شمس نيوز / عبدالله عبيد

تصوير/حسن الجدي

قبيل الفجر، وعند سماعه صوت المؤذن ينادي على الصلاة في الأذان الأول، استيقظ الصياد أبو عيسى أبو عميرة (37 عاماً)، وجهز عدة الصيد، قبل أن يصلي ركعتي الفجر، ويغادر قاصدا البحر، ولسان حاله يلهج بالدعاء "اللهم إني أسألك رزقي ورزق أبنائي".

وفي طريقه إلى ميناء غزة، أخذ أبو عيسى معه ثلاثة من الصيادين الذين اتفقوا على أن يخرجوا سوياً في رحلة صيد، رغم الأجواء الباردة وهطول الأمطار بغزارة، ليصل الميناء ومعه شبكة الصيد، ويتفقد مركبته التي توقفت عن العمل منذ ما يقارب الأربعة أشهر.

أبو عميرة وفي حديثه لـ"شمس نيوز"، أوضح أنه يمارس مهنة الصيد منذ 17 عاماً، فهي الحرفة التي يحصل من خلالها على لقمة عيشه، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ينغص عليه وعلى الصيادين أمثاله حياتهم في أي رحلة صيد يخرجون إليها.

وقال: اليوم خرجنا إلى الصيد، في رحلة بعد المنخفض الجوي، وبحمد الله اصطدنا الكثير من سمك "السردين"، حيث يعتبر هذا موسم السردين"، مشيراً إلى أن المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة كان عاملاً مهماً في ازدياد كمية أسماك "السردين".

أباً عن جد

وأثناء تجوالنا في ميناء غزة، وبينما يقف كل صياد قرب "حسكته" الخاصة، ورائحة الأسماك تفوح من المكان، ونسمات الريح القارص تلامس وجوهنا، قال لنا الصيادون إنهم لم يصطادوا كمية كبيرة من الأسماك كهذه منذ ما يقارب الستة أشهر.

الصياد حسين أبو الخير (58 عاماً)، احترف مهنة الصيد منذ نعومة أظافره، حيث كان ملازماً لوالده الذي اتخذ مهنة الصيد عن جده، يقول لمراسل "شمس نيوز": الصيد مهنتنا أباً عن جد، فجد جدي كان صيادا ونحن صيادون، وأولادي وأولادهم سيكونون صيادين بإذن الله".

وأضاف: اليوم يختلف بالنسبة لنا نحن الصيادين، فالمنخفض الذي أتى علينا حمل معه الخير، والحمدلله كمية الأسماك كثيرة ولم نخرج من البحر منذ أشهر كمية أسماك كهذه"، لافتاً إلى أن المنخفض الجوي، أو ما يطلق عليه الصيادون اسم"النوّة"، يساعد في تحريك السمك وطفوه على سطح البحر، على حد وصفه.

وبيّن أبو الخير أن هذه الأيام من صيد الأسماك تسمى بـ"موسم الملطش"، والذي هو عبارة عن نصب شباك الصيد في عمق البحر، ويتم من خلالها اصطياد كميات كبيرة من أسماك "السردين".

يوم الصيد

أبو أحمد أبو ريالة، صياد وعضو في نقابة الصيادين، أوضح من جهته، أن هذا اليوم هو الأول الذي يشهد هدوء المنخفض الجوي بالمنطقة، لتمتلئ شباك الصيادين بأسماك "السردين".

وقال أبو ريالة لـ"شمس نيوز": هذا اليوم لم نشهد له مثيلا في صيد الأسماك منذ فترة كبيرة"، منوهاً إلى أن أسماك "السردين" كانت منتشرة بشكل كبير على شاطئ البحر.

وفي الوقت ذاته، عبر عن كامل أسفه بعد غرق صياد صباح أمس السبت في بحر خان يونس، وهو في رحلة صيد، مضيفاً: رغم أن هذا اليوم كان خيراً لنا نحن كصيادين، إلا أن الفرحة لم تكتمل بعد فقدان صياد زميل لنا".

ولفت أبو ريالة إلى معاناة الصيادين في الأيام والسنين الماضية "فالحصار الذي يخنق غزة أثر بشكل كبير على كميات الأسماك التي يتم اصطيادها، بسبب تحديد الأميال البحرية المسموح باجتيازها، بالإضافة إلى غلاء أسعار الوقود والمحروقات، التي تستخدم لتحريك مركبات الصيادين"، وفق قوله.