قائمة الموقع

كيف تعبث اسرائيل بأولويات إدارة بايدن والعرب ..؟

2021-02-02T17:45:00+02:00
د. هاني العقاد

بقلم/ د. هاني العقاد

تغيرت الادارة الامريكية وذهب ترمب الذي ملء الإسرائيليين عقلة بمزاعم التهديد الايراني للمنطقة وخطورة وجود هذه الدولة في الشرق الاوسط، ذهب وترك كل شيء دون نهاية او اكتمال، الملف النووي الايراني وتوجيه ضربة للمفاعل النووي، الملف الفلسطيني الاسرائيلي صفقة القرن التي اخذت منها اسرائيل ما تريد ورمتها في وجهه مره اخري، ملف التطبيع وعلاقات اسرائيل الجديدة مع العرب وخاصة تكوين الحلف الاستراتيجي الجديد في الشرق الاوسط والذي تتربع على قمته اسرائيل، الملف الصيني، وملف كوريا الشمالية. لعل عدم قدرة ترمب اكمال تلك الملفات جاءت بسبب ضعف رجال السياسة الخارجية في ادارته وبسبب انصاته للإسرائيليين وايلاء الملف الاسرائيلي والتطبيع والصفقة التي اراد من خلالها ان يحدد سياسة امريكا في الشرق الاوسط لمائة عام قادمة جل اهتمامه السياسي. جاء بايدن وفي طريقه لتغير كل الية التعامل التي كانت لسلفة ترمب مع كل تلك الملفات وهذا ما استشعرت به اسرائيل منذ اللحظة الأولى، لذلك اوفدت رجلها الاول رجل الاستخبارات الداهية (إيلي كوهين) لمدة اسبوع الي واشنطن بالتزامن مع تنصيب بايدن ليرسم ويمد خيوط التواصل مع رجال بايدن الجدد لعله يستطع ان يدس سمه اللعين في تلك الملفات وخاصة الملف الايراني والذي رات اسرائيل ان بايدن قد يعود الي الاتفاق النووي الايراني 5 زائد واحد من جديد حتي ولو بشروط جديدة لان العودة إلى هذا الاتفاق تعني افشال كل مخطط اسرائيل بمنطقة الخليج .

(ايلي كوهين) التقي مع مستشار الامن القومي الامريكي في ادارة بايدن (جيك سالفيان ) الذي تربطه به علاقات صداقة قوية وبحثا هذا الملف ونوايا الادارة الجديدة للعودة للاتفاق وتخفيف العقوبات التي فرضتها ادارة ترمب علي ايران حتي تكبح جماحها من امتلاك السلاح النووي الذي تعتبره اسرائيل اكبر تهديد لوجودها بالمنطقة . بالامس خرج سوليفان وقال انه من الاولويات القصوى والمبكرة لإدارة بايدن هي التعامل مع الملف النووي الايراني وخاصة انها تقترب الان من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصناعة القنبلة النووية، واعتبر ان الازمة النووية الايرانية ازمة متصاعدة وان البرنامج النووي الايراني تقدم كثيرا خلال الفترة الماضية، واشار الى ان رعاية إيران للارهاب في المنطقة لم تتراجع بل تسارعت وتيرتها في بعض المناطق وكشف انه يفضل العودة الي الدبلوماسية التي تمكن واشنطن وحلفائها من تجميد البرنامج النووي الايراني. اما (انتوني بلنكين) وزير الخارجية في ادارة بايدن أكد ان الولايات المتحدة لن تعود الي الاتفاق النووي الايراني الا إذا عادت إيران الي الوفاء بالتزاماتها التي تراجعت عنها. وهنا يبدوا ان اسرائيل لا تحبذ باي شكل من الاشكال ان تعود واشنطن الي الاتفاق النووي باي شكل من الاشكال حتى لو التزمت إيران بالاتفاق النووي الايراني.

اسرائيل تريد ان توحي للعرب من ناحية اخري ان أكبر مهدد للاستقرار في الشرق الاوسط هي إيران وهي العدو الوحيد في معادلة التوترات بالمنطقة لدول الخليج العربي واطماعها لا تتوقف في السيطرة على الممرات المائية بل تتعدي ذلك لتصل الي احتلال اجزاء من الاراضي الخليجية وتأسيس منظمات محلية تسعي لأحداث توتر داخلي في تلك البلدان كمقدمة لتغير انظمة الحكم. كما تعبث اسرائيل بشؤن السياسة الامريكية الخارجية عبر رجال متخصصين في قلب الاتجاهات وتحويل الاهتمامات وتغير الاولويات فإنها اليوم تعبث بالخليج العربي عبر (اتفاقات ابراهم) التي في ظاهرها انها اتفاقات تطبيع اقتصادي وعلمي وصحي وتكنولوجي الا انني اعتقد انها اتفاقات تتعدي هذه النواحي لاتفاقات استخباراتية ومعلوماتية مهمة جدا جميعها تنصب حول إيران والمنظمات التي تعمل معها بالوكالة في منطقة الشرق الاوسط. لا اعتقد ان اسرائيل ينقصها معلومات كثيرة لتحصل عليها من العرب لكنها تريد بالمقابل ان تعطي العرب معلومات تؤكدها هي بطريقتها ان إيران تريد تصفية تلك الدول وبالتالي تدفع بالعرب الي تحصين أنفسهم باتفاقات استراتيجية مع اسرائيل وامريكا ودفع مليارات الاموال لشراء السلاح لحماية اراضيها. الموضوع ابعد من ذلك فان اسرائيل قد تدفع ببعض عملائها لتقريب موضوع الصدام بين الدول العربية وإيران وهذا من شانه ان يورط العرب في صدام تكون اسرائيل هي المحرك الاساسي لهذا الصدام.

اسرائيل توظف الازمة مع ايران بدهاء بالغ التعقيد من خلال الاستمرار في التحريض علي ايران وتصويرها كعدو يتربص بإسرائيل ليل نهار كل ذلك لأجل اهداف استراتيجية وهو ان يبقي الملف النووي الايراني علي سلم اولويات اهتمام ادارة بايدن بمعني ان يتراجع الملف الفلسطيني الاسرائيلي للمرتبة الثالثة او الرابعة علي سلم اهتمامات ادارة بادين والهدف ,الاخر والمهم هو نجاح اسرائيل في اكمال ملف تكون حلف دفاعي عربي اسرائيلي امريكي بالشرق الاوسط ووجود هذا الحلف عمليا علي الارض يديم العداء لايران ويصورها بانها العدو المركزي للعرب وبالتالي فان طبيعة المرحلة تفرض علي العرب واسرائيل التجهز دفاعيا للعدو المشترك وهذا التجهيز يتطلب ان تكون علي الارض العربية قوات امريكية اسرائيلية عربية مشتركة تقيم في قواعد دفاعية تحتل اماكن حساسة بتلك الدول .

اخبار ذات صلة