بقلم/ د. محمد مشتهى
ما الفائدة من تعبئة أعضائك في السر ضد تنظيم آخر ينافسك في الميدان ثم تمدحه وتبتسم له في المقابلات وتشبعه شعارات براقة في الطّلات الاعلامية؟!، ثم عند أي محك بسيط تنقلب على كل ما تقوله، ثم ما فائدة تعبئة أبناء التنظيم ضد دولة "ما" في السر وأنت تشكرها وتثني عليها في العلن؟!
لماذا يتم التعامل مع قضية التعميمات الداخلية داخل التنظيم والتي تحتوي على مواقف سياسية من تنظيمات أخرى.... بسرية تامّة؟!
أليست هي مواقف سياسية من الضروري أن يتم الاعلان عنها؟ خصوصا وأن التعامل مع تلك التنظيمات يكون يوميا على الأرض.
لا يجوز لأي تنظيم أن يغلب عليه العمل السياسي الباطني، فالفكر السياسي هو ليس فكراً حالماً أو رغبوياً وإنما فكر واقعي وواضح يتعامل مع الموجود، وأيضا هو فكر ليس مقدساً، ومجرد الظن أنه مقدس فهذا خطأ ينافي أبجديات العمل التنظيمي، لذلك دوما يُعاد النظر في الفكر السياسي ويتم تطويره، فتنظيمك ليس وحده يعمل ضد الاحتلال بل هناك تنظيمات أخرى تعمل، والمجتمع يحتوي على تنوع بشري وثقافي مستمر والتنظيم مطلوب ومضطر أن يتعامل مع كل شرائح المجتمع.
من الضروري ألاّ يكون هناك لغتان لعضو التنظيم، لغة يتحدث بها إلى إخوانه داخل التنظيم ولغة يتحدث بها لإخوانه خارج التنظيم، هذه الحالة من اللغتين هي وصفة سحرية لاهتزاز القناعات، كما تعني بأن عضو التنظيم غير مقتنع بما يقوله لا بالداخل ولا بالخارج وبذلك تُفقده الجرأة للجهر بما يقول.