قائمة الموقع

عذرا .. لا لترحيل الملفات

2021-02-08T14:28:00+02:00
خالد صادق

كتب : خالد صادق

غادرت الوفود الفلسطينية الى القاهرة لبدء جولة حوار حول الانتخابات الفلسطينية والوصول الى افضل السبل لإجرائها والتوافق فيما بينها على الكثير من الملفات المطروحة , وحتى لا نخدع انفسنا فإننا نعترف ان هناك الكثير من الملفات الشائكة والتي تمثل الغاما قد تفجر الحوار وتدفع باتجاه الفشل, خاصة ان المسافة شاسعة بين ما تطرحه السلطة الفلسطينية وما تطرحة الفصائل, فالسلطة مرجعيتها اتفاقية السلام "اوسلو" بينما بقية الفصائل ترغب في التوافق على برنامج وطني يجمع بينها ويؤسس لعلاقة فيما بينها ويرسم اولويات العمل الوطني وسبل مواجهة الاحتلال تحت شعار الحق في المقاومة بكل اشكالها, وما بين ما تطرحه السلطة وتؤمن به, او ما تطرحه غالبية الفصائل الفلسطينية وتؤمن به مسافات واسعة تخلق فجوات عديدة, كما ان اولويات السلطة البدء بالانتخابات التشريعية, بينما اولويات الفصائل البدء بانتخابات المجلس الوطني وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني, والعودة الى ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية للعمل به, واشراك حماس والجهاد الاسلامي في المنظمة, والتوافق على موضوع الانتخابات والتمثيل النسبي للفصائل, والتخلص من اتفاقية اوسلو تماما, لان التخلص منها وهو الاساس الذي يمكن البناء علية لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني, والتحلل من كل القيود التي فرضت في هذه الاتفاقية على الفلسطينيين, والتي عانى منها شعبنا على مدار سنوات طوال.

 

 وبما اننا نعترف ان هذه كلها ملفات ساخنة وكفيلة بنسف الحوار تماما, فان الوسيلة التي سيلجأ اليها وفد السلطة الفلسطينية هو ترحيل هذه الملفات الشائكة وعدم التوقف عندها, وتأجيل النظر فيها لما بعد الانتخابات التشريعية, واعتقد ان شعبنا جرب سياسة الترحيل والتي ادت الى فشل الاتفاقات الفلسطينية مرارا وتكرارا, لذلك فان مبدأ ترحيل الملفات مرفوض تماما حتى نؤسس لقاعدة متينة يمكن الاستناد عليها في تحديد مسارات العمل الوطني ولا نعود الى نقطة الصفر مجددا, فكل الامور يجب ان تطرح على طاولة الحوار ويتم التوافق حولها, فالانتخابات في حد ذاتها ليست غاية بالنسبة لشعبنا, انما المأمول من هذه الانتخابات انهاء الانقسام والشروع بخطوات حقيقية نحو المصالحة, والتوافق الداخلي على النهج والمسلك للتصدي للاحتلال الصهيوني ووقف تغوله على شعبنا ومصادرته لأرضنا وانتهاكه لحرمة مقدساتنا والالتفاف على حقوقنا المشروعة, خاصة بعد ان كسب العدو جولة من جولات التطبيع مع بعض الدول العربية, واعتبر ان هذه الخطوة تمثل بداية لاعتراف العرب بحق "اسرائيل" في ارض فلسطين, وضرورة التعايش في المنطقة معها, وفك عزلتها, وهذا الموقف العربي يجب ان ينعكس على الفلسطينيين ويتعاملوا مع "اسرائيل" بواقعة, وان يقبلوا باي شيء تمنحه "اسرائيل" للفلسطينيين مهما كان بخسا, بعد ان كسبوا جل الزعامات العربية لصالحهم.

 

 اليوم ونحن نقف امام الحقيقة ونتحاور في القاهرة كسلطة وفصائل, علينا ان نعي جيدا واجبنا الوطني والاخلاقي تجاه شعبنا, والا نغفل ان هناك جهات كثيرة ترغب في تفجير الخلافات بين الفلسطينيين وافشال الحوار لضمان استمرار انقسام الموقف السياسي الفلسطيني, واول هذه الجهات هى "اسرائيل" التي تفرض الوصاية على المصالحة الفلسطينية وتهدد وتتوعد بانها لن تسمح بإجراء الانتخابات في القدس والضفة, وانها لن تسمح "لإرهابيين" بإدارة السلطة كما ان القضية الفلسطينية ليست أولوية عند أميركا كما ذكر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور محمد الهندي، وهناك أولويات داخلية وخارجية أخرى أكثر سخونة من الوضع في فلسطين المجمد حالياً، معتبراً أن "إسرائيل تحكمها مصالحها فقط، والاعتماد على أن بايدن سيأتي بجديد هو وهم، فهو قد يعيد بعض المساعدات والأمور الشكلية" ولا يمكن اغفال ان هناك جهات خارجية عربية واسلامية ودولية تحاول ان توجه السياسات الفلسطينية وفق رؤيتها الخاصة وهنا يجب ان نؤكد على استقلالية القرار الفلسطيني وعدم التبعية لأي جهة خارجية, وعلينا ان ندرك ان ضمان نجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة مرتبط بمعالجة كل القضايا العالقة بعد مناقشتها بعمق وواقعية, ومرتبط بالرغبة الفلسطينية خاصة لدى السلطة الفلسطينية التي يجب ان تغير من سياستها, ومرتبط باستقلالية القرار الفلسطيني وعدم السماح لأي طرف كان فرض وصاية عليها, ومرتبط بعدم ترحيل القضايا العالقة لأنها قد تفجر الخلافات مجددا وفي أي لحظة, ان فعلنا ذلك فبالتأكيد سنضمن نجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة  .

 
اخبار ذات صلة