شمس نيوز/ غزة
في عيد الحب الموافق 14 فبراير ، من العام 2021 ، تلقت معظم نساء غزة من الآنسات و المطلقات و الأرامل صدمة كبيرة إثر صدور قرار من المجلس الأعلى للقضاء الشرعي التابع لحكومة حماس بغزة ، ينص حرفيا على "منع الأنثى غير المتزوجة سواء كانت بكراً أو ثيباً من السفر إلا بموافقة ولي أمرها " ، الأمر الذي جعل عقارب الساعة في هذا اليوم تعود للوراء ، وتعود إلي عصر ولاية الرجل على المرأة و تحكمه بمصيرها ، إلي عصر استعباد النساء ، و كأنهن مخلوقات ضعيفة يتم سوقهن إلي الوجهة التي يراها الرجل مناسبة له، وذلك تحت ذريعة حماية و صون شرف المرأة ، و كأننا نعيش في صحراء قاحلة لا يوجد بها أي قانون أو وسائل لحماية النساء من أي اعتداء أو شر مستطير.
إن قرار المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بغزة القاضي يمنع النساء العازبات من السفر إلا بموافقة ولي الأمر ، لهو قرار غريب ومستهجن ، ففي الوقت الذي تراجعت به أكبر دولة إسلامية ووهابية في العالم العربي ، ألا وهي المملكة السعودية عن قانونها السابق الذي قضى بمنع سفر النساء السعوديات إلا بموافقة ولي الأمر ، و من ثم مع حملة الحداثة التي تقودها القيادة الشابة بالسعودية ، تم السماح للنساء السعوديات ، من هن فوق سن ل 21 عام ، بالسفر بدون موافقة ولي الأمر ، جاء قانون القضاء الشرعي الجديد ليفرض علينا كنساء و فتيات فلسطينيات ، شروط وقيود تخالف حقوقنا المشروعة بصفتنا مواطنات فلسطينيات كاملات ، و نتمتع بالأهلية القانونية التي تسمح لنا بالسفر دون أخذ أي إذن من أي أحد.
وبما أنه للأسف، أصبحت عقارب الساعة في غزة، تعود للوراء، فهل نتوقع في الأيام القادمة أن يحدث مثلا:
- أنه بعد أن سمحت السعودية لنسائها بقيادة السيارات، أن يتم منع نساء غزة من قيادة السيارات؟
- أنه بعد أن سمحت أفغانستان للنساء بالمشاركة في الانتخابات، أن يتم منع النساء في غزة من المشاركة، والترشح في الانتخابات؟
- أنه بعد أن انتهى عصر الجواري وملكات اليمين، أن يتم السماح في غزة لعودة الجواري؟
- أنه بعد أن انتهت دولة الخلافة الإسلامية في العراق، أن يأتي الخليفة الإسلامي الجديد ليحكم غزة ويتحكم بنسائها؟
منذ بدء عودة عقارب الساعة إلى الوراء بغزة، أصبح كل شيء متوقع، ويمكن لسكان قطاع غزة عبر مجرد توقيع رسمي من أي مسؤول لا يعترف بالقانون الفلسطيني الأساس، أن يسافروا جميعا، وفي ثواني إلى رحلة عبر الزمن من القرن ل 21 إلى القرن ل 12، تحت ذريعة حماية النساء وصون شرفهن.
للأسف مرة أخرى ، أنه في العصر الذي تسافر به نساء العالم إلي المريخ، وتقود به مركبات فضائية، يأتي مسؤول من غزة و يقوم بمنع نساء وفتيات القطاع من ركوب باص صغير ينقلهن من حدود القطاع المحاصر إلي العالم الخارجي إلا بإذن من ولي أمرهن ، حتى لو كان سفرهن كان سببه طلبا للعلم ، أو البحث عن فرصة العمل ، أو مجرد محاولة لتحقيق أحلامهن في الحرية و اكتشاف العالم ، مثلهن مثل أي انسان طبيعي يتمتع بكامل الحرية و الحقوق ، مثلهن مثل باقي البشر في معظم أنحاء العالم ، بغض النظر عن النوع الاجتماعي أو العرق أو الدين أو الحالة الاجتماعية ، وذلك حسب الإعلان العالمي لحقوق الانسان.