قلم/ د. محمد مشتهى
البرنامج السياسي ليس برنامج ماسوني بل هو برنامج تمّت صياغته ليكون عقدا بين التنظيم والشعب، وإن وجود لغتين متناقضتين بالحديث عن البرنامج السياسي ممكن تصنيفه تحت بند "الخيانة السياسية" حيث إن عدم الوضوح والصراحة في طرح المواقف السياسية أمام الناس من خارج التنظيم هو نكوص عن العهد والعقد المبرم بين ذلك التنظيم والشعب.
فالهدف من صياغة البرامج السياسية للتنظيمات هو إعلان مواقف محددة من عديد القضايا، فلا يجوز أن تكفِّر أحداُ بالسر وتدخله الجنة بالعلن أو العكس، وليس عيباً أن يكون قبل سنوات لك مواقف سياسية ثم تغيرت تلك المواقف؛ هذا ليس نقصاً، فالنهج السياسي لا يبقى على حاله.
هناك أمور ثابتة لا تتغير وهي متعلقة بثوابت العقيدة والدّين أما في السّياسة فكل شيء متغير، وبما أنك لا تخطط للانقلاب! فلا داعي لاستخدام لغتين عند الحديث عن برنامجك السياسي حتى لا تخلق بين أبناء التنظيم الواحد عقولا مشوهة ومرتبكة، وفي نهاية المطاف (حتى إنّ اخوانك داخل التنظيم) لن يقتنعوا بك وسيكتشفون بسهولة الفارق بين ما تعلنه وبين ما تبطنه لهم ثم سيقولون عنك بباطنهم إذا لم يستطيعوا مجاهرتك: إنّ الذي يقوله أمامنا لغة، وما يتحدّث به أمام العامة لغة أخرى!!!