قائمة الموقع

الاجهزة الأمنية الفلسطينية وشهادات التقدير!

2021-03-03T11:15:00+02:00
عادل أبو هاشم

في محاولة جديدة لبيع الوهم ، وعلى طريقة “خدعوها بقولهم حسناء.. والغواني يغرهن الثناء”، خرج علينا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية – صاحب شعار بدكم وطن اكثر ولا مصاري اكثر – في حفل تكريم عدد من الضباط الفلسطينين يوم الثلاثاء الماضي بالقول:

“فخورون جدا بشهادة الخبراء الدوليين الذين قالوا ان آداء المؤسسة الامنية الفلسطينية افضل آداء في الشرق الاوسط ، وهذا الامر بالنسبة لنا نيشان على صدورنا ، وقد اثلج صدر سيادة الرئيس وصدورنا .. !! ” .

ولم يفصل السيد اشتية اسباب حصول الاجهزة الامنية الفلسطينية على هذه الشهادة ، مما اصاب المواطن الفلسطيني – الذي يعرف الدور الحقيقي لهذه الاجهزة – بحالة من الذهول ، لذا كان لزاما ان نوضح بعض ” ميزات ” هذه الاجهزة :

لقد كشفت ممارسات بعض قادة وافراد الاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة الغربية خبرات لم تخطر على بال فلسطيني على مر التاريخ ، حيث فقدت البندقية الفلسطينية بوصلتها ، وأصبحت هذه البندقية موجهة في خدمة الجانب الإسرائيلي ، بل أصبحت البندقية الفلسطينية موجهة في صدور أبناء الوطن ، وكأن هناك اصرار من بعضهم على التحول الى ” لحديين ” ، والدخول في مواجهة شاملة مع جماهير الشعب ارضاء للعدو الاسرائيلي والادارة الامريكية ، وظهر ذلك بوضوح عند اقتحام الأجهزة الأمنية للمخيمات الفلسطينية في بلاطة و الأمعري و جنين و نابلس ، و قتل أبناء الشعب بالرصاص و الهروات واللكمات و الأحذية بدم بارد.

( قتل احمد عز حلاوة “ابو العز” احد قيادات كتائب شهداء الاقصى بعد لحظات من اعتقاله في 23 / 8 / 2016م بالضرب المبرح بالهروات والاحذية بتهمة التحريض على السلطة على يد افراد من الاجهزة الامنية الفلسطينية ، في سجن جنيد بنابلس .. !! ).

لقد ابدى قادة الاجهزة الامنية استعدادا غريبا للقضاء على الانتفاضة، وأن رجال الشرطة الفلسطينية هم عبارة عن مجموعة من أكياس الرمل تتلقى الرصاص دفاعـًا عن مواخير وبارات ومقاهي تل أبيب، وبيوت المستوطنين .!

كما لم يبدي هؤلاء القادة اي حراك في مواجهة الاجتياحات الاسرائيلية اليومية لمدن الضفة الغربية ومخيماتها وقراها، وما يرافق هذه الاجتياحات من قتل ونسف بيوت واختطاف المواطنين ، حيث تخلى مقرات الاجهزة الامنية الفلسطينية ، ويلزم الجميع بيوتهم عند الهجوم الاسرائيلي .. !!

لقد اوجد اتفاق اوسلو اختراع ” التنسيق الامني”، حيث اصبح الامن الفلسطيني ملزما بالحفاظ على امن المستوطنين والاستيطان وجنود الاحتلال ، كما ادى الى قمع الاجهزة الامنية الفلسطينية للمقاومين .. !!

هذا التنسيق الذي لم يجلب لنا سوى الانقسام وتدمير النسيج المجتمعي والذل والعار أمام العالم باعتبارنا نعمل ومن خلال هذا التنسيق لخدمة وحماية الاحتلال ووكلاء عنه في قمع شعبنا ، وقتل كل روح وطنية فيه ، و الذي كان من ثماره جمع السلاح، وإعتقال المجاهدين وما رافق هذا الإعتقال من إهانة وإذلال .!

لقد رفع قادة الاجهزة الامنية شعار “التنسيق الأمني مع العدو مقدس و مصلحة وطنية فلسطينية “، وما اعتراف رئيس جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج ” جنرال التنسيق الأمني ” بأن قواته نجحت منذ بداية “إنتفاضة السكاكين” في أكتوبر 2015 م في إحباط أكثر من 200 عملية ضدّ الاحتلال ، واعتقال 100ناشط فلسطيني ، و داهمت عشرات المنازل و صادرت كميات كبيرة من الأسلحة خلال ثلاثة شهور الا مثالا واضحا على ما وصل اليه هؤلاء القادة .!

الالآف من عناصر حركة حماس والجهاد الأسلامي تم اعتقالهم حيث مورس ضدهم أبشع أنواع التعذيب ، ومنهم من استشهد داخل المعتقلات ، ومنهم من تم اغتياله خارج السجون ( محمد رداد ومجد البرغوثي و عبد المجيد دودين ومحمد ياسين و محمد السمان و غيرهم ) .!

( لم يخف محمود عباس في تصريحات نشرتها صحيفة “هآرتس” العبرية انشراح صدره ، واعتزازه بالإجراءات القمعية التي تمارسها أجهزته الأمنية بحق أجنحة المقاومة وسلاحها في الضفة الغربية المحتلة ، بل زاد على ذلك حين أعرب عن فخره بالقضاء على البنية التحتية لحركتي “حماس ” و ” الجهاد الإسلامي ” ، وحل ” كتائب شهداء الأقصى ” الجناح المسلح لحركة فتح ” حيث سلم أفرادها السلاح مقابل أن تعفو عنهم إسرائيل..!!) .

قامت أجهزة أمن السلطة بإعادة كل من تعثرعليه من الإسرائيليين على اعتبار أنهم مستوطنين دخلوا الضفة الغربية تحت ذريعة أنهم تائهون ، غير أنه قد تبيّن أنهم جنود وعناصر من وحدات الـ “مستعربين” الإسرائيلية تدخل الأراضي الفلسطينية لتنفيذ عمليات عسكرية ضد نشطاء الأنتفاضة .!

( قال محمود عباس في مؤتمر دافوس الاقتصادي في الأردن : ( إن الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية أعادت إلى الاحتلال خلال عام 2012 م “96 جندياً إسرائيلياً معززين مكرمين، دخلوا بالخطأ إلى الضفة الغربية ، و نخن فخورون بذلك ، نحن ننسق أمنياً مع الاسرائيلين ، ومنذ ست سنوات لم تحدث مشاكل بين الضفة و” اسرائيل ” .. !! ) .

لذلك يحق للاجهزة الامنية الفلسطينية الحصول على شهادة بانها افضل آداء في العالم كله .. !!

ملاحظة :

في اليوم التالي لشهادة الخبراء الدوليين قامت قوة اسرائيلية باعتقال الرائد في الشرطة الفلسطينية ” رسلان عديلي ” بتهمة التلويح بسلاحه باتجاه سيارة اسرائيلية في منطقة حوارة جنوب نابلس ، كما قامت الاجهزة الامنية الفلسطينية بقتل ” منذر رضا ” في بلدة نعلين وهو من حركة فتح .. !!

تنويه :

تمر هذه الايام الذكرى الخامسة لاغتيال الرفيق عمر النايف القيادي في الجبهة الشعبية في حرم السفارة الفلسطينية في العاصمة البلغارية ” صوفيا ” نتيجة التنسيق الامني ” المقدس ” بين السلطة والعدو الاسرائيلي .. !!

نحن بانتظار ان تصدر الحكومة الامريكية شهادة تشيد بدور السفارات الفلسطينية كافضل آداء في الشرق الاوسط .. !!

 

اخبار ذات صلة