أخطر دودة في العالم، فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن النغف، فهل تعلم ما هو النغف؟
ذُكر النغف في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يروي مشاهد أحداث النهاية، يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، أنه بعدما ينتهي قوم يأجوج ومأجوج من التخريب في الأرض، فيقولوا لقد قتلنا من في الأرض، هلم لنقتل من في السماء -تعالى الله عن قولهم، فيرسل الله عز وجل النغف، فيدخل النغف من أنفهم فيقتلهم.
يوحي الله تعالى إلى سيدنا عيسى عليه السلام: أني قد أخرجت عباداً لا يدان أحد بقتلهم فحرز عبادي "لا تجعلهم يذهبون إلى ديارهم" وأن يذهبوا إلى الطور، وهو جبل في فلسطين، في بيت المقدس، وبعد هذا الإيحاء من الله عز وجل، يدك الله عز وجل السد الذي بناه ذو القرنين فيخرج يأجوج ومأجوج، فهم كما ذكر في القرآن الكريم "من كل حدب ينسلون"، قوم أعدادهم هائلة كالنمل والجراد، إذا جاءوا لا يستطيع أحد أن يحصيهم إلا الله عز وجل.
فإذا خرجوا يأجوج ومأجوج يعثون في الأرض فساداً، ويقتلون كل من يواجهوه -رجال أقوياء لا طاقة لأحد بقتالهم- حتى أنهم إذا أتوا إلى بحيرة طبرية في فلسطين، قاموا بشربها، الصفوف الأولى، حتى إذا مدوا الصفوف الأخرى على هذه البحيرة، قال بعضهم إلى بعض، لقد كان في هذا المكان ماء، حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل قريب من بيت المقدس بفلسطين، فيصيبهم الغرور، والعجب بأنفسهم وفي قوتهم فيقول بعضهم إلى بعض، لقد قتلنا أهل الأرض، هلم لنقتل أهل السماء، فيزيدهم الله تعالى فتنة وبلاء، فيرد الله عز وجل هذه السهام وهي مخضبة بالدماء ليزيد من بلاءهم وفتنتهم.
وعندما يتجه سيدنا عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله فيلجؤون ويتضرعون ويرجون ويدعون الله أن ينقذهم من يأجوج من هذا البلاء العظيم، فيستجيب لهم الله عز وجل فيرسل على قوم يأجوج ومأجوج "النغف"، وهنا حكمة الله عز وجل، بإبادة هذا الجبروت العظيم بحشرة صغيرة، فيصبحون قتلى لأن هذا الدود يفترسهم بإذن الله عز وجل، فيموتون موتة واحدة.
فتمتلئ الأرض بجثثهم، ونتنهم حتى لا يوجد موضع شبر إلا وقد امتلأ بجثث يأجوج ومأجوج، فيدعو سيدنا عيسى عليه السلام وأصحابه الله عز وجل، أن يريح الأرض من أجسادهم وراءحتهم، فيستجيب الله عز وجل لدعواهم، فيرسل الله على قوم يأجوج وماجوج طيراً كأعناق البخت، فتحمل هذه الجثث وتقوم بطرحها في مكان لا يعلمه إلا الله تعالى.
فما هو دود النغف؟
النغف يسمى "بداء الدودة الحلزونية" أو "ضربة الذبابة"، وهو مصطلح يطلق على يرقات الذبابة الطفيلية التي تتغذى على الأنسجة والأعضاء الحية للأجسام.
وتعتبر دودة النغف مشكلة خطيرة لصناعات الثروة الحيوانية، ويسبب خسائر اقتصادية هائلة في جميع أنحاء العالم، ويكلف هذا الداء أكثر من 170 مليون دولار سنويا من الخسائر في صناعات الأغناء في استراليا وحدها حسب آخر الإحصائيات، كما أنه يصيب الإنسان نسبيا ولا سيما في المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية، وقد اكتشفت الدودة في كثير من الحالات.