شمس نيوز / عبدالله عبيد
يبدو أن علاقات حركة حماس مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، قد وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، في ظل توتر العلاقات ما بين الأولى والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، وفي ظل تأزم الأوضاع في قطاع غزة، الأمر الذي بات حديث العامة في هذه الأيام.
القناة الإسرائيلية الثانية قبل أيام كشفت عن وجود تقارب بين حماس ودحلان، واتصالات مكثفة بين الطرفين، وذلك من أجل التوصل لحكومة وحدة بين حماس وفتح غزة وليس حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح الضفة الغربية أو فتح أبو مازن بهدف الالتفاف على رام الله، في حين أن حماس ترى في دحلان المفتاح الوحيد لعدة مشاكل تواجهها.
مراقبون استبعدوا تشكيل حكومة جديدة في قطاع غزة بين حماس ومحمد دحلان، موضحين أن العلاقة بين الطرفين علاقات شخصية في إطار المصالح لا أكثر.
وشدد المراقبون في أحاديث لـ"شمس نيوز" أن دحلان قادر على حل بعض الإشكاليات والأزمات المتواجدة في قطاع غزة، وهذا ما تراه حماس.
حركة المقاومة الإسلامية حماس وعلى لسان القيادي فيها، د. صلاح البردويل أكد أن حركته مصرّة على تطبيق اتفاق المصالحة روحًا ونصًا، بحيث يكون قائما على التوافق والتكافؤ، مشددًا على أن أي جهة لا تملك إخراج حماس من المشهد السياسي أو القفز عنها عبر الاستقواء بالخارج.
وقال البردويل في تصريح له: " لا تملك السلطة ولا فتح أن تقفز عن وجود حماس في كل مناحي الحياة السياسية والإدارية والمجتمعية، ومن الجهل والعبث التفكير بإقصاء حماس عن السياسة والحكم بذريعة أن الحركة غير مقبولة دوليًا".
أما القيادي في فتح، د. فيصل أبو شهلا فقد اعتبر الحديث عن تشكيل حكومة بين حماس ودحلان محاولات غير واقعية، واصفاً هذا الأمر بـ"الخزعبلات، التي تنشر هنا وهناك"، حيث لا يمكن أن يُبنى على ما تكتبه الصحافة العبرية من مواقف فلسطينية" بحسب تعبيره.
وأشار أبو شهلا في حديث سابق لـ"شمس نيوز" إلى أن حماس تحاول السيطرة، و"هذا ما أكده الأخ إسماعيل هنية عندما قال " تركنا الحكومة ولم نترك الحكم"، مبيّناً أن هذا التنافس ما بين حكومة الحمد الله واستمرار حماس في حكم قطاع غزة، هو ما أدى إلى هذه المشاكل وازدياد الأزمات.
علاقات شخصية
المحلل السياسي، د. هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية، من جهته استبعد تشكيل حكومة جديدة في قطاع غزة، ما بين حركة حماس والقيادي المفصول عن حركة فتح محمد دحلان.
وأشار البسوس خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن العلاقات بين دحلان وحماس، علاقات شخصية، مستدركاً : لكن هذه العلاقات ليست تنظيمية بشكل واضح، بل علاقات مصالح لا أكثر".
وشدد على أن حماس ودحلان غير معنيين بتشكيل حكومة جديدة في القطاع، تكون بديلة عن حكومة الوفاق الوطني، وذلك لأن هذا سيعقّد الأوضاع أكثر مما هي معقدة، مشيراً إلى أن عمل حماس في المرحلة القادمة سيكون نحو تسيير حياة الناس إلى أن يتم تحديد موعد الانتخابات.
بعد الانتخابات
وقال البسوس: العلاقة حالياً بين حماس وحلان قد تؤدي إلى شراكة سياسية بعد الانتخابات وليس قبلها، بمعنى أنه إذا ما تمت الانتخابات الفلسطينية العامة خلال 2015 أو 2016، وفي حال التوافق قد يكون هناك شراكة سياسية على أساس المبدأ، حماس وفتح بقيادة دحلان".
ونوّه إلى أن محمد دحلان لديه القدرة على حل بعض الإشكاليات، "على سبيل المثال كان له لقاء مع الرئيس المصري السيسي قبل أيام، وتحدثت مصادر مقربة منه عن ضغوط من طرفه لإعادة فتح معبر رفح من الناحية الإنسانية وتقديم تسهيلات للمواطنين"، لافتاً إلى أنه قّدم الكثير من التسهيلات والمساعدات للمواطنين في غزة.
وأضاف المحلل السياسي: قام بتقديم منح مالية كبيرة جداً لفئات ضعيفة في المجتمع ولعائلات الشهداء ولأسر دمرت بيوتهم ولمصابين، ولطلبة في قطاع غزة"، مبيّناً أن حماس قدمت مساحة كبيرة لعمل دحلان في غزة، في إطار تقديم مساعدات وتسهيلات للغزيين.
وفي سياق آخر، يرى البسوس أن حماس غير معنية باتخاذ خطوات دراماتيكية في قطاع غزة، كتشكيل حكومة وأمور أخرى، موضحاً أنها ستعمل في الفترة المقبلة على دعم الحكومة للقيام بواجباتها، ومن الممكن انتقاد الحكومة بأشكال مختلفة، حسب تعبيره.
وتشهد الحالة الفلسطينية احتقانا غير مسبوق بعد عودة حركة حماس وفتح إلى مربع الملاسنات والتراشق الإعلامي، خصوصاً بعد تفجير عدد من منازل قيادات حركة فتح في قطاع غزة، قبيل الاحتفال بذكرى وفاة الراحل ياسر عرفات والذي كان من المقرر أن يقام مهرجان لإحياء ذكرى وفاته وسط مدينة غزة.
وكانت حكومة الوفاق الوطني قد أصدرت بياناً صحفياً لها قبل أيام، نفت فيه صحة أي وعود تناقلتها وسائل الإعلام حول حل أزمات قطاع غزة خلال أربعة أسابيع، مؤكدةً أن الحل الوحيد لأزمة الموظفين هو عودة المستنكفين ومنح موظفي حكومة غزة مكافأة نهاية الخدمة أو توفير مشاريع صغيرة لهم.
وأضافت الحكومة في بيانها: "لا إعمار لقطاع غزة دون تسلمنا المعابر بلا منازع، ولا إعمار للقطاع دون تسلمنا المعابر بلا شراكة مع أحد"، مؤكدةً أنها تعمل وفق تعليمات الرئيس عباس فقط.