيجي، ولن نستسلم لأي قرار من القرارات الاحتلالية أو البشرية".
وكان العام الماضي،2020 قاسياً للغاية على المدينة المقدسة ومسجدها المبارك، إذ تجاوز الكيان الخطوط الحمراء كافة.