توفي مساء اليوم الإثنين، الأكاديمي والمفكر الفلسطيني عبد الستار قاسم متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد في محافظة نابلس.
وعبدالستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، ومن أكثر الشخصيات الوطنية انتقاداً لاتفاق أوسلو، كما أنه من دعاة المقاومة العسكرية المسلحة، وكان ودوداً مع الصحفيين ودائم الظهور على القنوات الإعلامية.
وقد كان الدكتور عبدالستار قاسم ضيفاً دائماً لوكالة "شمس نيوز" الإخبارية التي يختزن ارشيفها الكثير من المقابلات مع الرجل الذي دافع عن فلسطين في كل المحافل وفي جميع الأوقات.
من هو عبدالستار قاسم:
عبد الستار توفيق قاسم الخضر لد في بلدة دير الغصون بمحافظة طولكرم، وهو أستاذ العلوم السياسية والدراسات الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، له رصيد سياسي ونضالي وطني ضد الاحتلال التوسعي الإسرائيلي من خلال كتاباته، وينقد ويطرح الأسئلة الكبرى، قد انتقد نهج أوسلو ومسلكيات أوسلو، ورفض نهج التسوية والمفاوضات السياسية بين السلطة و"إسرائيل"، ووقف ضد الفساد في أروقة السلطة الفلسطينية ودوائرها المتعددة.
ونتيجة مواقفه تعرض للكثير من المساءلات والتحقيقات والملاحقات السياسية من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي أودعته السجن أكثر من مرة. و يعتبر تنسيق السلطة أمنيًّا مع الاحتلال "خيانة عظمى".
حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة ولاية كنساس الأمريكية، ثم درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة ميزوري الأمريكية، ثم الدكتوراه في الفلسفة السياسية من جامعة ميزوري أيضاً عام 1977. ورتبته الأكاديمية بروفيسور في جامعة النجاح.
الوظائف التي شغرها:
أستاذ في جامعة النجاح الوطنية، وأستاذ مساعد في الجامعة الأردنية عام 1978، وأنهيت خدماته بعد سنة ونصف (عام 1979) لأسباب سياسية على إثر اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان، و سابقاً أستاذ في جامعة بيرزيت، وجامعة القدس.
جوائز:
حاز على جائزة عبد الحميد شومان في مجال العلوم السياسية.
اعتقل ولوحق أكثر من مرة :
- حيث اعتقله جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بعد أن دهم منزله مساء الاثنين 20/4/2009 ، مواجهاً قضية تشهير لتصريحات أدلى بها عبر محطات تلفزة فضائية منها قناة الأقصى الفضائية وتم توجيه تهمة له بهذا الشأن.
- واعتقل قبل ذلك من قبل أجهزة السلطة في الضفة الغربية بمدينة نابلس لعدة أيام وأطلق سراحه بعد ذلك.
- واعتقل بعدها في أغسطس, 2011، وأصدرت النيابة العامة في مدينة نابلس قرارا باحتجازه ليومين (48 ساعة) بناء على شكوى تقدم بها رئيس جامعة النجاح الوطنية رامي الحمد الله، وذلك على خلفية كتابته مقال حمل عنوان "بين إدارة النجاح والقضاء الفلسطيني" بتاريخ 22/08/2011.
- ثم حاولت السلطة محاكمته ومَثل أمام محكمة فلسطينية بتهمة القدح والذم بحق أحد أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمدينة نابلس.
- وكانت هناك ردود فعل لاعتقالاته: حيث استنكرت حركة الأحرار الفلسطينية اعتقال عبد الستار قاسم وطالبت أجهزة أمن السلطة في رام الله بإطلاق سراحه فوراً والكف عن سياسة الاستدعاءات والاعتقالات للرموز الوطنية. اما المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فقد استهجن ملاحقة الأجهزة الأمنية له ويشكك بأن خلفية الاعتقال سياسية. وطالبت رابطة ادباء الشام بحريته
اعتقال 2016
وكان الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة نابلس، قد اعتقله، يوم الثلاثاء 2-2-2016،، من منزله في حي "نابلس الجديدة"، بالمدينة. حركة "فتح"، قد اتهمت قاسم بدعوته لتنفيذ حكم الإعدام بحق رئيس السلطة، محمود عباس، ورؤساء الأجهزة الأمنية، خلال مقابلة أجريت معه عبر "فضائية القدس"، والتي تبث من بيروت. واعتبرت "فتح" تصريحات قاسم بأنها "دعوة لتدمير قاعدة وركائز السلطة الوطنية، ومقومات الدولة الفلسطينية". وقال المتحدث باسم الحركة، أسامة القواسمي، "إن تصريحات عبد الستار قاسم تمثل دعوة للفتنة". وكان أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عبد الستار قاسم، قد نفى أنه حرّض على قتل الرئيس عباس وقيادات الأجهزة الأمنية. وأفاد قاسم في بيان صحفي له، بأنه "لم يدعُ إلى قتل أحد، وأن من ردد هذه العبارات التلفزيون الفلسطيني الرسمي"، مؤكدًا أن ما جاء في البرنامج هو "كذب ولا أساس له"، بحسب قوله.
في سجن الاحتلال الصهيوني:
تم الإفراج عنه يوم الاثنين 21/7/2014 بعد اعتقال لمدة اسبوع، أثناء معركة العصف المأكول.
تهديد بالقتل
تحدث قاسم إلى بعض وسائل الإعلام عن قيام أشخاص وصفهم بالمجهولين بتهديده عبر الاتصال به.
حرق سيارته:
وتعرضت سيارته الخاصة للحرق من قبل أشخاص مجهولين بينما كانت في منزله في منطقة الجبل الجنوبي بمدينة نابلس، ولم تعرف أسباب ذلك أو من يقف خلفها.
مهاجمته:
مهاجمة أحد الشبان له في شهر 8/2014 قبل وسط مدينة نابلس أثناء توجهه لإجراء مقابلة تلفزيونية، كما سبق أن تعرض قاسم -الذي يُعرف بمعارضته السلطة الفلسطينية واتفاق أوسلو- لثمانية اعتداءات بين الضرب وإطلاق الرصاص المباشر عليه وحرق مركبته، إضافة لعشرات رسائل التهديد.
محاولة اغتياله واطلاق النار عليه:
هاجم مسلحون مجهولون صباح يوم الثلاثاء 8/10/1435 هـ - الموافق 5/8/2014 م أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح بنابلس الدكتور عبد الستار قاسم، وأطلقوا عليه النار بهدف "اغتياله وتصفيته" إلا أن محاولتهم باءت بالفشل بعد فراره من بين أيديهم.
ووقعت محاولة "الاغتيال" كما وصفها الدكتور قاسم على بعد مائتي متر من منزله في منطقة نابلس الجديدة شمال الضفة الغربية، حيث هاجمه ثلاثة شبان ملثمين -كانوا يستقلون سيارة تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية- بينما تهيأ للوقوف لتصعد زوجته بالمركبة.
وقال إن أحد الشبان كان يحمل مسدسا بيده وفتح باب المركبة من جهة السائق وأطلق رصاصتين صوب رأسه من مسافة متر واحد، إلا أنه ونتيجة خلل أصاب المسدس سقط الرصاص على الأرض، مما مكنه من الفرار في تلك اللحظة. وتقول أمل الأحمد -زوجة الدكتور قاسم- إن صراخها ومناداتها الجيران جعل المسلحين يفرون بسرعة من المكان، بينما هرعت قوى الأمن الفلسطيني للمكان، حيث رفض الدكتور قاسم تقديم شكوى، وطالب بتوفير حماية له.
من أقواله:
واصفاً السلطة الفلسطينية في الضفة:
لقد استطاعوا حتى الآن اعتقال العديد من المقاومين، والوصول إلى كثير من الأسلحة ومصادرتها، والآن يبثون عيونا كثيرة لجمع معلومات عن كل من يفكر بمواجهة إسرائيل، لقد وصل بنا الحد إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية بقيادة ضابط "إسرائيلي" اعتقلت المسؤول الجهادي لحركة "حماس" في الخليل. هذه خيانة عظمى وجريمة بحق الشعب الفلسطين.