شمس نيوز/ أحمد زقوت
يواصل رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أفيف كوخافي إطلاق تهديداته المتكررة ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وسط حالة تخبط وأزمة سياسية وعسكرية يعشيها الاحتلال في ظل تطور أداء المقاومة في كافة أماكن تواجدها، زاعمًا أن باستطاعة جنوده مواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بهم.
جاء ذلك يوم أول من أمس، خلال المؤتمر السنوي لمعهد "أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، الذي استعرض التهديدات والمخاطر والتحديات التي تواجه "إسرائيل"، مبينًا في الوقت نفسه "الإنجازات" على حد وصفه.
أزمة حقيقة
تعليقًا على ذلك، قال الكاتب والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة: "إن تلك التصريحات تعكس حجم الأزمة الحقيقية التي يعشيها القادة العسكريين والسياسيين لدي دولة الاحتلال "الإسرائيلي"، وعجزهم عن وقف تطور وقوة المقاومة التي تمتلك من الأدوات الوسائل تؤلم الاحتلال في أي مواجهة مقبلة".
وأضاف أبو زبيدة لـ"شمس نيوز": "تفاجأ كوخافي مع مرور الوقت أنه لم يستطع تنفيذ خطته العسكرية من قبل حكومته لعدة أسباب، منها شخصية مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومالية لعدم المصادقة على الميزانية، وأيضًا تأزم الوضع الداخلي".
وتساءل كيف يستطيع كوخافي إطلاق تهديدات في ظل أزمات داخلية "إسرائيلية" ولا أحد من قادة الاحتلال يعرف ما هي نتائج الدخول في مواجهة مفتوحة، مشيرًا إلى أن الجبهة الداخلية غير جاهزة، علاوة على ذلك أزمة كورونا والاقتصاد، إضافة إلى قدرة المقاومة على إصابة أهدافها وتطورها، وليس من السهل الدخول في مواجهة مع المقاومة".
وبيَّن أن المؤسسة العسكرية في أزمة منذ سنوات عبر سياسة الحروب التي اتبعها أيزنكوت رئيس الأركان السابق في محاولة لضرب قدرات المقاومة، مؤكدًا أن هذه السياسة حتى الآن أثبتت فشلها لم تستطع إيقاف تطور أداء المقاومة في كل أماكن تواجدها المختلفة".
وأوضح أن الاحتلال يعاني من أزمة التجنيد، إذ أصبح المجتمع "الإسرائيلي" يتخوف من الذهاب للجيش، ويبتعد المستوطنين من الوحدات القتالية العاملة على الأرض، ويحاول الدخول في وحدات لا تكون في جبهات القتال كالوحدات السيبرانية، نتيجة العامل النفسي وخشيتهم من المواجهة.
وبيّن أن الدافعية القتالية لجيش الاحتلال متدنية لشكل كبير، وهناك معضلات كبيرة يحاول من خلال هذه الوسائل أن يطمئن الجبهة الداخلية.
محاولة تعويض الردع
من جهته، قال الخبير في الشأن "الإسرائيلي" عادل الشديد:" إن هذه التصريحات تعكس قناعة راسخة لدى القيادة السياسية والعسكرية "الإسرائيلية بأن صورة الردع تآكلت وتراجعت، فتحاول تعويض الردع وصورته بتنبي سياسة جديدة، تتمثل بإلحاق الخسائر في المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحاضنتها الشعبية".
وأضاف الشديد: "التغير في موازين القوى، وقدرة المقاومة على التسلح وتطوير أدائها، جعلتْ جيش الاحتلال يواجه صعوبة كبيرة في تحقيق الدرع، لذلك اتجه كوخافي لهذا الخيار".
وأشار إلى أن كوخافي متأكد من أن الجبهة الداخلية غير قادرة على تحمل الحروب والصواريخ، ولا تستطيع حماية المستوطنين، وهو ما يعترف به رغم؛ على الرغم مما يروج له بأن نسبة قدرة القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ هي 80%، لافتاً إلى أنَّ الواقع يثبت عكس ذلك.
وذكر شديد أنه على الرغم من الانسجام بين كوخافي ونتنياهو في العديد من القضايا والملفات، إلا أن كثيراً من العقبات تنشأ بشكل مستمر؛ وهو ما يحول دون تبني عقيدة عسكرية تلاءم موازين القوى وطبيعة القتال في الظروف الحالية.