يرى مدير مركز التحليل الاستراتيجي والسياسي في روسيا دينيس كوركودينوف أنَّ زيارة وفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام القائد زياد النخالة إلى جانبِ عدد من قادة الحركة للعاصمة الروسية "موسكو" أنها دليل على دور الحركة الفاعل على مستوى القضية الفلسطينية والمنطقة.
وأوضح دينيس كوركودينوف في تصريحٍ خاص لـ"شمس نيوز" أنَّ قيادة الجهاد الإسلامي حريصة على الانفتاح على جميع الأطراف؛ بما يخدم القضية الفلسطينية ويحفظ ثوابتها، مشيراً إلى أهمية الدور الروسي في الملف الفلسطيني، لاسيما أنَّ موسكو تؤدي دوراً متوازناً غير منحازٍ لأي جهة.
ولفت إلى أنَّ استجابة الجهاد الإسلامي لدعوة موسكو يأتي في إطار حرص الحركة على الانفتاح والاستماع لجميع الأطراف والأفكار، والبحث في الخيارات التي يمكن ان تخدم القضية الفلسطينية.
موسكو تؤدي دوراً متوازناً
وأشار إلى انَّ موسكو تتطلع لأن تؤدي دوراً فاعلاً ومهماً في القضية الفلسطينية، لاسيما بعدما تراجع الدور الأمريكي على مستوى القضية الفلسطينية، مبيناً أن موسكو تؤدي دوراً متوازناً بين الأطراف الفلسطينية الداخلية، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأشار دينيس إلى انَّ القضية الفلسطينية تواجه في الوقت الراهن أزمات جيوسياسية عديدة وكبيرة، لاسيما في ظل النشاط العسكري والسياسي الإسرائيلي في المنطقة، إلى جانب ارتفاع وتيرة التطبيع بين الأنظمة العربية و"اسرائيل"، لاسيما أن الأخيرة ترى أن الفلسطينيين هم العقبة الأسياسية والرئيسية أمام إضفاء طابع شرعي على وجود "إسرائيل" في المنطقة.
ولا يستبعد كوردينوف اندلاع جولة جديدة من الصراع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، متوقعاً في الوقت ذاته أن يلقى التصعيد المحتمل ضوءاً أخضراً من قبل الإدارة الأمريكية.
وقال الإعلامي والمختص في الشأن الفلسطيني، إبراهيم المدهون "إنَّ لموسكو دور مهم في رعاية وتحريك الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، نظراً للثقة التي يتمتع به الدور الروسي من قبل الفصائل الفلسطينية".
وأوضح أن الدور الروسي في الملف الفلسطيني أصبح أكثر حيوية، لا سيما نتيجة الفراغ الذي ولده انحياز واشنطن التام إلى تل-أبيب.
الجهاد الإسلامي وثوابتها
في السياق، قالت حركة لجهاد الإسلامي، إن وفدها بقيادة الأمين العام القائد زياد النخالة، عقد اجتماعاً موسعاً مع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ظهر اليوم الثلاثاء.
وأضافت الجهاد في بيان، إن وفدها وضع السيد بوغدانوف في صورة التطورات السياسية على صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني والانتخابات المرتقبة، مشيرةً إلى أن الوفد قدم شرحا وافيا لموقف الحركة من هذه الملفات، مؤكدا عمل الحركة الدائم على تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني والحفاظ على ثوابته الوطنية وحرص الحركة على تحصيل الدعم الإقليمي والدولي لحقوق شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال.
ولفتت الجهاد إلى الوفد أوضح أن المشكلة الأساس هي في الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وأن السبيل الوحيد للاستقرار والأمن الإقليمي هو استعاده شعبنا لحقوقه الشرعية، مع تأكيد حقه في مقاومة الاحتلال، مؤكداً انفتاحه على الحوار الفلسطيني الداخلي المزمع عقده في القاهرة، للوصول لرؤية فلسطينية موحدة حول صراعنا مع المحتل.
ومن جانبه، أكد بوغدانوف على أهمية الدور الذي تقوم به الحركة في الساحة الفلسطينية وأهمية زيارة وفدها لموسكو في هذا الوقت الحساس، مشدداً على دعم بلاده المستمر لحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وإنهاء الانقسام، مستعرضاً الخطوات التي تقوم بها موسكو مع جميع الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية لتحقيق وحدة القوى الفلسطينية، فضلاً عن دعم روسيا لحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.
