عدسة/ حسن الجدي
يقضي الشاب محمد الخالدي، جل يومه في معمله المخصص لصناعة الأطراف الصناعية والجبائر، وهو المعمل الأول من نوعه في جنوب قطاع غزة.
وما يميز هذا المعمل عن غيره من معامل والمعامل المختصة في مجال الأطراف الصناعية أنه أقيم بمجهود ذاتي، ويعتمد على موادٍ خامٍ محلية، إلى جانب أنَّ أسعاره مناسبة للأوضاع الاقتصادية التي يعيشها ذوي الأطراف المبتورة، كغيرهم من أبناء قطاع غزة.
يقول الخالدي لمراسل "شمس نيوز": "بدأت تتكون فكرة هذا المعمل منذ عام 2015، في ظل ازدياد الإصابات التي تحتاج لأطراف صناعية، وذلك بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع، وما خلفته من أعداد كبيرة من الإصابات".
ويعتمد الخالدي على المواد الخام المحلية لانخفاض تكلفتها مقارنة بالتكلفة العالية لمثيلاتها المستوردة، مع إشارته إلى انَّ المواد الخام المحلية تنافس المصنعة عالميًا من ناحيتي الجودة والأداء.
وأوضح الخالدي أن معامل المشابهة تكون باهظة الثمن وتتطلب تكاليف عالية، إذ تصل قيمة تأسيس معملٍ لصناعة الأطراف، حوالي 50 ألف دولار، إلا معمله لم تبلغ قيمة انشائه الـ 15 ألف دولار.
وذكر انه حاول في بادئ الأمر البحث عن تمويل لتطوير معمله من خلال العديد من الهيئات المختصة بالدعم والتمويل؛ غير أن ظروف الحصار المطبق أعاقت تنفيذ الوعود التي تلقاها من الجهات المانحة.
ويطمح الخالدي بتطوير معمله وتوسيع الأدوات والمعدات الموجودة فيه، من خلال الحصول على فرصة للسفر، والتعاقد مع الشركات المختصة في مجال صناعة الأطراف الصناعية، لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال.
ولفت الخالدي إلى ان المعمل لا يقتصر عمله على الأطراف الصناعية، والجبائر وإنما ينفرد بالتجميل كتركيب "عين صناعية، شفة، أصابع تجميلية"، بالإضافة إلى الالكترونيات، متابعًا "لدينا اعتماد من شركات خارجية في مجال العمل على تركيب الأجهزة الالكترونية للمرضى، لكن العائق هو العائق المادي".
وطالب الجهات الحكومية بضرورة إنشاء قسم خاص بالأطراف الصناعية والذي يطلق عليه عالميًا قسم "الجبائر" في المستشفيات إلى جانب أقسام جراحة العظام والعلاج الطبيعي، أسوة بالمستشفيات العالمية، وتمثيل للمختصين في هذا المجال بالوظائف الحكومية، مشيرًا إلى أن آخر اعتماد حكومي لمختصين في مجال الجبائر كان عام 1994، رغم الاحتياج لهذا التخصص.
وأشار إلى أن عملهم في المستشفيات الحكومية يمتد ليشمل "أجهزة الولادة، وأجهزة التقَوس، والعمود الفقري، وفقرات الجمجمة، وتصميم أجهزة تقويم صفائح الدماغ عند الأطفال".
أما عن العيادات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فقال "عيادات الوكالة موجود فيها أقسام العلاج الطبيعي وبعض المعدات التي يعمل بها أخصائي الأطراف الصناعية والجبائر، ولكن دون وجود لطواقم مختصة تعمل في مجال الجبائر"، موضحًا أنها في غالب الأحيان تستعين بمختصين من خارج كوادرها.