قائمة الموقع

المُفكِّر الثائر والثائر المُفكِّر

2021-02-12T19:03:00+02:00
د محمد مشتهى.jpg

بقلم/ د. محمد مشتهى

في التنظيمات عامة، هناك نوعان من التعبئة إحداها فكرية وأخرى ثورية، وكلاهما مهم لأعضاء التنظيم، المطلوب أن يكون انسجام وتطابق في كلا التعبئتين، ومن الضروري اعلاء القِيَم الثورية لعضو التنظيم التي أعلاها التضحية والفداء والنزاهة والعطاء وغيرها من القيم الأخرى، ومن المهم السعي الجاد في التنظيمات لإيجاد طبقة من المفكّرين الثائرين المقاتلين المشتبكين، فلا يوجد مقاتل يقاتل بدون فكرة يحملها ويدافع عنها وإلا فإنه يقاتل على ضلال.

التعبئة الفكرية هي تعبئة ثورية بحد ذاتها، وهي ليست خطابة أو لقاءات اعلامية فقط، ولا التعبئة الثورية هي حمل السلاح وإطلاق الرصاص فقط، فكما قيل: إن البندقية الغير مسيّسة هي بندقية قاطعة طريق، بمعنى أنه لابد لهذه البندقية أن تحمل فكراً وقِيَماً والا ستكون بندقية ضالّة أو مأجورة، فالثوري دوماً يحمل فكرة وتواضع وإيثار وشفافية، ولكي تكون ثوريا نقياً طاهراً يجب أن تحمل فكرة نقية طاهرة.

ومن سمات ومؤشرات التعبئة الفكرية والثورية الأصيلة أنها تعطي عضو التنظيم القدرة على حوار إخوانه في النضال من تنظيمه ومن التنظيمات الأخرى على حد سواء لجذبهم واحتواءهم دون الصّدام معهم أو اقصائهم.

والأصل ألاَّ يوجد فصل بين التعبئة الفكرية والتعبئة الثورية وألا تطغى احداهما على الأخرى والمطلوب هو الانسجام والتكامل فيما بينهما فلا غنى لواحدة عن الأخرى، فلا يوجد مناضل وثوري بلا فكرة ولا يوجد مفكر غير ثائر.

المفكر يحمل أفكار ثورية ويعرف كيف يقاتل، وليس فقط السمع والطاعة ولديه من القيم المحترمة التي يحملها ويقاتل من أجلها، فهو ثورياً سواء كان في جبهة القتال أو في المكتب أو في الجامعة أو في المستشفى أو حتى في البنك، لذلك نسمع دوما بأن فلان يحمل فكراً ثوريا نضالياً.

هناك مفهوم بأن العسكري هو الثوري وأن المفكر ليس ثائراً وهذا ليس صحيحا، وهنا نقول بأننا دوما بحاجة الى زيادة سواد النماذج التي يكون فيها المفكر ثائراً والثائر مفكراً.

اخبار ذات صلة