يشهد سعر صرف الدولار الأمريكي حالة من التذبذب بين الارتفاع والانخفاض مقابل الشيكل منذ أسابيع عدة، إذ وصل لـ 3.24 شيكلاً منذ ساعات الصباح من اليوم الإثنين، وفق منصات التداول العالمية، فما مصير سعر صرف الدولار خلال الأيام المقبلة؟
المختص في الشأن الاقتصادي والمالي الدكتور أسامة نوفل، أوضح أن سعر صرف الدولار الأمريكي شهد أسوأ هبوطٍ له منذ سنوات طويلة، إذ وصل سعر الصرف قبل أسابيع قليلة 3.18 شيكلا؛ لكن عزم البنك المركزي الإسرائيلي شراء 30 مليار دولار أدى إلى تعافي العملة الخضراء قليلًا.
وأوضح نوفل، في حديث لـ "شمس نيوز"، أن هبوط الدولار مقابل الشيكل، لا يُريح العديد من القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية، لاسيما أنه تسبب بانخفاض أرباح كثير من التجار ورجال الأعمال، مشيراً إلى انَّ حكومة الاحتلال تسعى لرفع قيمة العملة الأمريكية.
ويرى نوفل، أن سعر صرف الدولار لن يصل إلى مستويات 3.50 شيكلا خلال الفترة الحالية، ويمكن أن يصل لـ 3.35 شيكلا على أحسن تقدير، كون الآلاف من المستثمرين وجهوا أنظارهم صوب العملات الرقمية "البيتكوين"، وهو ما أدى إلى فقدان الثقة في العملة الأمريكية.
وعزا أسباب انخفاض العملة الأمريكية، إلى جائحة كورونا التي شلت جميع مناحي الحياة في الولايات، وأدت إلى تراجع حجم الإنتاج، بالإضافة إلى السياسات الخاطئة التي اتبعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي تمثلت بالحرب الاقتصادية مع الصين والانسحاب من معظم الاتفاقيات التي أبرمتها أمريكا مع الدول الكبرى، وهو ما أدى إلى تراجع ثقة المستثمرين في الدولار.
ووفق المختص الاقتصادي والمالي، فإن استمرار تعافي أو انتكاسة الدولار الأمريكي، مرتبط بالأساس بقوة الاقتصاد الأمريكي وتعافي الاقتصاد العالمي والخروج من تداعيات أزمة كورونا ونجاح اللقاحات والعودة للحياة الطبيعية.
ووجه المحلل المالي والاقتصادي نصيحة مهمة إلى المواطنين، الذين يرغبون بشراء العملات الأجنبية، بضرورة عدم اقتصار ادخاراتهم على عملةٍ واحدة، وأن يدخروا أكثر من عملة (دولار-دينار-شيكل-ذهب)، كون حركة الاقتصاد تشهد صعودًا وهبوطًا للعملات.
يشار إلى أن انتكاسة الدولار تصبُ في مصلحة التجار الفلسطينيين الذين يستوردون بضائع من الخارج بالعملة الأمريكية، ويجنون ثمنها داخل الأراضي الفلسطينية بعملة الشيكل الإسرائيلي، كما أن الفئة التي ستستفيد من انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الشيكل، هم المُقترضين من البنوك ومؤسسات الإقراض العاملة في فلسطين، إذ سيسددون أقساط قروضهم بسعر صرف الدولار الحالي، بينما يكونون قد اقترضوا المبلغ إبان ارتفاع سعر الدولار.
في حين، سيتعرض أصحاب المقاولات والانشاءات الذين ترسى عليهم العطاءات بعملة الدولار لخسارة كبيرة، كونهم سيشترون المواد الخام ومستلزمات تلك المشاريع من السوق المحلي بالشيكل الإسرائيلي، كما أن بعض العاملين في القطاع الخاص وموظفي كالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الذين يتلقون رواتبهم بالدولار، سينعكس انخفاض سعر صرف الدولار عليهم سلبًا.