شمس نيوز/غزة
"هل تبحث عن مصمم"، تكفلت هذه الكلمات القليلة، التي كتبها الريادي الفلسطيني محمد قديح (25 عاماً) على موقع البحث الشهير "جوجل"، بنقله من شاب عاطل عن العمل، إلى مدير عام لشركة "هوية" لتكنولوجيا المعلومات، التي تختص بالعمل عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية.
وتعد شركة "هوية" واحدة من الشركات القلائل العاملة بمجال العمل عن بعد في قطاع غزة، حيث لجأ عشرات الشباب لذلك المجال، من أجل توفير مصدر دخل مالي لهم، في ظل الارتفاع الهائل لمعدلات البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وبدأ قديح مسيرته في العمل عن بعد، مطلع عام 2011، عندما شاهد طلب تصميم عمل فني، في أحد المنتديات الإلكترونية، بعدما بحث في "جوجل". ويقول قديح لـ "العربي الجديد"، إنه أنجز العمل خلال يوم بمساعدة أحد الأصدقاء، وتقاضى عليه 40 دولاراً، مما شجعه على مواصلة الطريق، ونسج العلاقات مع الزبائن في خارج القطاع.
ويرى قديح أن مجال العمل عن بعد، من أفضل الوسائل لمكافحة البطالة المستفحلة في السوق المحلي الفلسطيني، لما يتميز به من مرونة عالية في العمل، مقابل أجور مالية مجزية، وأيضاً تساعد الشباب الخريجين على الاندماج في الأسواق العالمية التجارية، وهم جلوس في بيوتهم.
ويضيف الريادي الفلسطيني، في أواخر عام 2012 توجهت لتشكيل شركة جماعية، بعد سلسلة من الإنجازات التي حققتها على الصعيد الفردي، فتقدمت بطلب تمويل ودعم من برنامج "مبادرون" الذي يدعم المشاريع الريادية، وكنت حينها من أفضل المشاريع المتقدمة على 900 فكرة مشاركة".
وتضم الشركة التي أنشأها الشاب قديح، 15 موظفاً وموظفة، مقسمين على فريقين يعملون على مدار 12 ساعة، لتلبية طلبات العمل الخارجية، في حين يبلغ متوسط راتب الموظف الواحد شهريا، 400 دولار.
وتذكر الموظفة في الشركة، تسنيم حلس لـ "العربي الجديد"، أنها انطلقت بالعمل بشكل فردي فور تخرجها من قسم تكنولوجيا المعلومات من الجامعة الإسلامية بغزة منتصف العام الماضي 2013،
عبر البحث عن عمل في بعض المواقع العالمية المختصة، بمجال العمل عن بعد أبرزها "فريلانس" و"إيلانس" و"99 ديزاين".
وتوضح حلس (22 عاماً)، التي التحقت بالشركة مطلع العام الماضي، أنّ المواقع السابقة تمثل حلقة وصل بين العامل في غزة وصاحب العمل، إذ يطرح الأخير عمل ما، ويتقدم له عدد من العاملين، وفي النهاية يتم اختيار أفضل الأعمال المنجزة خلال فترة زمنية محددة، ويحول مبلغ مالي متفق عليه مسبقاً لصاحب العمل".
وتمكنت حلس خلال فترت عملها بشكل فردي التي استمرت لخمسة أشهر، من تحصيل نحو 1500 دولار، رغم المعيقات التي واجهتها خاصة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة جداً، وعلى إثره تنقطع خدمة الإنترنت، مما قد يؤخر فترة إنجاز العمل وفقاً للمدة المحددة سلفاً.
ويلفت مبرمج المواقع الإلكترونية والموظف في شركة "هوية"، محمد الغزالي، إلى أن العمل عن بعد، بمثابة سوق عمل مفتوح، يتيح للخريج العمل في عدة مجالات، خاصة المجالات التي تتعلق بالتقنية وتصميم المطبوعات والمواقع الإلكترونية، وكذلك برمجة وتطوير تطبيقات للهاتف المحمول.
ويقول الغزالي (27 عاماً) لـ "العربي الجديد"، إنّ ما يميز العمل عن بعد، أنه ليس بحاجة إلى رأس مال، فما يحتاجه العامل هو جهاز كمبيوتر محمول وخط إنترنت، وتخصيص بعض الساعات لإنجاز الأعمال المتفق عليها، بجانب بذل الجهد والإبداع لكسب ثقة صاحب العمل خاصة في البداية.
ويواجه العاملون في مجال العمل عن بعد، صعوبة تحويل الأموال إلى قطاع غزة، خاصة بعد فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع، قبل سبع سنوات، الذي صاحبه إجراءات مشددة في تحويل الأموال، وكذلك خشية العامل من تعرضه لعمليات نصب واحتيال.