"الجميلات هنَّ القَوياتُ .. يأسٌ يضيء ولا يحترق"، وكأنك يا درويش زماننا كنت تكتبُ قصيدتك وأنت تحتسي القهوة في منجرة السيدة سماح شاهين، التي قهرت المستحيل، وتخطت الصعاب، وتجاوزت إعاقتها؛ حتى باتت تزاحم الرجال في أصعب المهن وأخطرها.
على الرغم من الإعاقة الجسدية لدى السيدة سماح شاهين (42 عامًا)؛ إلا أنها تكافح معيقات الحياة، تكللت مثابرتها بافتتاحها منجرة خاصة بها، مخصصة لصناعة وتشكيل الهدايا والاكسسوارات الخشبية.
السيدة شاهين واحدة من الخريجات اللواتي اصطدمنَّ بصعوبة إيجاد فرصةِ عملٍ في سواء في المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وبسبب إعاقتها التي تحد من حركتها وفق زعم المؤسسات، تقول لمراسل "شمس نيوز": "إنها توجهت للعمل في مجال النجارة؛ ليكون مصدر دخل لها ولعائلتها"، موضحةً أنها بدأت العمل في هذه الحرفة منذ العام 2017.
صحيحٌ أن مهنة النجارة واحدة من المهن التي يختص فيها الرجال؛ نظرًا لحاجتها لاستخدام المعدات المختلفة من مَكَنٍ وآليات؛ إلا أن شاهين توجهت للعمل في هذه الحرفة، بسبب الرغبة، والشغف، والطموح.
أنْ تُقْدِمَ سيدة على العمل في منجرة قد يكون ضرباً من الخيال، نظراً لصعوبة التعلم، وخطورة أدوات النجارة، لكن إرادة سماح قهرت كل الصعاب، ومع مرور الأيام والممارسة اصبحت لديها طاقة أكثر لإنتاج العديد من المنتوجات داخل المنجرة.
توضح شاهين أنَّ أبرز المعيقات التي واجهتها في بداية الأمر هي انتقادات المحبطين، إذ حاول كثيرون تثبيط عزيمتها، وثنيها عن التقدم، لكنها في كل مرة كانت تقول لهم "الشُغُل مِشْ عيب، والتعب بكل تأكيد بعده راحة".
ولاقت منتجات شاهين إقبالاً وإعجاباً من قبل كثير من الناس في قطاع غزة، غير أن متجرها تأثر في الآونة الأخيرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، غير أنَّ ذلك التحدي لم يكن ليثنيها عن مواصلةِ عملها، بل ظلتْ تواصل، وتواصل، وتواصل.
وعن المساندة والدعم من قبل المؤسسات المعنية، أشارت إلى أنها وجدت نوعاً بسيطاً من الدعم من قبل تلك المؤسسات والجمعيات، مطالبة الجهات الحكومية والأهلية بضرورة رعاية الأفكار الإبداعية والريادية حتى يكتب لها النجاح.
وفي رسالتها بمناسبة يوم المرأة العالمي، قالت شاهين "نحن بحاجة للعمل؛ حتى نمارس دورنا تجاه مجتمعنا، وحتى نساند الرجال في تلك المهمة، لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وعملنا في المجتمع بأي مهنة هو على قاعدة أن المرأة اخت الرجل، وشريكته، ونصف هذا المجتمع".