بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
لعلنا نجد في الحالة الفلسطينية المتراكمة والمتناحرة ذات العبء الثقيل بسبب استمرار الخلافات والانقسامات ، متسعاً من الوقت الوطني للاحتفال في تخليد ذكريات الذين كتبوا بالدم لفلسطين ، إنهم الشهداء الأحياء والأكرم من جميعاً.
في رحاب الذكرى 30 لاستشهاد ثلاثة من قيادات العمل الوطني ، الذين رسموا بدمائهم الطاهرة محطات ثورية متنوعة المجالات والجوانب، حتى تكون بمثابة مدرسة وطنية خالدة للأجيال القادمة، إنهم بكل فخر واعتزاز، شهداء "فتح" أول الرصاص وأول الحجارة، القادة العظام صلاح خلف "أبو إياد " وهايل عبد الحميد "أبو الهول" وفخري العمري "أبو محمد".
في حضرة الشهداء الموقف يكون وطنياً خالصاً ، عبر تجسيد مقولة الشهداء " بالدم نكتب لفلسطين"، التي رسمت دمائهم الطاهرة خارطة حركتنا الرائدة " فتح" نحو الأرض المحتلة فلسطين، لتكتب لنا أمجاداً في سجل الخالدين، للذين ترجلوا بخطى واثقة نحو فجر الحرية والنصر المؤزر المبين.
تأتي الذكرى والوطن وقضيته العادلة وحركته الجماهيرية "فتح " تعيش في أسوأ الظروف وأخطر المنعطفات، فالانقسام السياسي البغيض جاثم على صدور أبناء شعبنا منذ سنوات، وواقع حركتنا " فتح " الأمر واضح للعيان، في ظل وجود قيادة متنفذة تعمل لصالح أجنداتها الشخصية ،ووفق رؤيتها الخاصة المنفردة ، البعيدة كل البعد عن القاعدة الجماهيرية الفتحاوية.
لا بد أن لا تمر الذكرى 30 على استشهاد القادة الثلاث مرور الكرام، وكأنها ذكرى وطنية يتم الاحتفال بها على هامش السيرة، وتذهب فور انتهائها إلى حال سبيلها، فلهذا يجب أن تكون للذكرى حجمها الوطني والتنظيمي، وأن تكون حافزاً معنوياً للمراجعة مع الذات الوطنية الصادقة والإرادة الفتحاوية الصلبة، وتشخيص الواقع الفلسطيني والتنظيمي بشكل فاعل وناضج ، من أجل تصحيح المسار لتحقيق حلم الدولة والاستقلال.
في ذكرى استشهاد مفكر الثورة وقائد جناح اليسار في حركة فتح ، وتروتسكي فلسطين "صلاح خلف" ورفاقه الشهداء أبو الهول والعمري الغر الميامين، لا بد من حدوث صحوة فتحاوية ذات إرادة شبابية، حتى تعييد للحركة عنفوان عهدها ومجدها واستردادها من خاطفيها، حتى يلتم الشمل الفتحاوي والوطني في خندق واحد ، خندق الوحدة الوطنية، من أجل السير بخطى ثابتة على طريق النصر المبين وتحرير فلسطين.
عاشت الذكرى، وإلى روح تروتسكي فلسطين ورفاقه القادة الشهداء الميامين أبو الهول والعمري، وردة وسلام.