دأبت الادارات الأمريكية المتعاقبة استخدام سياسة (العصا والجزرة) في كافة بؤر التوتر والأزمات في العالم، وكانت تلك السياسة واضحة وجلية في عهد ترامب وما حدث من توقف قطار التطبيع في العديد من المحطات العربية يؤكد ذلك ،(التطبيع مع الكيان والا .....) ومنذ ان أصبح بايدن سيدا للبيت الأبيض بدا للعيان أن هناك تغييرا فى ملامح السياسة الأمريكية وهى ( الجزرة بدون عصا )،اذ كيف نفسر المفاوضات الجارية بين الادارة الأمريكية والحوثيين في عٌمان ؟!!! وكان ثمرتها شطب الحوثيين من قائمة الارهاب
بايدن يحفظ عن ظهر قلب كافة تفاصيل المنطقة وتعقيداتها ، فهو الذى عمل أكثر من خمسين عاما فى هذا المضمار ،خاصة فى السنوات العشرة الأخيرة متابعا عن قرب فى ادارة ديمقراطية نائبا للرئيس ..
بالاضافة لذلك تجرى ادارته مفاوضات سرية مع ايران لحلحلة الأمور واعادة صياغة الاتفاق النووي الايراني لعودة الهدوء الى المنطقة والحفاظ على مصالحها في الخليج، وما حدث من ضرب بعض مناطق النفوذ الايران في سوريا هو فقط ذر الرماد في العيون.
الرجل يواجه تحديات داخلية كبيرة منها تفشى جائحة كورونا في الولايات الأمريكية وازدياد الاصابات وتراجع معدلات النمو في الاقتصاد الأمريكي، وتنامى الفكر اليميني العنصري المتطرف، الذي استطاع ترامب ان يرقص على انغامه
كان يجب من صناع القرار العربي الاتصال بادارة بايدن ليحددوا لهم ما تشعر به المنطقة من آلام ومعاناة لتكوين رؤي مشتركة لعلاج الاحتقان في منطقة الخليج والصراع على النيل بين مصر والسودان وأثيوبيا وسوريا والعراق ولبنان وقضية الشعب الفلسطيني التي تشهد تغولا من نتنياهو وعصابته ويبقى السؤال الاكثر الحاحا: لماذا لم يبادر بايدن باجراء اتصالاته لتنفيذ رؤيته بحل الدولتين ؟وهل ينتظر الانتخابات الاسرائيلية؟ مع ان رؤيته لحل الدولتين هي اخطر من صفقة القرن، فهو يرى ان الحل الأمثل هو الحفاظ على يهودية الدولة وقومية إسرائيل.
السياسة الأمريكية القائمة على قهر الشعوب ونهب مقدراتها ستبقى السياسة الرسمية للولايات المتحدة وبخاصة في قضيتنا، فالكثير من ابناء الامة لا يعرف حتى يومنا هذا ان (وعد بلفور ) هو مشروع امريكي بامتياز وتم تسويقه لبريطانيا الاستعمارية ،وسواء كانت السياسة الامريكية مبنية على العصا والجزرة ام الجزرة بدون عصا فهي سياسة قائمة على تفكيك الدول العربية وتقسيم المقسم وتجزيئ المجزء (الفوضى الخلاقة) وستظل تجاعيدها السوداء ماثلة في وجدان ابناء شعبنا وامتنا الى ان تتحرر الأرض واقامة دولتنا باذن الله.