د. محمد مشتهى
العدو الصهيوني في زمن ترامب لم يستطع ضرب ايران فهل سيضربها الآن؟!
ترامب الذي كان كالثور الهائج وقام باستهداف سليماني وأعلن انه هو الذي قتله، وهذا الوقت كان ربما هو الوقت الذهبي للعدو الصهيوني لأن يضرب إيران لكنه لم يستطع، ترامب قام بالغاء الاتفاق النووي الإيراني وقال بأن القدس عاصمة الكيان الصهيوني ثم نقل السفارة الامريكية للقدس واعترف بسيادة الكيان على الجولان .
بايدن في سياسته الخارجية يريد أن يعيد الاتفاق النووي، ولغته تختلف عن لغة ترامب، ولو كان هناك ثمة ضربة لايران فإنه من باب الأولى أن تكون في زمن حليف حاسم امره وواقف "بالباع والدراع" مثل ترامب وليس حليف متردد مثل بايدن الذي حتى اللحظة لم يهاتف نتنياهو ليقول له مرحبا.
التصريحات الايرانية أيضا لا تزال قوية تجاه "اسرائيل" ويقابلها تخوفات صهيونية قوية من خشية امتلاك ايران للقنبلة النووية، التي على الأرجح باتت تمتلكها سواء بالتصنيع او حتى بشرائها من كوريا الشمالية.
إن عدم إتصال بايدن على نتنياهو حتى اللحظة، يبدو وكأنها فلسفة أمريكية جديدة في رسم علاقتها الخارجية تجاه الكيان الصهيوني التي لها علاقة بالشرق الأوسط، تلك الفلسفة تعني بأن العلاقات الامريكية الاسرائيلية الأمنية لن تشوبها أي شائبة، لكن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لن تمر وفق المزاج أو الرغبة الصهيونية المطلقة كما كانت في زمن ترامب، فالسياسة الخارجية للدول تتغير وتتطور مع مرور الزمن، فأمريكا قبل ٢٠ سنة ليست هي أمريكا الان، وهناك ملامح وتغيرات ولو بسيطة على السياسة الخارجية الأمريكية، فعلى سبيل المثال: السياسة الأمريكية تجاه السعودية تختلف في زمن بايدن عما كانت في زمن ترامب، وفي زمن بايدن تم الاعلان عن وقف الحرب على اليمن، والغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة ارهابية، ووقف بيع الاسلحة التي لها علاقة بالحرب على اليمن، وهناك مراجعات في العلاقة مع الامارات وصفقة طائرات F35، حتى قرار الحرب على اليمن تم اتخاذه عندما كان بايدن نائب الرئيس الأمريكي في زمن اوباما، إذن هناك تغيير حاصل في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، فلا يوجد بصمة في السياسة تبقى الى أبد الآبدين، وأكيد هذا لا يعني أن هناك انقلاب من بايدن تجاه "إسرائيل" ولكن هناك فروقات واضحة في السياسة الخارجية الأمريكية، تلك الفروقات ذات دلالة، نتياهو الذي كان يرفع الهاتف ويُملي على ترامب أفعاله، الآن هذا أصبح غير مقبول في زمن بايدن، إذن بالحد الأدنى يمكن القول بأن الدلالة من تلك الفروقات أن هناك تراجع واضح من بايدن في عديد القضايا التي قرر فيها ترامب وايضا هناك ملامح لسياسة خارجية امريكية جديدة تجاه قضايا الشرق الاوسط.