قائمة الموقع

الانتخابات الفلسطينية.. بين الرغبة الدولية والريبة الوطنية!

2021-01-28T14:55:00+02:00
عباس و هنية
شمس نيوز/ أحمد زقوت

يتبادر إلى ذهن المواطن الكثير من الأسئلة بشأن مستقبل الانتخابات، وخاصة فيما يتعلق بتوفر إرادة حقيقية لدى أطراف الانقسام، لإنجاح العملية الانتخابية، والتي غابت نحو 14 عامًا.

 ومُؤخرًا، أصدر الرئيس محمود عباس مرسومًا لعقد الانتخابات، على أن تجرى انتخابات المجلس التشريعي في 22 أيار/ مايو 2021، والرئاسية في 31 تموز/ يوليو 2021، على أن تستكمل الانتخابات بالمجلس الوطني، التي تعد نتائج انتخابات التشريعي هي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس يوم 31 آب/ أغسطس 2021.

إرادة من؟

 يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن هناك إرادة دولية وإقليمية لإجراء الانتخابات، وأن هدفها ليس فقط استحقاق وطني فلسطيني بل مرتبطة مع مطلب دولي بتهيئة الوضع الفلسطيني بشكل موحد، من أجل الوصول إلى عملية تفاوضية شديدة تحتضنها إدارة أمريكية جديدة.

وقال حبيب لـ "شمس نيوز": "إن جملة المعطيات التي جرت أواخر العام الماضي مثل التطبيع العربي مع الاحتلال، وانشاء تحالف بقيادته، هي تمهيد لعملية سياسية ينبغي أن تتهيأ لها الأوضاع الفلسطينية من خلال الانتخابات، وإذا عقدت هذه الانتخابات بالفعل وفقاً للإرادة الدولية سيوفر قبولاً دوليًا بنتائجها".

في السياق نفسه، يتفق الكاتب والمحلل السياسي سامي الأخرس مع حبيب قائلًا: إن" الإرادة الحقيقة الفلسطينية موجودة لكنها مرتبطة بتغييرات دولية وإقليمية".

وأضاف الأخرس لـ"شمس نيوز":" أصبحت الإرادة محكومة  بظروف موضوعية وغير موضوعية، وقرارها في بعض المراحل محكوم لهذه الإرادة، ولو أنها مرتبطة بإرادة الشعب الفلسطيني لما استمر الانقسام أكثر من 14عاماً".

وأشار الأخرس إلى، أن ما يحدث في الملف الفلسطيني هو تغيير في الجانب الشكلي وليس الجوهري المتمثل بإعادة الحقوق الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، لافتًا إلى، أن الاحتلال من مصلحته إجراء الانتخابات وإنهاء الملف الفلسطيني ولو مؤقتا وتقديم نفسه للرأي العام الدولي أنه يحاول ويسعى لإنهاء حالة التشرذم الفلسطيني.

في السياق، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة "إنَّ الانتخابات الفلسطينية المرتقبة جاءت بعد ضغوطات كبيرة ومتواصلة على أمل الوصول لحكومة معترف بها عربياً ودولياً، يراد لها أن تكمل مسيرة المفاوضات التي ماتت منذ سنوات، مضيفاً: هم يخططون لذلك، وعلينا كفلسطينيين وقوى مقاومة، أن نكون على أتم الاستعداد لمواجهة كل التحديات وأن نعمل جميعاً لإفشال ما يخططون له، بصياغة برنامج سياسي مشترك، وواضح وملزم، نخوض معركتنا المقبلة على أساسه، إن كان عبر الانتخابات، أو أي توافقات أخرى".

وشدد مؤخراً على أن غياب برنامج سياسي مشترك وواضح وملزم، يعني غموض الرؤى السياسية، ويدفع إلى قيام أزمة ثقة ما زلنا نعاني منها حتى اللحظة، ويدفع شعبنا الفلسطيني ثمناً لها من دم أبنائه وقوتهم اليومي، مؤكداً أن حركته ستسعى مع كافة قوى الشعب الفلسطيني، من أجل أن تبقى راية المقاومة والجهاد عالية، حتى العودة والتحرير.

لقاء القاهرة المرتقب

وبالعودة إلى الكاتب حبيب، وفي رده على سؤال "شمس نيوز" حول الملفات المتوقع مناقشتها في لقاء القاهرة المرتقب، قال إن " هناك جملة من الملاحظات التي يمكن مناقشتها باللقاء، وفي مقدمتها مضمون المراسيم السياسية وما جرى بالانتقال من التزامن إلى التتابع، بجانب إزالة بعض العقبات والشروط السياسية التي كانت في قانون الانتخابات 2005م والتي جرت على أساس ها انتخابات 2006م.

وذكر حبيب، أنه ربما يتم التشاور الأولي حول قوائم عن طريق التمثيل النسبي، بجانب طرح قضية الانتخابات بالقدس، مضيفًا " هناك الكثير من الملاحظات لدي الفصائل الفلسطينية بشأن العملية الانتخابية بحد ذاتها، لذلك يجب من المفترض أن يتم التوافق حول بعض الملفات".

الانتخابات بالقدس

وحول إجراء الانتخابات في القدس، أشار الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب إلى، أن الانتخابات ستجري بالعاصمة وفق قوائم التمثيل النسبي الكامل وليس كما جرت في 2006م بالمناصفة بين الدوائر والتمثيل النسبي.

وأضاف :"هذا يتيح المجال للنخب المقدسية الانتخاب والترشح، حتى لو وضع الاحتلال عراقيل تجعل إمكانية محدودة لقيام المواطنين بالمشاركة بهذه الانتخابات".

وأكد حبيب على، ضرورة عدم النظر إلى القدس على أنها تضم عدد قليل ولا تؤثر في العملية الانتخابية، وهذا منظور خطير، مردفًا" القدس هي عملية سياسية وليس عددية وهي جزء لا يتجزأ من الحق الفلسطيني وهي عاصمة الدولة الفلسطينية، عملية القدس يجب تحظى باهتمام كافة المسؤولية".

وبالعودة إلى الكاتب الأخرس، فتوقع ألا يتغير بالمكون العام للقدس أي شيء، وأن يُسمح لأهالي القدس بالمشاركة، لأن الفصائل لن تسمح بإجراء الانتخابات دون القدس.

الشباب والانتخابات

وشدد الكاتب حبيب على، ضرورة مشاركة الشباب بالقرار السياسي، وأن عليهم أن يأخذوا بناصية الأمر، ويقوموا بدورهم الفاعل في فرض إرادتهم باعتبارهم الفئة التي تعرضت لظلم كبير من كافة الجهات.

وأضاف" إذا لما يتسلموا محور المواجهة بحيث يكون لديهم الجرأة بتشكيل محور كبير في هذه الانتخابات، بحيث لا يصبحوا أدوات انتخابية بل مشاركة سياسية في القرار الفلسطيني، بدون ذلك سيكونوا أدوات انتخابية".

اخبار ذات صلة