أحمد سهو
يعتبر البعض مرحلة التخرج من المدرسة، والدخول في الجامعة من أصعب المراحل في حياة الطالب؛ وذلك للتغيرات الجذرية التي ترافقها، ابتداءً بالعوامل البدنية من طلبات المحاضرين الكثيرة، والحصص الطويلة إلى العوامل النفسية من غربة واستقلالية؛ مما يجعلها تبدو نقلة نوعية مخيفة.
رغم ذلك يعتبرها كثيرون أحد أمتع مراحل الحياة، وسوف تخرج بنفس الانطباع بإذن الله، لكن تحتاج لبعض التهيئة النفسية عن طريق معرفة أبرز ما سيواجهك من صعوبات وتحديات، ولابد كذلك من بعض النصائح..
الذكاء لا يهم كثيرا!
ودّع الزمن الذي كان يحظى فيه ذكائك للتقدير والاحترام، فبالغالب لن تصبح الأذكى في صفك، وإن كنت كذلك فصدقني فلا يهم ذلك.
المهارات التي يجب أن تتمتع بها للنجاح في الجامعة هي: الاجتهاد، والعزيمة، والمثابرة. ربما يكون عامل الذكاء مساعدا لكنه لن يستطيع التصفيق لوحده، وسوف تقابل من هو أقل منك ذكاء وأكثر نجاحا لتتأكد من كلامي.
استعد لمنافسة لم تشهدها
سواء كنت الثالث على مدرستك أو حتى الأول على منطقتك،
هذا لا يهم. الجامعات البارزة عادة ما تستقطب الطلاب المميزين من مختلف المناطق، لذا كن مستعدا لمنافسة من نوع آخر. حذاري والظن أن مذاكرة ما قبل الاختبار ستجعلك تستمر في اعتلاء منصات الشرف.
كوّن علاقات
إن عزلت نفسك مع الكتب، فبالغالب لن يستمر ذلك طويلا؛ وسيؤدي إلى نتائج عكسية. تكوين الصداقات الجامعية (مهما استهنت من شأنها).. من أهم الأشياء التي يجب أن تفعلها لتوفير المناخ المناسب للدراسة؛ فهم من سيساعدك في تخطي الغربة عن أهلك وأصدقائك، وهم أيضا من سيعاونك في مشاكلك الدراسية، بالإضافة إلى الخبرة التي ستكتسبها من تجاربهم.
لكن بالطبع عليك أن تهتم بكيفية اختيارهم، فأنت لا تريد من يشتتك عن دراستك، أو من يجعل منك شخصا أسوء.
إستعد للتقشف
لقد مضت الأيام التي تجد طعامك جاهزا بعد الرجوع من المدرسة، عليك أن تتهيأ نفسيا لقبول طعام أقل جودة، وربما ليس من الصنف المفضل لديك.
كن مستعدا لأيام الرخاء والشدة، فربما تكون مضطرا ببعض الأيام لتأكل طعام جاهزا أو معلبا طبقا لظروفك المادية أو حتى مراعاةَ لعامل الوقت.
لا تتوقع المراعاة!!
تذكر أن كل طالب بجانبك لديه مواد مختلفة عنك، فلا تتوقع أن يراعي الأساتذة عدد الواجبات أو المشاريع المطلوبة عليك، أو حتى جدول اختباراتك.
بدلا من ذلك ابدأ بإعداد جدول يومي يُمكٌنك من إنهاء متطلبات الفترة القادمة. ببساطة نظٌم وقتك.
لن تقدم لك المعلومة على طبق من ذهب
ربما تخدعك الدرجات العلمية الذي يتمتع بها أساتذة الجامعات. ثق تماما أنك ستواجه السيء والجيد من المحاضرين، فكن مستعدا للرجوع لمصادر تعليمية أخرى.
ابحث ما يناسبك من الوسائل وأبدأ رحلة البحث بكتابك، وضع خيار البحث في الشبكة العنكبوتية أمامك دائما. جرب يوتيوب، و أكادمية خان، و patrickjmt، ولا تنسى قوقل .
حضورك الدائم ليس كافيا!!
لا تقنع نفسك بأن حضورك الدائم بجميع الحصص، وتركيزك التام مع المحاضر فقط سوف يكفي لتخطي المادة بدرجات جيده (حتى ولو كان هذا الأمر ينجح بالمدرسة)؛ لأن الأسئلة التي ستواجهها (عادة) تتطلب فهما شاملا، إضافة لإعداد جيد؛ لضيق الوقت المتاح للإجابة.
كما يمكن أن يكون واضع الاختبار شخص آخر غير أستاذك، لكن ثق أن جهدك الشخصي سيهزم جميع هذه العوامل.
لا أحد يهتم!!
انتهى الزمن الذي ستجد فيه والديك يحاسبونك باستمرار، ويأنبونك على اهمالك الدراسي، ولن تجد أستاذا جامعيا يحمل عصا لمعاقبة من لا يجيب، أو يطردك من الفصل لعدم احضارك الواجب.
هذه التغييرات تتطلب منك أن تختلي بنفسك وتحدد أهدافك وتضع خطة لحاضرك ومستقبلك، مما يخلق لك دافعا داخليا للمثابرة والاجتهاد في مشوارك الدراسي.
لا تتوقع الكثير بعد التخرج
أخيرا عندما تتخطى هذ المرحلة الجامعية وتحظى بمعدل عالي، لا تتوقع أن تحبو الشركات على ركبها وتتوسل طلبا في توظيفك في أول أيام تخرجك، انها حقيقة مرٌه، لكن يجب أن تستعد لها.
خلال سنين الدراسة، عليك أن تضع سيرتك الذاتية نصب عينك وتملئها بأنشطتك الدراسية والغير دراسية أيضا، ومهاراتك المكتسبة.
وبعد التخرج، قدم على الفرص الوظيفية التي تناسبك سواء في مقرات الشركات أو مواقعها الإلكترونية، ولا تنسى أن تروج لنفسك في وسائل التواصل الاجتماعية، كإنشاء بروفايل على موقع LinkedIn مثلا. وتذكر أن العملية تتطلب الصبر عدة أشهر.
خذ هذه النصائح بعين الاعتبار لحياة جامعية أسهل، مع تمنياتي ببداية قوية، وعام دراسي سعيد.