غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في اليوم التالي للانتخابات الفلسطينية المطلوب سلاح المقاومة!

2021-02-14_12-47-05_495973.jpg

قلم: عادل ابو هاشم

بعد توقيع اتفاق اوسلو المشؤوم في 13 / 9 / 1993م ذهب الرئيس الشهيد ياسر عرفات الى الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ليطلعه على بنود الاتفاق ، حينها قال له الاسد كلمته المشهورة :

( ان كل بند في هذا الاتفاق تحتاج الى اتفاق .. !! ) .

تذكرت قول الرئيس السوري بعد صدور وثيقة الحوار الوطني للفصائل الفلسطينية في القاهرة في 9 / 2 / 2021م ، حيث يجد المراقب بعد التدقيق في بنود البيان الختامي وما بين سطوره انها تصب في النهاية لمصلحة فريق كان هدفه ولا يزال انهاء الكفاح المسلح ضد العدو الاسرائيلي .. !!

فهو نفس الفريق الذي حل كتائب شهداء الاقصى في عام 2007م بمرسوم رئاسي من رئيس السلطة محمود عباس ، وتوقيع اتفاق العفو مع دولة الاحتلال ، حيث عفت اسرائيل عن 180 مقاتل من كتائب شهداء الاقصى مقابل تسليم سلاحهم والحصول على وظائف في الاجهزة الامنية الفلسطينية .. !!

وهو ما نجده في بنود هذه الوثيقة حيث المطلوب هو رأس المقاومة المتمثل في سلاحها ، وهو ما ادركته الجماهير الفلسطينية في كل مكان ، حيث لم تقم الافراح والليالي الملاح كما في كل مرة كان يجري فيها الاتفاق بين حماس وفتح على مدار اكثر من 15 عاما عبر لقاءات منفردة وجماعية ، الى حوارات علنية وسرية ووساطات متنوعة ، حيث تنطلق الاحتفالات وتوزيع الحلوى في الشوارع فرحا بما تحقق ، وبعد فترة قصيرة تنكشف الحقيقة المرة على اصرار السلطة على سياسة التمكين ، وهو يتمثل في السيطرة على كل شيء في قطاع غزة من المال حتى السلاح .. !!

في وثيقة الاتفاق تم ترحيل القضايا الكبرى كقضية الانقسام وضرورة انهاءه قبل اجراء الانتخابات  ، وملف منظمة التحرير ، وعدم اتخاذ موقف موحد حول التحلل من ” اتفاق اوسلو ” ، وعدم الاتفاق على برنامج سياسي وطني ، والفصل بين المجلسين الوطني والتشريعي ، وتحديد الدور الوظيفي للسلطة والمجلس التشريعي ، وموظفي غزة الى مرحلة قادمة ، وذلك يذكرنا باتفاق القاهرة ” اتفاق غزة – أريحاة اولا ” في مايو 1994م والذي تم فيه ترحيل قضايا المرحلة النهائية كالقدس وحق العودة والمستوطنات واللاجئيين والمياه والسيادة الى المفاوضات النهائية في عام 1999م .. !!

وحتى اليوم لم تبدا هذه المفاوضات بناءَ على تصريح اسحاق رابين بانه ليس هناك مواعيد مقدسة .. !!

لا نريد أن ننكأ الجراح ، ولكن علينا قبل ان تغمرنا الفرحة بوثيقة الحوار الوطني  ان نعود بالذاكرة قليلا إلى الوراء لمعرفة حقيقة  هذه السلطة الي تتلاعب بقوت الايتام والارامل من خلال قطع مخصصات اسر الشهداء والجرحى والاسرى والمحررين من سكان قطاع غزة ، الذين كافئتهم السلطة على نضالهم ومقاومتهم للاحتلال ، ومضي سنوات عمرهم في المعتقلات بقطع رواتبهم وتجويع عائلاتهم تنفيذا لطلب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من محمود عباس في مطلع 2017م قطع مخصصات اهالي الشهداء والاسرى لدفع عملية السلاح ووقف التحريض على قتل الاسرائيليين .. !!

فنحن امام رئيس سلطة يعرف بكراهيتة الشديدة لقطاع غزة بصفة عامة و لحركة حماس بصفة خاصة ، فهو الذي شن على مدار خمسة عشر عاما حربا شعواء ضد قطاع غزة تحت شعار ” التجويع بهدف التركيع ” ، ولم يستثني وسيلة من وسائل الانقلاب على فوز حماس في الانتخابات عام 2006م الا استعملها ،  حيث وصف تارة الحركة بالقرامطة الجدد ، وتارة اخرى بالقاعدة وداعش  ، وبانهم جواسيس وخونة ، ومتآمرين على المشروع الوطني من خلال تمرير صفقة القرن ، ولن يرفع العقوبات حتى تكون غزة كالخاتم في اصبعه .. !!

ولم يسلم قطاع غزة وفصائل المقاومة من حالة العداء والحقد التي يحملها  ” بطارقة المقاطعة ” من الناعقين باسم محمود عباس من كذابين الزفة ، ومنظري ” اتفاق اوسلو “الذين ادخلونا في متاهات وزواريب ” اوسلو ” الذي جلب الخراب والدمار على شعبنا ، وكل هدفهم هو الاساءة لكل فعل مقاوم للعدو الاسرائيلي ، حتى اصبحت الخيانة في فكرهم عقيدة ثابتة ، وايدليولجيا يفاخرون بها ليلا ونهارا على مرآى ومسمع من الجميع  .. !!

فهذا مستشار عباس الديني محمود الهباش يدعو الى احراق غزة بمن فيها ومن عليها  ، و يطالب من دولة العدو بضرب غزة وسحق حركة حماس بشتى السبل ، حيث ان : ( القضاء على حماس واجب ديني ووطني واخلاقي .. !! ).

وهذا عزام الاحمد يطالب بقطع الهواء عن قطاع غزة ، واعلانه اقليما متمردا حيث ” ان حماس اخطر من الاحتلال” .. !!

حتى رئيس الوزراء محمد اشتيه طالب الحكومة المصرية بعدم التنفيس على قطاع غزة ، حيث المطلوب خنق القطاع .. !!

ويطرح السؤال التالي نفسه: هل يمكن اعتبار وثيقة الحوار والوطني بداية لانهاء الانقسام ، ام تكون مقدمة للقضاء على اخر ما تبقى من امل للفلسطينيين في مقاومة الاحتلال وذلك باستدراج حركة حماس الى معارك جانبية تنقلها من صياغة الفعل الى رد الفعل ، ومن التخطيط الى التخبط لتبعدها عن هدفها وغايتها التي انطلقت من اجلها ، والدخول في  حرب اهلية فلسطينية لا تبقي ولا تذر ، بحيث تكون احداث 2006 – 2007م عبارة عن بروفة صغيرة لما سيحدث بعد الانتخابات .. ؟!!

ملاحظة:

بعد ايام قليلة من الاحداث المؤلمة التي شهدها قطاع غزة عامي 2006 – 2007م  ، والتي ادت الى الانقسام ، خرج علينا الدكتور محمود الزهار في مقابلة تلفزيونية بالقول :

(انه لو انتصر التيار الاخر ” ويقصد حركة فتح ” لوجدنا لحم نسائنا وشيوخنا ورجالنا واطفالنا معلق على اعمدة الكهرباء في شوارع قطاع غزة .. !! )

تنويه:  اذا كان لحصار قطاع غزة من ايجابيات فان احداها ان سكان القطاع اعتادوا في حياتهم اليومية على المولدات الكهربائية منذ سنوات ، وبذلك اختفت اعمدة الكهرباء من الشوارع .. !!

 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".