قائمة الموقع

مزهر: رحيل الدكتور عبد الستار قاسم خسارة وطنية كبيرة

2021-02-16T13:31:00+02:00
065A0928.JPG
شمس نيوز - غزة

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر، اليوم الثلاثاء، آلمنا رحيل الدكتور عبد الستار قاسم في وقت نحن بأحوج ما نكون إلى أمثاله ومواقفه في هذه الظروف المجافية والتحديات الخطيرة الراهنة التي تعاني منها قضيتنا الوطنية، جاء ذلك خلال لقاء تأبيني للمناضل والمفكر الكبير عبد الستار قاسم، نظمه مركز أطلس في مدينة غزة.

وأضاف مزهر: "رغم فداحة الخسارة الكبيرة إلا أن الراحل الكبير د. قاسم ترك ارثاً وطنياً وسياسياً وثقافياً كبيراً.

وتابع:"كان الدكتور قاسم من الأصوات الوطنية المعُبّرة عن ضمائرهم بشجاعة ودون مداهنة أو مجاملة أو رياء، ومن الذين تصدوا لسياسات وممارسات الاحتلال، ولكل أشكال الفساد والهبوط السياسي".

وأشار إلى أن الدكتور قاسم استطاع  بلسانه الحاد المفعم بالوطنية الصادقة والحرص على القضية أن يخطف قلوب الجميع من أبناء شعبنا الذين كانوا يستمعوا لرأيه ويستأنسوا به باعتباره تعبير صادق وأمين عن ضمائرهم وتوجهاتهم.

ولفت غلى أن الراحل الكبير ترك بصمة كبيرة خلال مسيرته التعليمية والأكاديمية والتدريسية، حرص خلاها على نقل رسالته ومبادئه إلى عموم الطلبة ليغرس فيهم الثقافة الوطنية، وكل ما يتعلق بالقضية بوجهة وطنية مبدئية وجريئة تقوم على أساس التمسك بالثوابت والمقاومة، وباستخدام الأسلوب النقدي الصريح في وصف الحالة الفلسطينية وتجلياتها دون مواربة أو تهرب من المسئولية.  مؤكدًا أن الدكتور الراحل وصل إلى مكانة علمية مرموقة أهلته لأن يكون من المفكرين والمثقفين الفلسطينيين والعرب في الفترة الأخيرة. 

كما لفت إلى أن الدكتور قاسم ترك بصمته على المستوى الثقافي والأدبي، من خلال انتاجه الثقافي والأدبي والسياسي الغزير، حيث صدر له العشرات من الكتب ومئات الأبحاث العلمية وآلاف المقالات حول قضايا مختلفة سياسية واجتماعية وثقافية وتاريخية، وخاصة حول القضية الفلسطينية.

ونوه إلى أن الراحل انخرط مبكراً في ميدان السياسة من على مقاعد الدراسة والتي ولّدت وشكَلّت خلالها آلام النكبة فكره السياسي ومواقفه السياسية الصلبة والمبدئية، وانتقلت أفكاره الوطنية معه أثناء التدريس والتي تعرض خلالها للفصل أكثر من مرة نظير مواقفه الأصيلة، ودفاعه المستميت عن قضية فلسطين. مشيرًا إلى أن الدكتور الراحل مُنع من السفر أكثر من مرة من جانب الاحتلال الذي قام ايضاً باعتقاله مرات عديدة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وقد تعرض للاغتيال في منتصف التسعينيات وأصيب على إثرها بعدة رصاصات، وقبل رحيله بشهور قليلة تم حرق سيارته من قبل مجهولين في رسالة تهديد جديدة له.

وفي هذا السياق قال: "كان الدكتور الراحل من أشد المناوئين لاتفاق أوسلو والمدافعين عن المقاومة، لا يخشى في الحق لومة لائم، وكان يهاجم نهج التسوية وقمع الحريات والاعتقال السياسي بشجاعة منقطعة النظير".

وأضاف: "دعا الدكتور الراحل دوماً لضرورة التخلص من اتفاق أوسلو وتبعاته، وما تمخض عنه من نتائج الحقت أضراراً بالغة وخطيرة بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية والمالية، وأهانت القضية الفلسطينية أمام العالم، وفتحت الباب واسعاً أمام التطبيع مع الكيان، وأثرت سلباً بصورة خطيرة على الثقافة الوطنية، وفتتت المجتمع، وحاربتنا اقتصادياً، وأبقتنا تابعين في لقمة الخبز للكيان الصهيوني، وبعض المنح التي تأتي من الدول الخارجية".

وتابع:"كان الراحل مؤمناً بضرورة التغيير الجذري في الساحة الفلسطينية من خلال الجماهير، داعياً دائماً لإخراجهم من سياسات الظلم والذل والفساد التي انتشرت مع سنوات أوسلو. مؤكداً دائماً أن التخلص من اتفاق أوسلو سيعيد للقضية الفلسطينية مكانتها البارزة في مختلف الساحات".

واستدرك:" تميز الراحل الكبير بعلاقات واسعة مع مختلف قطاعات شعبنا، سواء كانوا سياسيين أم أكاديميين أم مواطنين عاديين أو طلاب أو شباب على وجه الخصوص".

وأردف: "كان الراحل ينسج علاقاته الاجتماعية على أساس الانسجام التام في الموقف من القضايا الوطنية الثابتة، والاحترام المتبادل رغم الاختلافات في وجهات النظر في بعض القضايا الثانوية التي تحتمل الاجتهاد".

وختم: "أكسبته أصالة المنشأ ومواقفه المبدئية وحياته المتواضعة رغم ما وصل من مكانة علمية مرموقة ومواقفه المبدئية احترام وحب الناس والتفاف الأكاديميين والباحثين حوله للاستفادة من خبراته الاكاديمية، فكان يساعدهم دوماً دون أن يتكبر على أحد" معاهدًا الراحل الكبير بأن شعبنا سيواصل نضاله الحثيث حتى تحقيق أهدافه الوطنية والديمقراطية، مستمداً من إرثه النضالي والثقافي الكبير، متمنياً الحفاظ على هذا الإرث الكبير.

اخبار ذات صلة