غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الشيخ عزام: الجهاد تدعم التوافق الذي يحمي حقوق الشعب الفلسطيني ويقف بقوة في وجه الاحتلال

الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي للجهاد الاسلامي.jpg
شمس نيوز - غزة

أكد الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن المداولات لا زالت جارية داخل أطر الحركة من أجل تحديد موقفها من المشاركة في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة تصويتًا، مشيرًا إلى أن حركته ستتخذ قرارها بما يتوافق مع مصلحة الشعب الفلسطيني ويعزز مشروع المقاومة.

وأوضح الشيخ عزام في مقابلة أجرتها معه صحيفة القدس الفلسطينية، أن حركة الجهاد الإسلامي اتخذت قرارا بعدم المشاركة في الانتخابات القادمة، انسجامًا مع برنامجها وموقفها السياسي الرافض لخوض أي انتخابات تحت سقف اتفاق أوسلو، الذي لم يزل يحكم النظام السياسي الحالي ويكبل عمل المجلس التشريعي وباقي المؤسسات الفلسطينية.

لن نعرقل الانتخابات

وأشار إلى أن قرار حركة الجهاد لا يعني أبدًا عرقلة الانتخابات أو التشويش عليها، وإنما اتخذ نتيجة اجتهاد سياسي، مثلما كان هناك اجتهادات سياسية لفصائل أخرى بقرار المشاركة، مبينا أن حركته تدعم أي توافق وطني يحمي حقوق الشعب الفلسطيني، ويقف بقوة في وجه الاحتلال وفي مواجهة كل التحديات التي تستهدف القضية الوطنية.

وجدد الشيخ عزام التأكيد على أن حركة الجهاد الإسلامي تتطلع إلى إعادة بناء منظمة التحرير، لتكون مظلة جامعة تمثل الكل الفلسطيني، معربا عن اعتقاده بأن المرحلة المقبلة بحاجة إلى جهد كبير وإرادة من أجل مواجهة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية، للخروج من المأزق الحالي.

قيود "أوسلو"

ولدى سؤاله عن الأسباب التي دفعت حركة الجهاد الإسلامي للامتناع عن المشاركة بالانتخابات رغم أن بعض الفصائل نفت أنها ستجري وفق اتفاق أوسلو، أجاب الشيخ عزام: نحن لا زلنا نرى أن اتفاق أوسلو هو الذي يحكم النظام السياسي الفلسطيني الحالي، وقيود أوسلو تكبل عمل المجلس التشريعي، وبقية المؤسسات التي تتبع للسلطة".

وتابع بالقول: رغم أن إسرائيل تنصلت من كافة التزاماتها باتفاق أوسلو، والكثير من الأمور تغيرت، وجرى الحديث عن وثيقة الوفاق الوطني أو وثيقة الأسرى ومخرجات لقاء الأمناء العامين كمرجع للانتخابات، لكن هذا كلام نظري، وعلى الأرض لم يزل اتفاق أوسلو حاضرًا ويقيد عمل الأطر والهيئات الفلسطينية التابعة للسلطة".

وبيّن أن الجهاد الإسلامي انسجمت مع قناعاتها، ومع برنامجها وموقفها السياسي، وأعلنت رفضها اتفاق أوسلو.

لم نقرر اتجاه التصويت

وقال عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، إن الحركة لديها كتلة تصويتية لا بأس بها تمتلكها، وحتى هذه اللحظة لم تقرر اتجاه التصويت، مضيفا: هذا الأمر قيد البحث والدراسة وسيتخذ القرار في حينه، ولا نظن أن هذه المسألة تمثل مشكلة لنا، ونحن ندرس كل شيء بشفافية وبشكل موضوعي، ونأمل أن نصل في النهاية إلى ما يتوافق مع مصلحة شعبنا وما يعزز مشروع المقاومة في فلسطين".

واستطرد قائلا: أعلنّا رفضنا المشاركة في الانتخابات، لكن في ذات الوقت احترمنا مواقف الفصائل الأخرى، بمعنى أننا لن نعرقل الانتخابات أو نشوش عليها، ولن نمنع إجراءها، وهذا ينبع من احترامنا لشركائنا في الساحة الفلسطينية، وهناك اجتهادات سياسية أخرى لدى إخواننا في الفصائل بالمشاركة، ونحن لن نعيق هذه الاجتهادات".

المشاركة في المجلس الوطني

وفيما يتعلق بإمكانية مشاركة الجهاد الإسلامي في المجلس الوطني، قال الشيخ عزام: هذا موضوع معقد وحساس جدًا، وخلال حوار القاهرة الأخير نحن طرحنا هذا الأمر بشكل واضح، وتحدثنا عن ضرورة الفصل بين المجلس التشريعي، والمجلس الوطني، نظرًا لاختلاف المرجعيات، لأن مرجعية التشريعي، غير مرجعية الوطني، ووظيفة كل منهما مختلفة، فالتشريعي يعنى فقط بتقديم الخدمات للمواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، والوطني يتعلق بالفلسطينيين في كافه أماكن تواجدهم".

وعدّ الشيخ عزام المجلس الوطني هو الأساس بالنسبة للشعب الفلسطيني، ويختلف عن المجلس التشريعي من حيث وظيفة كل واحد منهما، متسائلا: إذا كنا نحن في حركه الجهاد لن نشارك وربما هناك فصائل أخرى وشخصيات وطنية لن تشارك في المجلس التشريعي، فلماذا تصادر حصتها في المجلس الوطني؟ ولماذا يتأثر موقف هذه الفصائل داخل المجلس الوطني نظرا لحسم جزء كبير من أعضاء المجلس التشريعي من خلال انتخابات المجلس الوطني؟".

وزاد بالقول: هذه مسألة تحتاج إلى نقاش جدي ومعمق، وفي القاهرة نحن طرحنا هذا الأمر وكان رد الأخ جبريل الرجوب بأننا سنبدأ من الصفر في الحوار المقبل الشهر الجاري، ونحن فعلاً نتمنى أن نبدأ من الصفر في نقاش حول المجلس الوطني خاصةً أن هذا الاخير يمثل المفصل في إصلاح النظام السياسي الفلسطيني، والكل مجمع على ضرورة إعادة هيكلة وإصلاح منظمة التحرير من خلال مجلس وطني جديد قوي وفاعل ومؤثر ويمثل الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم تمثيلاً حقيقيًا وفعليًا".

ودعا عزام إلى الفصل بين انتخابات المجلس التشريعي والمجلس الوطني والتوافق على انتخابات "الوطني" لأنه سيمثل المدخل الأهم لإصلاح منظمة التحرير".

وحول رؤية الجهاد الإسلامي للمجلس الوطني ولمنظمة التحرير، أوضح الشيخ عزام ، أن الحركة قاومت في السنوات الماضية أي محاولة لإيجاد بديل عن منظمة التحرير رغم اختلافها الكبير معها ورغم أنها ترهلت، وأعلنت بأنها معنية بإصلاحها حتى تكون مظلة لكل الفلسطينيين، مشيرا إلى أن ذلك سيتحقق من خلال انتخاب مجلس وطني قوي يمثل الكل الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، وسيدفع بقوة إلى إصلاح المنظمة وإعادة الفاعلية لكافة أطرها وهيئاتها.

شروط الرباعية

وردا على سؤال عن إمكانية انضمام "حماس" إليها ومحاولة إجبارها على الاعتراف بشروط الرباعية الدولية، استبعد عزام تمامًا إمكانية قبول حماس بشروط الرباعية الدولية، لأن هذا يخالف برنامجها السياسي.

وأكد أن الجهاد الإسلامي يهمها وجود توافق بين كل الفلسطينيين، يحمي حقوق الشعب ويقف بقوة في وجه الاحتلال، وفي وجه كل التحديات التي تستهدف القضية الفلسطينية، مردفا بالقول: نحن بذلنا جهودًا كبيرة طوال السنوات الماضية من أجل إيجاد هذا التوافق، ومن أجل إيجاد اصطفاف واسع لحماية حقوق الشعب الفلسطيني وإحياء المشروع الوطني".

وأوضح الشيخ عزام أن حركة الجهاد اعترضت على عدة أمور خلال لقاء القاهرة الأخير، كاعتراضها على دمج المجلس التشريعي في المجلس الوطني، مضيفا: نحن اعترضنا على هذا بقوة، وفي ذات الوقت نحن رأينا أن هناك ما هو أهم من الانتخابات التشريعية، وهو موضوع إصلاح منظمة التحرير، لأنه يتعلق بالمظلة التي تشمل الفلسطينيين في الداخل والخارج، ويتعلق بالمشروع الوطني الذي نحن معنيون تمامًا بإحيائه وإعطائه قوة الدفع".

واقع صعب

ولفت الشيخ عزام إلى أن الساحة الفلسطينية عاشت واقعا صعبا خلال السنوات الماضية، خاصة مع ابتعاد الموقف العربي عن طموح الشعب الفلسطيني، وعن الواجبات المترتبة على الدول العربية والإسلامية.

وقال: كان هناك خذلان للفلسطينيين، إضافة لوجود خلاف داخلي في الساحة الفلسطينية, وأيضًا في السنوات الأربع الماضية، اتخذت إدارة ترمب خطوات وقرارات وإجراءات متطرفة ضد الفلسطينيين، وضد قضيتهم، دعمًا لإسرائيل وتحديًا حتى لقرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة".

واستدرك الشيخ عزام بالقول: بالتأكيد الواقع كان صعبًا، لكننا لم ولن نستسلم له على الإطلاق، ونحن أعلنا في غير مناسبة أن الانتخابات لا يمكن أن تحل كل المشاكل الموجودة في الساحة الفلسطينية، ولربما تحمل هذه الخطوة بعض الانفراج الذي قد يخفف معاناة الفلسطينيين الناجمة عن الانقسام والخلاف الداخلي وعن الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي".

وأشار إلى أن الصورة تبعث على القلق بالنسبة للوضع الإقليمي وللوضع الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية، مع وجود تيار عربي ذاهب بشكل مدروس للتطبيع مع إسرائيل، مبينا أن هذا يزيد من قتامة المشهد ومن صعوبة الوضع "لكننا سنظل متفائلين معًا كفلسطينيين، وسنتجاوز هذه المرحلة، ونحتاج إلى جهد وإرادة وإخلاص في المساعي المبذولة لحماية شعبنا وإحياء المشروع واستنهاض الأمة كلها من أجل دعم هذه القضية المباركة والمقدسة" بحسب الشيخ نافذ عزام.